أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - أوراقهم ودفاترهم.. (1-2)














المزيد.....

أوراقهم ودفاترهم.. (1-2)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 20:57
المحور: سيرة ذاتية
    


وديع العبيدي
أوراقهم ودفاترهم.. (1-2)

عندما طلبت من أبي أن يكتب لي كلمة في دفتر ذكرياتي، ولوالدي خط رقعة جميل كحال كثيرين من جيله، ختم كلمته ببيت شعر ما أزال أذكره..
الخط يبقى زمانا بعد كاتبه.... وصاحب الخط تحت الترب مدفونُ
*
قصائد وليد وعزالدين
صادفت سنوات دراستي الجامعية أيام ملاحقات وتصفيات الشيوعيين في النصف الثاني من السبعينيات، وكانت تربطني ببعضهم علاقات شخصية وأدبية.. وكنا نتبادل كتاباتنا فيما بيننا ومرات تتأخر إعادة المسودات.. وكان وليد ح. أحد الأصدقاء الذين سلمني دفترا مليئا بكتاباته ونصوصه الشعرية.. إضافة إلى كتب لماركس وأنجلز، وقد اختفى من الكلية مع أسماء أخرى (سبق أن كتبت عن صديقي سعدون في المرحلة الرابعة اقتصاد، وكان أحدهم!). فبالاضافة لما كان يكتنفنا من ارتباك وحيرة حول ما يحدث ويمكن أن يحدث، كنت أشعر بعبء غير عادي نتيجة الكتابات والكتب.. ذهبت بنفسي إلى بيت وليد لاعادة الكتب والأوراق.. ولكني لم أجد أحدا في البيت.. أو لم يرد علي أحد.. وكانت الظروف الأمنية في أتعس حالاتها.. وقد بقيت تلك الأوراق والكتب ضمن مكتبتي الخاصة في بغداد. ومن ذكريات الكلية كان لي صديقي آخر من كركوك اسمه عزالدين يدرس في كلية الآداب قسم اللغة العربية، وكان شاعرا تركيا جميلا ويكتب (خوريات)* جميلة، ترك لدي هو الآخر دفترا مليئا بكتاباته وقد أكملت دراستي قبله وبقي الدفتر شاهدا عليه وعلى ذكرياتنا.. بين محتويات ومسودات مخطوطات مكتبتي في بغداد.
*
قصائد أخي الميثولوجية..
في الثمانينيات (أستشهد -أخي- نتيجة القصف المعادي) كما ورد في أوامر القسم الثاني لوحدته ليوم 9- 7- 1986 وعندما ذهبت إلى وحدته لاستطلاع المعلومات سلمني رفاقه بعض حاجياته وبينها دفتر فئة مائة ورقة فيها بعض كتاباته وخطوطه..
صورة الدفتر وحاجياته تركت في ذاكرتي مشهدا ثالثا لنعشه وموته الصارخ.. كانت الأولى صورة التابوت الملفوف بالعلم الوطني، والثاني مشهد جثمانه على حافة القبر، والثالثة مشهد الدفتر والكلمات التي تحمل صورته وصوته وكأنه ينطق كل كلمة.
موت أخي كان صدمة كبيرة في حياتي.. صارت تكبر مع الوقت مع كل كلمة ووريقة خطتها يده.. مقترنة بتأنيب ضمير.. أنني شجعته ذات يوم على القراءة وشجعته على الكتابة بعدها.. وكنت أدفعه للتخصص في الميثولوجيا والأساطير القديمة.. فاختلطت في كتاباته الرموز والمعاني التاريخية بمشاهد ومناسبات راهنية.. ولكن موته جعل من شخصه بطل تلك الرموز والأفكار الملغزة..
*
قصص خالي القصيرة..
كان لخالي الأوسط (عبد الرزاق توفيق الخالدي) فضل أساس كبير في علاقتي بالقراءة وتشجيع كتاباتي الأولى، وقد طبع لي على الآلة الكاتبة قصيدتي العمودية في رثاء طه حسين يومها عندما كان محاسبا في مديرية بلديات بعقوبة، وربما كانت نسخ القصيدة بالكاربون ما زالت في بيت العائلة. لكن خالي القارئ والمثقف رغم لغته العالية واسلوبه الجميل كان مترددا في الكتابة والنشر، وعندما بدأت في النشر، عدت لدعوته وتشجيعه للنشر، وبعد ألحاح صار يجلب لي بعض أقاصيصه القصيرة واحدتها لا تتجاوز الصفحة الواحدة وهي في غاية الروعة.. حتى اجتمع منها ذخيرة جيدة للنشر.. دون أن يحصل شيء من ذلك.
*
مكي عزيز.. شعره وسيرته
في أيام ترددي على مقهى الزهاوي تعرفت على مجموعة من أعلام العراق معظمهم من مخضرمي العهد الملكي، وكان لصديقي العزيز (المرحوم) أبو أحمد عبد الرزاق السامرائي دور وفضل كبير في تلك العلاقات.. كان من بينهم الشاعر والصحفي الراحل مكي عزيز الذي نشر عدة مجاميع ومطولات شعرية في مديح البيت الهاشمي، وأصدر جريدتين في العهد الملكي على التوالي هما، جريدة الأمة، وجريدة النذير. في اعقاب سقوط الملكية غادر الراحل إلى عمان، وبقي في كنف العائلة الهاشمية. وهو أحد أربعة أخوة. شاء القدر أن يكون أحدهم (علي) ضمن المتعاونين أو العاملين مع خيرالله طلفاح الذي سمع بشكل ما بوجود الشاعر لاجئا في الأردن، فأرسل إليه أخاه عارضا عليه العودة إلى الوطن الأم. وبحسب رواية الشاعر الشخصية استمر ذلك مدة تكرر خلالها زيارة أخيه له ونقله رسائل من (الحاج) تتعهد له بالسلامة وحسن المثوى. حتى وافق الشاعر على العودة بعد حوالي ثلاثة عقود من الغياب. ولكنه فوجئ ، عند دخوله البلاد، وعلى عكس الضمانات المقدمة من الحاج وأخيه، باحتجازه في مديرية الأمن العامة مدة ستة أشهر، وهو يومها في ثمانينياته، تعرض خلالها لأنواع العقوبات بما فيها قع الأظافر والكهرباء، وبعد تلك المدة (الاحتفائية) اطلق سراحه بعد توقيعه على تعهد بعدم النطق أو الكتابة والنشر. كانت تلك المرحلة من المواقف الحرجة التي وجدت نفسي فيها في أواخر الثمانينيات، بعد حوالي العام من تصفيات بعض اصدقائي الشيوعيين في الكلية واختفائهم المفاجئ.
(يتبع..)



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن بحجم جيب / حشرة بحجم ديناصور
- قصيدتان..
- نكتة اللا
- -غريبة الروح-
- حارس البوابة النائمة
- سنحاريب
- من يعبر البحر؟..
- المرأة الطفلة، والطفل الرجل!
- دعوة للتضامن مع المرأة الاعلامية
- هيلكا شوبرت.. أبي
- بيرنهارد فيدر..قصائد
- قليلاً مثل الموت شعر: بيرند ماينكر
- في انتظار الحافلة
- المرأة الطحلبية!..
- Hal؟..
- قراءة في القصة العراقية
- محرّم غير الحرام
- زمان يا حليمة..
- دروس في أنانية الأنثى
- قليلاً مثل الموت


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - أوراقهم ودفاترهم.. (1-2)