أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - عندما ندم الله.. (19)














المزيد.....

عندما ندم الله.. (19)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 02:02
المحور: الادب والفن
    


(القسم التاسع عشر)
(في كثرة الحكمة كثرة الغمّ، ومن يزدد علما يزدد حزنا) – الجامعة

سماء المملكة مسكونة بالقلق
دائمة الاضطراب
صباحها ليل
وظهيرتها مساء
فصول تتداخل خلال اليوم
تقودها الريح والمطر
إلى ما لا نهاية
آلهة الجو دائمة الاصطراع
عندما تسكن الآلهة
ينعم البشر بالهدوء
عندما تكف المملكة عن حبك الدسائس
يسود السلام في العالم
عندما تنسجم الآلهة
ينسجم البشر
عنما تستقر الأجرام في مداراتها
يقل الإجرام على الأرض
أنا الآن في الباص المتحرك إلى المطار
سوف أنتظر موعد اقلاع الطائرة
الطائرة وحدها ترفعني عن الأرض
وتصعد بي نحو السماء
مثل مركبة إليشيا النارية
مثل مركبة زفس الفضائية
مثل بساط الريح
أو الحصان الطائر
أنا لوحدي لن أرتفع..
لن أتحرر
تحررت من بلاد وبلاد
من هوية وهوية
من لغة ولغة
ولكن من الأرض لم أتحرر
ملتصق بطين الخليقة
(جبل الربّ الاله آدم ترابا من الأرض.)
الطين والصلصال
تراب + ماء= طين
طين + نار= صلصال
الصلصال تمثال
مثل تماثيل الألهة
العاجزة عن حماية نفسها
العاجزة عن حمل نفسها
أتعبت الحمير والخيول
.. أصعد إلى الطائرة
المصنوعة مثل طائر بمنقار طويل
وجناحين وذيل..
الطائرة ترفرف..
وأنا لا أرفرف..
الطائرة تخترق الأثير
الطائرة ترتفع فوق الغيوم..
أنا لا ألمس الغيوم
هل الغيوم قطن مبلل
أم جبال من ثلوج معلقة..
أريد أن ألمس الغيوم
هل هي حقا دخان سجائر
.. دخان مطابخ.. دخان معامل..
أم رائحة الكراهية
وأرواح الانتقام..
أم آثار انفجارات قديمة
الطائرة تمرّ خلال الغيوم
مثل مرور الجن خلال الجدران
كما يمرّ السبايدر خلال الأبواب الحديدية
هل الغيوم حقيقة أم صورة
هل الصورة حقيقة أم فكرة
ارتفعي.. ارتفعي..
أريد أن أرى إليشيا اليوم..
سوف أنتظره هنا..
قرب استعلامات السماء
هل توجد سماء حقا..
هل يوجد مكان في السماء
أنتظر فيه أليشيا
أم أنه ذهب إلى مجرة أخرى..
قمر أو نجم أو كوكب بعيد
ربما سرقته مركبة زفس آخر
التحمت في مركبته النارية
وأخذته إلى ناطحة سحاب فضائية
حيث تسكن الآلهة والملائكة وأشباه أليشيا
يراقبون البشر من عليائهم
أم يتسلون بألعابهم الالكترونية
ذات الرموز الحقيقية على الأرض
وما شابهها
بينها ألعاب جميلة نسعد لها –نحن البشر (figures)-
وألعاب غير جميلة نشقى بها
هل الجنس أداة وحيدة للجنس
إذا كانت المتعة ذهنية فلماذا الأعضاء
إذا كانت الروح حية فلماذا الجسد الصلصال
لم لم يكن البشر مجرد أرواح
الروح سلطان
والجسد عبودية
هل الجسد من صنع ابليس*
هل الغنوسيون على حق إذن
إذا كان للجسد قيمة فلماذا ينحل
لماذا يدفن في التراب ويتحلل كحيوان
هكذا تساءل سليمان الحكيم أيضا
لماذا ينشق الانسان نصفين عند الموت
جسد سفلي وروح محلقة
أنس وجان
كلّ ما يتحلل فهو باطل وتافه
الجسد يجوع ويشبع ويجوع أيضا
الطعام يدخل الجسد، يتحلل ويعود للأرض
الأرض تنبت ويتغذى عليها الحيوان والبشر
وكلّ ما يعيش على بعضه باطل وتافه
الغرائز عماد الجسد المنحل
الغرائز متواليات غبية
نهايتها واحدة في الموت
طعام وجنس وثياب وخوف وضعف
عندما تتحرر الروح من الجسد
يسقط كلّ هامدا مرة واحدة.
!
ــــــــــــــــ
• يعتقد توفيق الحكيم أن ابليس صنع الأنثى
• ع ق. الجامعة 1: 18



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما ندم الله (18)
- عندما ندم الله.. (17)
- عندما ندم الله.. (16)
- عندما ندم الله.. (15)
- عندما ندم الله..(14)
- عندما ندم الله..(13)
- عندما ندم الله.. (12)
- عندما ندم الله .. (11)
- عندما ندم الله ..(10)
- عندما ندم الله.. (9)
- عندما ندم الله .. (8)
- عندما ندم الله.. (7)
- عندما ندم الله.. (6)
- عندما ندم الله..(5)
- عندما ندم الله..(4)
- عندما ندم الله.. (3)
- موقعة الطف.. الأيديولوجيا والخطاب
- الشعر والتلقي إشكاليات التفكيك وتفكيك الإشكاليات
- عندما ندم الله..(2)
- عندما ندم الله..


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - عندما ندم الله.. (19)