أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سلمان محمد شناوة - الأزمة البحرينية















المزيد.....

الأزمة البحرينية


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 23:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مجرد الحديث بموضوع الشيعة يثير الريبة وكثير من التساؤلات والهمس واللمز وخاصة الحديث عن شيعة الخليج العربي , والمعلوم إن الشيعة ينتشرون بصفة أساسية في منطقة الخليج وعلى الشاطئ العربي والفارسي , ولكن الشاطئ العربي هو الذي يهمنا , والذي نحاول إن نتكلم عنه اليوم , وعلى الشاطئ الفارسي معظم السكان هم من العرب الشيعة , لذلك لا يثار الموضوع بتلك الحساسية مثل ما يثار الموضوع على الشاطئ العربي .
المعلوم إن الشيعة ينتشرون في كل دول الخليج العربي . فنجدهم يشكلون 20% من عدد السكان في الكويت , ولكننا نجدهم يقاربون 70% في البحرين , ولكننا نجدهم أقلية في كل من الإمارات وقطر . ولكننا نجدهم أكثرية ويشكلون أغلبية السكان في الإحساء والقطيف , والتي كانت شيعية منذ التاريخ القديم , الشيعة في العربية السعودية يعتبرون من الأقليات , لكنها في المنطقة الشرقية هم يعتبرون أكثرية السكان , وينتشر باقي سكان العربية السعودية في قلب الجزيرة العربية , بينما يظهر لنا الوجود الشيعي في جنوب العربية السعودية في منطقة نجران في الذات , حيث نجد أخر بقايا الشيعة الأسماعلية في المنطقة العربية .
ما الذي دعنا للحديث بهذه الموضوع , المسكوت عنه دوما والذي أراه مثل الشبح والذي يتوارى خلف حبات الرمال في الخليج العربي , الحقيقة إن ما يحدث ألان في البحرين بالذات يثير كثير من الأسئلة الحرجة , ولكن تعلن عن نفسها بقوة .
يستفزني دائما طريفة الكلام عن الشيعة , ومهما كانت الدولة ديمقراطية , وعصرية وتتبنى نظام المواطنة , إلا إنها دائما حين الحديث عن الشيعة , تتوقف فجأة الحيادية والموضوعية ونجد المتحدث يميل بشدة للمكون السني على حساب الشيعة بأي صورة كانت , وحتى حين يتم الحديث عن منجزات تلك الديمقراطية أو دولة المؤسسات والقانون دائما وكأن الحديث يخص الجانب السني فقط .
في الوقت الذي حاولنا إن نتكلم عن الحقوق المشروعة للمعارضة الشيعية في البحرين , وحقهم في شعورهم بان يكونوا وهم أصحاب البلد والسكان الأصليون في البحرين , نجد من يتكلم عنهم وكأنهم من عالم أخر , لا يمت للشعب البحريني بصلة , يتكلم عنهم وكأنهم أبناء دولة أجنبية ووجودهم في البحرين وجود ظرفي , مثل كل الهنود والبنغلادش , والموجودون بصفة مؤقتة , ولا يحق لهم سوى حقوق الإقامة بهذا البلد أو ذاك , وسوف يرحلون بالقوة إن أساء احدهم الأدب أو خالف القانون , ونجد هذا الكلام بكثرة حين نتتبع أراء الناس حول موضوع الشيعة في الخليج , فيقول احدهم , إن لم يحترموا أنفسهم , فسوف نرمي بهم بالبحر , ويقول أخر إذا ما احترموا النعمة التي هم فيها , فسوف نعيدهم ولو قسرا إلى إيران حيث موطنهم الأصلي هناك , الأحاديث عنهم وكأنهم مجموعة من المهاجرين حديثا , ويتطلب وجودهم الكثير من الأدب واحترام القانون وتقبيل الأيدي والأرجل حتى يرضى عنهم المكون الأخر السني أو ترضى عنهم الحكومة في ذاك البلد .
مع الأسف إن تصدر بعض التصريحات عن بعض الأشخاص والذي يعتبرون قدوة في مجتمعات معينة , تصريحات تثير العصبية والحنق معا , حين يقول القرضاوي أن الثورة في البحرين تختلف عن ثورة مصر وتونس , وحسب راية يقول إن الشعب كله كان مشارك في الثورة المصرية بينما في البحرين , المشارك بالثورة فقط المكون الشيعي من الشعب , وبناء على ذلك تكون هذه الثورة طائفية , ولكن يبقى هذه راية , ولكن أتساءل لماذا لا ينظر القرضاوي لجانب أخر من المشهد , إن الذي شارك في الثروة التونسية والمصرية هو الجانب المتضرر من الشعب وكان القرضاوي احدهم لأنه بقى منفي خارج مصر مدة طويلة , والجانب الذي لم يشارك ووقف ضد الثورة , هو الجانب المستفاد وهم السلطة وأزلام النظام ورجال الإعمال والمؤسسات الحكومية الفاسدة والتي نمت بظل حكومات فاسدة مثل حكومة مبارك وزين العابدين بن علي .
إما في البحرين ولأننا إمام دولة قليلة العدد , نجد إن الجانب السني وجماعات إل خليفة لم يشاركوا لأنهم المستفادون من النظام البحريني , وان الجانب الشيعي هو الذي شارك لأنه هو الجانب المتضرر من النظام .
المتتبع لتاريخ البحرين والخليج العربي , يقولون إن كلمة بحرين تمتد من حدود العراق الحالية إلى حدود عمان الحالية , بحيث كان الجانب العربي من الخليج يسمى في وقت ما دولة البحرين , وكانت تشمل الإحساء والقطيف , لذلك ربما وجدنا وحدة دينية بين كل سكان المنطقة , ويقولون إن هذه الدولة كانت الأساس لقيام دولة القرامطة في القرن العاشر الميلادي , والبعض ينسبون هذه الدولة على خطأ طبعا للمذهب الاسماعيلي والذي ثارت على الدولة العباسية في ذاك الوقت وشكلت دولة استمرت 290 سنة في مصر والمغرب العربي وامتد نفوذها للشام والحجاز , ويتكلمون عن فترة احتلال برتغالي , وفترة احتلال صفوي امتد من سنة 1602 لغاية 1782من إيران الطامعة دوما في دول الخليج , ثم يتحدثون عن دخول إل خليفة إلى البحرين سنة 1782 , إلى جزيرة البحرين , والاستيلاء على الحكم هناك أي قبل 230 سنة تقريبا , وكان دخول إل خليفة دخول فاتحين , بعد إن طردوا الصفويين من تلك الجزيرة الصغيرة .
لكن بعيدا عن السياسة والكلام عن الاحتلال اثر الاحتلال للمنطقة , دائما سؤالي عن السكان المحليون , بعيدا عن البرتغال وإيران وال خليفة , وهم بكل حال طارئون على المنطقة , السكان المحليون كيف تشكلت حياتهم , وكيف كانوا وما هي ملامح وجوههم , وما هي رغباتهم , وكيف استطاعوا الصمود مع كل الغزاة والذي مروا بهذه الجزيرة الصغيرة .
مشكلة البحرين وشيعتها , أنها تقع في صدارة الخليج في مواجهة إيران . والخليج وإيران منطقتان متناقضتان طائفيا تماما , فخلف الخليج السعودية ونظامها القائم على المذهب السلفي بشكله الوهابي , وكلنا يعلم إن هذا المذهب هو قمة التطرف بالنسبة للعالم السني والذي لا يقبل إطلاقا التعايش مع ما هو شيعي , وبالجانب الأخر نجد إيران ومذهب الأمامي الاثنى عشري والذي يرى في السلفية الوهابية منتهى التطرف والذي لا يمكن الجلوس معهم على طاولة واحدة , فالأول يكفر الثاني ويعمل جاهدا لا زالته من الخريطة , والأخر يناصب الأول العداء ويعتبره ناصبي يناصب االامام علي وال البيت العداء .وبين هذا وذاك طالبت المعارضة بحقوقها في بلدها البحرين بحقوقها المهدرة منذ زمن دخول إل خليفة دولة البحرين , والمشكلة بالموضوع إن إجمال المعارضة كانت شيعية , وفي جو ومحيط لا يقبل الحياة لكل ما هو شيعي .
على اثر تدخل قوات درع الجزيرة إلى هذه الجزيرة , انقسم دول جوار البحرين إلى فريقين متعارضين تماما , فالأول يدافع عن إل خليفة والحكومة , بحجة دفع اعتداء خارجي متوقع من الجانب الإيراني , والأخر يدافع عن المحتجين ويطالبون بتنفيذ هذه المطالب بحجة أنها مطالب مشروعة , وهذا حق لهم مثل باقي الدول العربية في مصر أو تونس , وحجتهم لماذا المطالب البحرينية تختلف عن المطالب المصرية أو التونسية أو حتى اليمنية , وبقى هذا الجانب حائرا كيف تتدخل دول مثل قطر والإمارات , لمساندة الشعب في ليبيا إلى درجة إن تتطوع هذه الدول بإرسال المؤوون والطائرات لقصف القوات الليبية وتعمل بكل جد على بيع النفط اليبيي لمصلحة الثور , وبينما هي ترسل قوات درع الجزيرة , في شأن داخلي بحريني وتدافع بقوة عن نظام حاكم خليجي .
ومن الدول التي دافعت عن حق المتظاهرين الشيعة بالتظاهر العراق , وبسبب هذا الموقف العراقي سواء الحكومي أو البرلماني , طالبت أخيرا دول مجلس التعاون إن تلغى أو تؤجل القمة العربية المفروض إن تعقد في العراق , ومن هذه الدول إيران , والتي أصبح العداء بينها وبين دول الخليج عدائيا جدا , وأخذت التصريحات تتقاذف بين الجانبين .
دول مجلس التعاون في موقفها هذا تريد إن تكون مدافعة عن النظام البحريني , وهو في الحقيقة دفاعا عن نفسها , وإيران في موقفها هذا تجد نفسها وكأنها تدافع عن المذهب الشيعي والتي هي الوحيدة الراعية له والمدافعة عنه.
ولكن في كل هذا الجو المتأزم اين هم أهل البحرين وأين هي مطالبهم , وماذا تحقق منها ....
الحقيقية لا شي لان الدولة البحرينية تشددت إلى ابعد درجة , وأصبح حال كل من يخرج للمظاهرات يعتبر خارج عن القانون ويعاقب فورا , الجو أصبح بوليسيا بامتياز , وأصبح الفتق البحريني كبيرا لدرجة لا اعتقد انه سيأتلم , مع انه قبل تدخل درع الجزيرة ؟, حيث كانت هناك دعوة واضحة للحوار , وكانت هناك دعوات من ولي العهد للإصلاح والحوار المعقول بين المعارضة والحكومة , كان من الممكن إن يحدث اثر معقول يرضي الطرفين.
ولكن ماذا حدث ؟ وأين ذهبت العقلانية وحل محلها صوت التشدد ؟
الحقيقية إن هناك في الجانب الحكومي جهات ليس من مصلحتها تماما إجراء ادني درجة من الحوار , ربما في مقدمة هذه الجهات رئيس الوزراء البحريني , والموجود في منصبه منذ 40 عاما , لدرجة انه يوصف دائما , الرجل الأقوى في المملكة , وهو لم تظهر صورته ولا صوته منذ بداية الإحداث , فلم يكن رضيا أبدا عن أي محاولة تقارب بين الطرفين .
كل المحاولات لا جراء إصلاحات في البحرين ذهبت أدراج الريح , وكل دعوات وكلمات ولي العهد التي تقربت من الناس , لم يعد لها وجود , بقيت فقط أصوات التشدد والتدخل السريع وقمع أي مظاهرة ممكن تخرج ....
إن المشهد الذي رأيناه والجرافات الحكومية وهى تزيل صرح اللؤلوه في دوار الاعتصامات , وتغير اسم الدوار إلى دوار مجلس التعاون , كان إجراء رمزي يشير إلى قمع كل الأصوات التي طالبت بالإصلاح , فحتى هذا الرمز يخيف النظام الحاكم , ومجرد وجوده قائما دليلا قوي لأ استمرار التظاهر .... وهذا الذي لا تريده بل يخشاه النظام في البحرين ومن خلفه دول المجلس التعاون .



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لاتكون البحرين دستورية ملكية ؟
- مهزلة الأيفاد في العراق
- المالكي ومأزق المائة يوم ..
- أخر أيام القذافي
- و هل تختلف البحرين ؟
- الفساد هو الذي حرك المظاهرات في العراق !!!
- حين يتنازل المالكي عن نصف راتبه
- العراق يمول الفساد من صندوق النقد الدولي
- ماذا يحدث في ميدان التحرير ؟!!!
- جمعة الغضب بعد تونس الغضب
- الجيش العراقي بين النصر والهزيمة
- المشكلة القبطية
- البصرة وحقها منفردة بتوقيع عقود الكهرباء
- الانسان والاديان ...شخصيات وافكار
- الحسين هل كان ثورة ام تمرداً ؟!!!
- النواب وضعف تواصلهم الشعبي
- وثائق ويكيليكس
- المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية ... هل هو ازمة جديدة
- كتل وأحزاب فوق القانون
- مبادرة الملك عبدالله


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سلمان محمد شناوة - الأزمة البحرينية