أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - محرّم غير الحرام















المزيد.....

محرّم غير الحرام


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 17:56
المحور: الادب والفن
    


وطنٌ ميتٌ
أمةٌ
مات في نسغها الماء
ولم يدفنوها
الحوازير أفرغت من حشاها
وانتهينا
بدون خيول
ودون سحاب
تبول على هامنا
مزنة الرمل كل النهار
فلا نجد شجرة
نتقيها..
يا ربنا البعل
لماذا خلقت في الدنيا بعوضاً
يعذبنا بأيام الشتاء
نغطي عنه أرجلنا اتقاء
فيقرصهن من تحت الغطاء
ولو أن البعوض غدوا رفاقاً
لنا في النازلات من السماء
لكان الله أنصف عابديه
وكنا والخليقةَ في سواء
يعاتبنا المعري أن ليلى
بجسر الكرخ غازلها كسائي
فلا نعمت ولا نعمى أبوها
ولا نعم الخليفة والروائي
إذا ما الأجنبي يسوس فينا
وعبداللهنا.. كالببغاء
لو كان لي وطنان
يا شبل زين القوس
سلّم على القسطل
وقل له عدنا
لو كان لي وطنان
عدنا ولن نرحل
لو كان لي وطنان
عشت بواحدٍ
وتركت آخرَ في لظاك
يمرّغ..
لو كان لي قلبان
لو كان لي دخلان
لم أسمح لليلى بعبور الجسر
ولا الشرطيّ
يسرق طرف كحلتها
نجوم الظهر
أقرب
إليه من يدها
نجوم الظهر
ما أدراكها
والظهر
تلك
تزور قريتنا
فنعبدها من الخوف
تعلّمنا
كلاما ليس نهواه
نبدّل فيه
لكنتنا وسحنتنا
وليلى
تصبح واحدة أخرى
ببنطال من الجينز
وقرط فوق سرّتها
وتعلك
تعلك ليلى
التي في القلب
لا تعلك
أموت ولا أبوح
بعشقها لأحد
نجوم الظهر
نعرفها
شفناها وعفناها
ولا نخطئ فيها
ما أقمنا الدهر
لاحت
رؤوس الحراب
تلمع
بين الروابي
موطني..
موطني في الأناشيد
والقراءات
في الجرائد والإذاعات
يدوس عليه الغريب
ويحكمه السفهاء
فنبحث عنه
بأرض الخليقة
بهذي البلاد
وتلك البلاد
المضيّع ذهب
بسوق الذهب يلكاه
والمضيّع وطن
وين الوطن يلكاه
ولن تلقاه
إلا ميتاً
لا يستحق القبر
نجوم الظهر
أقرب لك
ولو كره الحواريون
في بغداد أو بيروت
أو غزة أو مصر
بلادي
مات فيها الزرع
مات الضرع
مات السبع
بلادي لغة أخرى
ومن في السرّ
يعشقها
نجوم السجن أقرب له
ولو
كره الحواريون..!
*
بلادي كلما أهواك يتبعني رجال الأمن من بيت إلى بيت ومن مقهى إلى مقهى ومن سجن إلى سجن ولا أنساك
.. بلادي حبّك جرعة هيرويين أو قنبلة ذرية ممنوعة في العالم العربي..
دلّيني على دربٍ أخونك فيه أخدعك ولا يوجعني قلبي.. تعبت من خيال الشعر.. تعالي إليّ امرأة أضاجعها وتحضنني بليل القصف أو حلوى أذوب بريح نكهتها..
أو طفلاً ألاعبه وأفرح عندما يكبر يا وطني قصائد حّبنا العذري ما عادت تلائم وكسة الأيام فانتظريني انتظريني عند الفجر عند الجسر..
لماذا كل من يهواك تلدغه أفاعي جنة مقطوعة الأنفاس..
تلدغه وتنفيه بلا أهل ولا مأوى..
ومن يجني عليك يصير سلطاناً تمدّين الفراش له..
بلادي ليس يجدي الصمت..
لماذا كلما أهواك تنمو شوكة في القلب.. لا تدعيني أكرهك فحبّك قاصم للظهر.. لماذا كلما أهواك يتبعني رجال الأمن والفاشست..
لست منافقاً أو خائناً أو تاجراً للنفط.. لست سوى نبيّ كافر بالقحط..
بلادي كلّما إشتقت أدخلك يحاصرني البويهيّون في المشرق والرومان في المغرب.. تنسدّ البلاد عليّ ويأتي الأجنبي يفوت وسط تحيّة الحراس..
أعود أراك في التلفاز والصحف المسائية..
أسمع ما يعلّقه الأجانب حول عانتك الكثيثة والحواريون في المصلى يبيعون التمائم.. يرتزقون بالدين وسحت الكادحين..
قلبي حزين..
نفسي عليك حزينة..
وجهي غبار مدائن شتى وطعنات السنين..
أيام عمري كلّها ضاعت على الأعتاب ما زلت أحبّك غير أني ناقم من كيد من أهواه..
من خذلان نجماتي ومن عمر بلا معنى بسفر العالمين..
لو كنت مجنوناً لعانقت السعادة في خدود الورد وابتسمت لي الدنيا وما فكّرت في ما كان أو سوف يكون..
لو كنت شرطياً حقيراً أو غبياً أغرز في جسد المسكين سكيني بلا وخز الضمير..
لو كنت سمساراً يبيع ويشتري ويبدّل الجلباب بين الصبح والعصر ويسهر في الفنادق والملاهي ثم يمضي في الصباح يصلي بين الناس والترباس والحراس دلّيني على درب أخونك فيه أو اخرجي من بالي ومن عقلي ومن قلبي وخلّيني أموت..
أو أرى غيرك يعطيني الذي لا تمنحين..
قيس الملوّح مات مجنوناً ولم يترك سوى الأشعار..
لست ابن الملوّح لست مجنوناً ولا سمسار أموال اليتامى..

بلادي كيف أكرهها
..
أو كيف أقنعها بأني قطعة منها وأولى في جنائنها من الغازين!.
*
أموت من قلقي ومن حزني عليك يا موطني..
أموت من قلقي ويخلفني رماد سجائري قلقاً عليك..
يا موطني اني أضيع..
أضيع من خوفي عليك..
أضيع ولا تضلّ قصائدي ومشاعري عن نفسها..
اني أموت ويضحك السفهاء من بعدي !.
اني أدقّ على الربابة حسرتي..
جوعي وأيامي الشقيّة في درابين الخليقة دونما خلّ ولا وطن ولا أمل يضيء جوانحي.. تبّاً لها تبّاً لها يا موطني إحبولة الدنيا السخيفة والشعارات التي لا أرض تحملها سوى السرطان والجربان فيها نخبة في المال والسلطان والباقون عبران وعربان وسحلان..
إلهي، هل خلقت الخلق هذه أم أنهم من كوكب أو عالم أو لعبة اللابور دجّنها مريض ناقص ممسوس أراد ينتقم من الله فنافسه بهذي السحليات الزاحفات على البطون والغرب يركبها ويشوي فوقها أمجاده الدموية السفلى..
أدور على بلاد الله أسأل أهلها من أية سحليّة ولدوا ولا أجد بشراً كما تحكي الأساطير القديمة والمثاليات..
يا أحمد أنت كشفت غطاءها ورياءها لكنها للآن مثل المسّ تندلق وتندلق فلا الأمراض والنكبات والطوفان والقصف الجنوني يحقق ما حكى مالثوس هذا الأعور السحليّ في زمن بلا ميثاق !.
*
أمرّ على بلدة كلها شهداء..
أمرّ على بلد كله مجرمون..
أمر على عالم موغل في الرياء..
هنيئاً لكم يا شيوخ الطوائف يا بيوتات دك النجف..
دولة يفقسها الأجنبي ويفسي بها الجرباء..
دولة تشيخون بالطول والعرض فيها وحصتكم منها حساء..
هنيئاً لكم ما كسبتم من البنتغون ومن صيرفة العملاء..
هنيئاً لأجدادكم أيّ عار أردتم بهم كي تلمعوا في الجريدة والتلفزيون وأنتم من الخوف في خرقة كالخراء..
هنيئاً لكم ما اجتمعتم بساسة من ذبحوا شعبكم واستحلّوا المصيبة في أهلكم..
معذرة..
أنتم من الكل والكل منكم براء..
شعب نهرين لا يعرف السفهاء..
ولا يعرف الجبناء..
ولا يعرف ساسة رجالاتهم كالنساء.. موتوا من الغيظ أنتم ومن خلفكم واخطبوا ما وسعتم من الودّ لكن بعيداً عن اهل العراق..
أهل أوروك آشور بابل أهل الرسالات والأنبياء..
هنا كل نقطة رمل تفور من الغيظ..
كل قطرة دم تفور وتضرب باب السماء..
فهل يدخل الأجربون بلاداً عصت على كل من سبقوهم ومات بها اسكندر بعد أن ساد في الأرض..
هذي أمانيّكم بئس ما تحلمون وسحقاً لما تدّعون.
*


محرم العربي -2003



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمان يا حليمة..
- دروس في أنانية الأنثى
- قليلاً مثل الموت
- عن.. الترجمة الشعبية
- عن طحلب الدهيشان
- أين خبز الملائكة؟!..
- من مركزية الجماعة إلى مركزية الفرد
- حديث.. مع امرأة
- المرأة السعودية وحقوق الانسان
- الهجرة.. (و) العلاقة بالأرض..
- كيمياء المعادلة الاجتماعية (الحياة المُشترَكة)
- إزدواجيتنا..
- نصفان..!
- ولكن ما هو الواقع؟!..
- السعيد في العزلة (شقي)..
- المكان هو المنفى.. الوطن هو الغربة!.. (6)
- (الانسان والمكان -5-)
- الألم ونظرية التوازنات الذاتية
- أنا أتألم.. أنا إذن موجود!..
- هل الحيوانات تتألم ؟؟!!..


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - محرّم غير الحرام