عندما ندم الله ..(10)

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 21:30
المحور: الادب والفن
    

وديع العبيدي
عندما ندم الله..
(القسم العاشر)

هناك أيضا لن تموت
ذلك إذا لم تعدك البراءة إلى سطح العالم
لتأكل العشب مع الأدمين
ستصل إلى جدك نوح
وتمكث معه في الأبدية
هناك حيث النواح وصرير الأسنان
*
لكنْ أين حكمتك يا سيد
أين باب رحمتك
أغلقتها من فوق
وأوصدتها من تحت
أما من طريق ثالث؟..
*
نعم ثمة طريق.. آخر
هل تستطيع احتماله
هناك..
حانة سيدوري
هناك الخمرة والنساء
لا نوم ولا إفاقة أبدا..
*
قالت أنيتا
هؤلاء يرقصون بلا سكرة
قلت لها أنهم
سكارى من دونما خمرة
سكارى على طول الخط.
*
اختر أنت ما تشاء
لقد تركت لك الخيار
بكلّ حرية
لأني جعلتك أبني
*
جعلتني ابنا لك!
أليست هذه طامة
لماذا يا ابني
لا تقل لي ابني
فالابن يفعل مشيئة الأب
حتى (في مسائه الشخصي) *
أنت تسجنني يا أبتي
داخل قفطانك
أنت تحكم عليّ بالموت
بالتكرار إلى ما لا نهاية
*
أنت أفضل من عبد!
لقد رفعتك من العبودية
لكي تعرف محبتي لك
*
عبد أم ابن..
ألعاب لغوية
العبد يفعل ما يؤمر به
والابن يفعل مشيئة الأب
أليس الأب هو الذي يأمر دائما؟..
الابن يجب أن يفعل
شاء أم أبى..
حياته مثل ثور الناعور
أما العبد فينتظر الأوامر
ربما يغفو الأب
ولا يأمر بشيء
عندها يستريح العبد
أما الابن
فيلاحقه الواجب
تلاحقه المسؤولية
تلاحقه الحرية
تلاحقه المحبة
ان العبيد أكثر حرية من الابناء
أكثر حرية
ومن غير مسؤولية!
*
ــــــــــــــــــــ
• الأب في مسائه الشخصي- مجموعة شعرية مميزة للشاعر زاهر الجيزاني.

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل