منفيون من جنة الشيطان/8

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 01:25
المحور: الادب والفن
    

منفيون من جنة الشيطان/8

المَرافِقُ الصِحِيَّةُ في مَوقعِ العَمَلِ
جزءٌ من الضَمانِ الاجتِماعي لِلْعُمّالِ
التّعليماتُ تنصُّ عَلَى المُحافَظَةِ
عَلَى النّظافةِ
يَعني عَدَمَ اسْتخدامِ المَراحيضِ
إلاّ في الحَالاتِ الطارِئةِ
هلْ يَجوزُ اعْتبارُ الإسْهالِ حَالةً طارِئةً؟..
مَسْألةٌ مَتروكةٌ لِرَبِّ العَمَلِ
بَعْدَ إملاءِ إسْتِمارةٍ من أربَعٍ وَعِشرينَ نقطةً
تضمَنُ حُقوقَ العَامِلِ وَالشّركةِ
رَبّ العَمَلِ يترُكُها لِلمَسْؤولِ المَيداني
وَالمَسؤولُ المَيداني يَترُكُها لِلْعامِلِ الأقدَمِ
وَالعَامِلُ الأقدمُ الذي
يستلمُ رَاتباً جَيّداً
يُعيدُ الاستِمارةَ لِنقصٍ في المَعْلوماتِ!
وَلِكي يُقنِعَ السّلْطاتِ بإخلاصِهِ
يَسْتعبدُ المَا دُونَ
وَيسْلِبُهمْ حُقوقَهُم التي أعْطاهمُ الله
وَضَمِنَهَا القانونُ
ربّ العَمَلِ ليسَ مَسْؤولاً عن ضَياعِ حُقوقِ العَامِلِ
وَالدّولةُ لَيسَتْ مَسْؤولةً عن تقصيرِ ربِّ العَمَلِ
وَالنقابةُ لا تتدَخّلُ في الأمورِ الجَانبيّةِ
وَالقضاءُ يدعَمُ ربّ العَمَلِ
لأنّ العَاملَ ليسَ مَعَهُ شهودٌ أوْ دَليلٌ قاطِعٌ
عَلَى إصَابتِهِ بالاسْهالِ
أو مَنعِهِ من استعمالِ المَراحيضِ
وَبالتالي فأنّهُ يكذِبُ
وَلتسبِّبهِ في تضييعِ وقتِ السّلْطاتِ
عَليهِ دَفعُ غَرامةٍ مَاليّةٍ قدرُها كَذا..
وَلأنّهُ عَاملٌ غيرُ نزيهٍ
مُشاكسٌ وَمُتمرّدٌ وَيَتسبّبُ في مَشاكل
يُطْرَدُ من العَمَلِ
لِلمُحَافظةِ عَلى نظافةِ المَراحيضِ
وَبِسببِ تمَارُضهِ وَمُشاكسَتِهِ
تُمْنَعُ عَنه المَعونةُ الإجْتِماعيّةُ
وَلِكثرةِ دُيونِهِ المُترَاكِمَةِ
يُرْسَلُ إلَى مَكتبِ إعارَةِ العُمّالِ
لِمُمَارسَةِ أيّ عَمَلٍ
وَفي أعْمالِ التنظيفِ
بِدْءً من المَكاتبِ الضَيّقةِ
وَرَفعِ أنقاضِ العِماراتِ القديمَةِ
إلى المَجاري السّفليّةِ لِلفيسْتْ ألبينه
يُصابُ بِالتِهابِ القَصَبَاتِ المُزْمِنِ
ثمّ الرّبُو ..
وَتُعيدُهُ إدارةُ الفِيسْتْ إلى مَكتبِ الإعَارَةِ
وَمَكتبُ الإعَارَةِ إلَى مَكتبِ العَمَلِ
وَمَكتبُ العَمَلِ إلى الشّارعِ
وَيَبدأُ مُراجَعَةَ المُسْتشفى كَمريضٍ عَادي
وَلِمُضِي مُدّةِ ستّةِ أشهُرَ عَلَى بَطالتِهِ
تُسْحَبُ مِنْهُ الإقامَةُ
ويُعَادُ إلى بَلَدِهِ
لِتَمارُضِهِ المُتوَاصِلِ وَعَدَمِ الفائِدَةِ مِنْهُ.!

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل