أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وديع العبيدي - دعوة للتضامن مع المرأة الاعلامية















المزيد.....

دعوة للتضامن مع المرأة الاعلامية


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 18:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وديع العبيدي

دعوة للتضامن مع المرأة الاعلامية
- يا نساء العالم اتحدوا-

بعد احتراق طويل على نار هادئة، فاحت مؤخراً.. وللمرة الأولى رائحة الاستبداد الذكوري في الاعلام العربي، وذلك عبر خبر استقالة خمس من مذيعات قناة الجزيرة القطرية الفضائية. وأورد خبر نشرته جريدة الحياة اللبنانية في صفحتها الأولى ليوم الأحد المصادف الثلاثين من شهر مايس المنصرم (2010) ان عددا من المذيعات والعاملات في القناة سبق أن تقدمن بشكوى ضد أحد المسؤولين في شهر يناير الماضي، كان مصيرها الرفض والتفنيد (كالعادة).
وفي خبر لاحق التحقت أسماء مذيعات أخرى لقائمة الاستقالة.
*
(رفقا بالقوارير)..!
منذ دخول جهاز التلفاز بلاد العرب في الخمسينيات، اختطّ التاريخ معاناة جديدة للمرأة العاملة في مجال الاعلام والتلفزة العربية. امرأة التلفاز مطلوب منها أن تكون مغرية ومثيرة وجذابة، من جهة، ومحتشمة وخادمة للذوق الاجتماعي من جهة ثانية. ولكن قصة المعاناة تختلف عموما بين التلفزة الوطنية الرسمية والتلفزة الأهلية والفضائية المنطلقة في العقدين الأخيرين. ويمكن تلخيص الفوارق الرئيسة للنظام الرسمي الوطني عن الحالي..
- مركزية النظام وسطوة الدولة ونفوذ المسؤولين وسيما في مجال الاعلام.
- سيادة تيار العلمانية والتحديث في مؤسسات الدولة والمجتمع.
- احترام حرية المرأة وتشجيع حركة تحريرها من سطوة التقاليد والعادات الاجتماعية المنزلية البالية.

وهذا لا يعني عدم وجود معاناة للمرأة في ظل ذلك، ولكن طبيعة النظام العلمانية وقوة الدولة وبرامج التنمية والتحديث كانت تقف إلى جانب المرأة وتؤازر حركتها ونهوضها الحضاري في وجه التيار التقليدي المحافظ، وبالشكل الذي جعل حضور المرأة في الحركة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الراهنة يضاهي حضور الرجل ويشكل منافسا قويا له. بيد أن تراجع تيار العلمانية مع بداية الثمانينيات وتراجع سطوة الدولة في أواسطها وفشل برامج التنمية الوطنية في أواخرها، عنى انتشار النفوذ الديني في المجتمع والدولة، وهيمنة التيار التقليدي المحافظ في المجتمع متحديا سلطة الدولة والقانون، إضافة إلى بروز نفوذ البترودولار واختراقه مختلف مجالات الاقتصاد والثقافة والمجتمع اقليميا ودوليا.
ومع دخول منطقة الشرق الأوسط في خضم سياسات دولية متشابكة مع مطلع التسعينيات، وبدلا من ظهور مؤسسات اعلامية اقليمية لها وزنها واعتبارها وصيتها اللائق في المجال الدولي، سادت المنطقة (ردة ثقافية) تمثلت في ثلاثة أنساق أيضا..
- ظهور السلفية كتيار ديني نافذ ومنهاج ثقافي سائط في مجالات المجتمع والدولة والثقافة والاعلام.
- عودة المجتمع إلى القبيلة اجتماعيا، وتشظي القبيلة إلى صراعات مراكز النفوذ، وبشكل أطاح بمركزية الزعامة إلى تعدد الزعامات داخل القبيلة والمجتمع ولامحدودية الحواشي والمحسوبيات.
- نهاية التيارات الفكرية والثقافية والاجتماعية وظهور القطبيات الفردية المدعومة بالبترودولار.

وهذا يعني..
• نهاية الدولة (مجرد جثة تنتظر دفنها).. وظهور أفراد لهم نفوذ اقتصادي مالي قائم على الاستثمار في شركات (دولية) ينتظم في خدمتها طاقم كبير من بلاد متعددة إضافة إلى جهاز (أجهزة) خدمة وحماية وتجسس شخصي، وبما يمثل دويلات تشترع كل منها خطابها السياسي والديني والثقافي وذلك باعتبار رغبات واجتهادات القطب المالي.
• نهاية الطائفة والفرقة والمرجعيات الدينية لصالح ميول واجتهادات شخصية فردية مدعومة بنفوذ الفرد الاقتصادي والسياسي.
• ان الفرد والثقافة والدولة الوطنية هي الخاسر الأكبر في ظل امبراطوريات الأفراد ، وبعض هؤلاء تفوق امكانياتهم وأرصدتهم المالية بالأسس امكانيات ونفوذ دول بحالها. وبعضهم يقدم معونات مالية وقروض فردية إلى بنوك أو مؤسسات أو دول تعاني من أزمات مالية، ناهيك عن استغلال أزمات المؤسسات من قبل امبراطور المال الفردي لشراء المؤسسة أو النادي (الرياضي) أو الهيمنة على أسهم الشركة بنسبة تمنحه الأغلبية في مجلس إدارة الشركة.

*
ضياع الفرد.. أو ضحايا الاستبداد..
لا يوجد في تاريخ الشرق الأوسط ميثاق أخلاقي (charter) لحماية الفرد. أحد أقدم الشارترات في تاريخ البشرية يعود إلى ألف وسبعمائة عام قبل الميلاد، وهو قانون حمورابي البابلي. بعد ذلك جاءت شريعة موسى التي أعاد الاسلام انتاج نسخة على غرارها في القرن السابع الميلادي بما يناسب بيئته وثقافته القبلية. ومع ضعف ترسخ تجربة الدولة المدنية في الشرق الأوسط، فما يزال الشارتر الاسلامي هو الميثاق الوحيد لحماية الفرد في المنطقة. ولكن المشكلة البنيوية في الاسلام هي عدم وجود مفهوم واضح وثابت لنصوصه. وفي ظل التطورات المتأخرة آنفة الذكر، فأن حقوق التفسير والتأويل آل مآلها لرؤوس البترودولار ومقربيهم من شيوخ الدين.
*
الفرد مختزل في الاسلام..
ان الخطاب الاسلامي هو خطاب جمعي (قبلي)، قيمة الفرد فيه جزء من القيمة الجمعية للقبيلة ودوره ينساق في دورها، أما الفرد كقيمة مستقلة أو كيان مستقل فليس له مكان في الفكر الاسلامي ولا يحظى بأيما اعتراف أو وجود. ويجري تطبيق هذا بدء من فكرة الصلاة الجماعية (الجمعية) واحترام السياق الاجتماعي العام إلى المشاركة في مظاهر الحياة والطقوس العامة إلى الخروج (النفير) في الغزوات العسكرية، وكان المتخلفون عن الغزوات يواجهون عقوبات اجتماعية جمعية تصل في أشدها حدّ القتل، بينما تواجه فكرة الاستقلالية أو اعتزال الناس باستنكار شديد حتى اليوم.
*
سلاطين وجواري وغلمان..
لقد دخلت المرأة الشرق أوسطية الكثير من مجالات الأعمال، ومنها مجال الصحافة والعمل الاعلامي، وتشكل المرأة اليوم نسبة كبيرة في هيكلية الجمعيات والمنظمات الصحفية والاعلامية، فكم من هذه المنظمات والاتحادات، وكم من الدول والمؤسسات الرسمية المعنية وضعت لوائح ونظم إدارية تصون عمل المرأة وتحميها من الحيف والاستغلال والتعسف؟.. هذا السؤال يتجه إلى البلدان الكبيرة مثل مصر وتركيا وايران والعراق وسوريا وتونس والجزائر والسودان قبل أن يحط رحاله في بلدان الخليج وإماراتها، والتي لا زال مكان المرأة الأول هو البيت، والمساحة المحصورة ما بين المطبخ وحجرة النوم من البيت.
ان الثقافة مؤسسة، ولا مؤسسة بلا تقاليد ونظم، ولا تقاليد ونظم بدون قيم احترام الانسان وحريته وكيانه.
وتتكدس أكثرية قنوات التلفزة الفضائية العربية اليوم في مساحة محدودة من بلاد قليلة السكان وتشكل العمالة الوافدة ما يزيد على 85% من قواها العاملة. كما تفتقد هذه العمالة الوافدة الأجنبية أية حقوق وضمانات خارج نفوذ ربّ العمل أو الكفيل. وبالتالي.. فما هي لوائح العمل التي تنظم أنظمة العمل، وما هو مدى دستورية تلك اللوائح ومصداقيتها الدولية؟..
*
امبراطورية الفرد..
ان استثمارات رأس المال الفردي وتوظيفاتها التي تستهدف المتعة والتسلية والتنابز بالجاه ، أنتج ظاهرة غريبة من امبراطورية الفرد. وفي الخليج اليوم يتنافس الشيوخ في شراء القنوات الفضائية واستغلالها لأغراض فردية، في ظل غياب تام للوعي الاعلامي أو الثقافي وكيفية توجيهه واستثماره، مما يشكل كارثة ثقافية إزاء غياب مؤسسة رقابية فاعلة ذات آلية ناجزة.
بينما تفتقد بلدان أخرى من بلدان القحط أية لوائح دستورية تحمي مواطنيها من أوجه الاستغلال والاعتداء كما تتكفل مواطنيها المهاجرين أو المقيمين في الخارج, وهذا السؤال يتجه إلى أجهزة سفارات الدول التي ينتمي لها المهاجرون أصلا، وموقف القناصل الثقافيين والاقتصاديين بصددهم؟..
وفي مجال الاعلام والصحافة والمؤسسات الثقافية فما موقف العدد المتضخم من الجمعيات والاتحادات المتنابزة والمتنافسة فيما بينها حول الزعامات والتمثيل، في حين تفتقد أية آلية فعلية على أرض الواقع، وتعجز عن تمويل ميزانياتها البائسة خارج أنظمة المساعدات وأسعار الولاءات.
*
المرأة أولا.. والاعلامية والمثقفة في الصدارة .. الواجهة الحقيقة للجمال والصفاء والانسانية التي تتكالب الظروف والأموال على تزويرها واخضاعها لقوانين العرض والطلب العباسية..
لقد انسحبت وجوه اعلامية وكوادر ثقافية نادرة منذ سنوات إلى عزلة الصمت، بدون ضجيج.. ولكن ما حدث في قناة الجزيرة، يعود ليلقي أضواء كاشفة على أسباب انسحابهن الصامت..
وهنا يأتي دور المشاهد ليتكلم.. ويعترف بحجم الفقدان الذي يملأ الواقع..
تحية للأعلاميات والمجاهدات على خطوط الأثير.. في قناة الجزيرة والقنوات الفضائية والمحلية الأخرى.. لما يعكسنه من نور يضيء حلكة الراهن..
تحية للمرأة وهي تفك شباك الواقع الكثيفة الملتفة أمام عيونها، لترفد العالم بالنور.
*
لندن
الأول من يونيو 2010



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيلكا شوبرت.. أبي
- بيرنهارد فيدر..قصائد
- قليلاً مثل الموت شعر: بيرند ماينكر
- في انتظار الحافلة
- المرأة الطحلبية!..
- Hal؟..
- قراءة في القصة العراقية
- محرّم غير الحرام
- زمان يا حليمة..
- دروس في أنانية الأنثى
- قليلاً مثل الموت
- عن.. الترجمة الشعبية
- عن طحلب الدهيشان
- أين خبز الملائكة؟!..
- من مركزية الجماعة إلى مركزية الفرد
- حديث.. مع امرأة
- المرأة السعودية وحقوق الانسان
- الهجرة.. (و) العلاقة بالأرض..
- كيمياء المعادلة الاجتماعية (الحياة المُشترَكة)
- إزدواجيتنا..


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وديع العبيدي - دعوة للتضامن مع المرأة الاعلامية