أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سلمان محمد شناوة - جمعة الغضب بعد تونس الغضب















المزيد.....

جمعة الغضب بعد تونس الغضب


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 11:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ماذا يحدث في العالم العربي ..كيف تقاس الإحداث الأخيرة والتي بدأت في تونس ..وانتقلت مثل النار في الهشيم إلى معظم العالم العربي التقليدي .. بدأت بصورة مستحيلة التصديق في تونس ...وفجأة وبين ليلة وضحها .وجدناها وقد قذفت بزين العابدين بن علي ..إلى ابعد مكان ممكن تصوره ..حيث لم تستقبله سوى السعودية ...بعد إن رفضته الصديقة القديمة فرنسا ...فلم تستقبل طائرة الرئيس ...و وجد نفسه مضطرا للجوء إلى العربية السعودية ....تحولت تونس تلك الوادعة والواقعة في منطقة هادئة جدا ...لم يتصور يوما احد أنها سوف تتحول إلى بؤرة للاحتجاجات والاعتصامات ...
تحولت تونس من النقيض للنقيض , كيف حدث ذلك ولماذا ؟ سؤال حائر يحاول إن يجد أجابته ...لكن في نفس الوقت وجدنا الحدث التونسي والمبهر بحق , يحاول إن يستنسخ نفسه وبقوة في كل من الجزائر ومصر والأردن واليمن , لا بل لقد خلقت الأحداث رعبا وفزعا كبير لدى السلطة في كل من الجزائر ومصر والأردن واليمن ...الساحات التي تشعر بقرب الاحداث إليها ...والتي تحاول منذ فترة إن تخلق إحداثها الخاصة بها ...فلم تجد إلا بشخصية محمد أبو عزيزي هذا الذي احرق نفسه ..ولم يكن حين فعل ذلك يدري ...أنها الشرارة المطلوبة للتغير في تونس لا ...بل في كل العالم العربي كله ربما ...فحادثة المرحوم بن عزيزي ...ربما ستغير العالم العربي ..مثلما غيرته يوما ما الثورة العربية الكبرى ...أو ربما غيرته تلك الانقلابات الشهيرة في الخمسينات والستينات في العالم العربي ..والتي حولته من طور الملكيات إلى طور الجمهوريات .....
حاول العديدون إحراق أنفسهم في الجزائر ومصر .... ولم تحدث الأثر مثلما أحدثه إحراق بن عزيزي نفسه ... لكن غضب الشارع المصري ..لم يعد قابل للسيطرة ...خروج مئات الآلاف للمظاهرات في يوم 25 يناير ...كان له صدى كبير ...وهي الدعوة الشعبية التي وجهها الشعب ...ولم يتم توجيهها من قبل الأحزاب ..والأحزاب وجدت نفسها في وضع لا يحسد عليه ... وهي التي لم تفعل شي لهذه الثورة ...ووجدت نفسها تؤيد هذه الثورة , وهي المقصرة تجاه احتياجات الشعب في مصر... ربما لأنها تريد إن تركب الموجة العارمة والتي اجتاحت كل الشعب المصري ..من القاهرة إلى الإسكندرية إلى السويس والى الاسماعلية ...حيث لم تتوقف هذه الاعتصامات والاحتجاجات .... ثورة أشعلها الشعب وكانت أداتها الوحيدة ...شبكة الانترنيت .والتي كانت اكبر شبكة تضم كل المحتجين والدعاة لها في اكبر ساحة ممكنة حقيقية تجمع كل الشعب ...
بعد إن اجتمع البرلمان اليمني لوضع آليات وقوانين تشريعية تعطي الرئيس اليمني رئاسة مدى الحياة , بشكل تحديد الرئاسة ب 5 سنوات ...وبدون تحديد لعدد الدورات التي يتم انتخاب الرئيس بها .. وهو تحريف مبطن للدستور ... حتى يتم انتخاب الرئيس مدى الحياة ....ومثل ما فعل بالأمس زين العابدين بن علي حين خرج للجماهير ... وهو يقول , لا رئاسة مدى الحياة , نجده اليوم الرئيس اليمني وهو يصرح " لا رئاسة مدى الحياة " , انه لخوف والرعب والذي أحدثه شخص ضعيف البنية لا يجد لقمة الحياة والكرامة ... والتي تسبب أخيرا بوفاته حرقا ... أبو عزيزي والذي أرعب العالم العربي كله من المحيط للمحيط ...
الثورة اليمنية وهي تخرج للشارع وبقوة لا تتوقف , مثلما هي الثورة المصرية وهي تخرج , هناك روح جديدة تقود هذه الثورات ...وهي قطعا ليست الأحزاب سواء المصرية أو التونسية أو اليمنية , وهي قطعا , ليست ثورة أفراد أو شخصيات مؤثرة بالمجتمع , هي بالحقيقة ثورة الإنسان المجهول , المواطن العادي الذي لا اسم له , سوى انه مواطن من الشعب ... رقم 1 فقط يمثل 80 مليون مواطن في مصر أو سبعة ملايين في تونس أو خمسة ملايين في اليمن ...
الأخبار التي تأتي بان ألبرادعي سوف يعود لقيادة الثورة في مصر ... الحقيقة هذا قول فيه كثير من التجني على الثورة المصرية ...فلا اعتقد أبدا إن ألبرادعي سوف يقدم شيئا للثورة المصرية . كل مافي الأمر إن ألبرادعي ربما أحس بالخجل فعلا , لان كل وقته يقضيه خارج مصر حيث المنتديات والفنادق الفخمة بالخارج , والشعب وحده من يعاني التقشف ومرارة العيش ...كل ما في الأمر هو أحس بالخجل لأنه لم يشارك بالثورة , وهو ربما يريد أكل ثمار هذه الثورة ... لا اعتقاده إن المعارضة والأحزاب والشارع سوف تجد فيه خيارا مقبولا لقيادة البلد بعد سقوط حسني مبارك ... وهذا تفكير الربح في عقلية التاجر , لا تقترب أبدا لإحساس الشارع والإحساس بمعانته ...
كذلك كل اللقاءات والتي تحاول إن تجريها الفضائيات للحصول على سبق صحفي في خضم الأحداث الدائرة حاليا , لان كل قيادات الأخوان , لم تقدم شي للثورة في مصر , ولا كل الاعتقالات التي تجريها الحكومة المصرية في خطوات غير عاقلة ومجنونه بمحاولة للمحافظة على الهدوء والذي يعطي الاستقرار ألازم لاستمرار حكومة حسني مبارك , كل هذا لا يقدم شي لان كل الأحزاب في مصر ومن ضمنها حركة الأخوان المسلمين , وجدت نفسها مبهورة ومنذهلة بالذي يحدث , وهي بكل أحلامها وتصوراتها وقدرتها على التنظيم , لن تستطيع إعداد أو تنظيم احتجاجات بربع الاحتجاجات التي تحدث اليوم , حركة الأخوان وكل الأحزاب , وبعد إن صدمت بالذي يحدث ..تحاول اليوم الاستفادة من هذه الثورة بأقصى قدر ممكن , للحصول على موضع قدم للحكومة الجديدة بحالة سقوط نظام حسني مبارك .
صورة صفوت الشريف وهو آمين الحزب الوطني بحق محزنه ومحبطة جدا وأكثر من هزيلة , وهو يحاول إن يصور نفسه انه وحزبه مع أمال واحتياجات الشعب , صورة اقرب إذا وصفناها بأنها كرتونية , فلا احد سوف يصدق كلمة الكل يعلم عدم صدقها أبدا .فهو يمثل الحكومة ويحاول إن يمثل نفسه اليوم انه المعارضة ويحاول إن يصور نفسه اليوم انه الشعب ...والكل يعلم إن هذا غير صحيح ....
نشطاء ألنت هم الأبطال الحقيقيون للثورة التونسية والثورة المصرية والثورة اليمنية وكذلك بعدها الجزائرية وكل الدول العربية , هذا الغول والذي دخل إلى بيوتنا رغما عنا , ووجدنا أنفسنا مرتبطين به نتواصل مع كل الناس في أقصى بقاع الأرض , نسال عنهم , نعرف عنهم , نفرح لهم , نبكي معهم , وحين بدأت الثورة في تونس وجدنا أنفسنا نتشارك معهم بإخبارهم وإحداثهم , لا بل نسهم معهم بتحويل صورهم المحزنة والمتعبة والمحتجة والمعتصمة , إلى آخرين على الشبكة الافتراضية , وفي ثوان قليلة فقط , وكأنها وحي قادم من السماء , أو روح إرادة التغير , تتقمص كل من امتلك جهاز حاسوب , وتواصل عبر الفيس بوك او تويتر , نتحاور ونتشارك ونحمل الأفلام والصور , والتي يتم تصويرها عبر أجهزة الهاتف ... يحيث أصبح الكل يعرف ماذا يحدث , والكل له مشاركة ايجابية بالذي يحدث , والكل يعلم ويقرر وينفذ ويشارك بكلمة أو صورة أو فلم قصير ...وكانت ثورة الياسمين ,
وهي اليوم ثورة الغضب بمصر , حاولت الحكومة إن تقطع شبكة التواصل الاجتماعي , حاولت قطع الرسائل القصيرة , ولكنها أبدا لم تستطيع , أو لن تستطيع أبدا , اليوم أصبح كل مواطن هو صحفي صغير يحمل كل أدوات الصحفي المحترف , كاميرا تلفون صغير , يصور بها مقاطع صغيرة مما يحدث , قدرة تواصل على الكمبيوتر , بحيث يحمل هذه المقاطع على النت , بحيث يشاهدها اكبر عدد ممكن من الناس , هواة وهم محترفون حقيقيون للنت , يستطيعون التحايل على كل عمليات قطع ألنت وأصبحوا يهددون المواقع الرسمية الحكومية, بالتسلل لها وتدميرها , كذلك وبوجود أجهزة الهاتف البسيطة , استطاعوا نشر ألاف الرسائل القصيرة والتي تعطي صورة حقيقية لما يحدث ... ثورة النت هي البداية لكل من الثورة الإيرانية , والتي انتشرت وتوسعت إثناء الانتخابات الإيرانية , وهي البداية الحقيقية لثورة الياسمين التونسية , وهي المقدمة والأداة الحقيقية لكل من الثورة المصرية اليوم والثورة اليمنية غدا ....
مقاطع فيديو قصيرة ,. انتشرت عن ثورة الياسمين والثورة المصرية تلقفتها وبسرعة , اكبر وكالات الإنباء العالمية , وهي وبكل امبرطورايتها العتيدة لا تستطيع إيصال مصور واحد يستطيع تصوير مشهد واحد حقيقي يستحق العرض على شاشاتها العملاقة .
مشهد عظيم ذاك لذي اسقط به المواطن العراقي قبل سبع سنوات تمثال الطاغية في ساحة الفردوس في بغداد , لا يقل عنه عظمة أبدا , إسقاط وتمزيق صور زين العابدين في تونس , ولا يقل عنه ابد تمزيق صورة حسني مبارك في مصر , يتساءل أي كان , كيف تحدث الثورة , وكيف تشتعل شرارتها , وكيف تنقل من بلد إلى بلد بهذه القوة ... وماذا تعني هذه المشاهد , إسقاط تمثال هنا أو تمزيق صورة هنا أو هناك ....
هذه لمشاهد تمثل حقيقة الإنسان وقدرته على التغير, وان الموضع المستقر لا يستقيم مع طبيعة الإنسان المتغيرة .... هذا يدل على إن التغير صفة أساسية من طبع الإنسان وان محاولة أي دولة أو نظام إبقاء الإنسان في وضع مستقر ..وهو حالة مستحيلة خصوصا إذا تم حرم الإنسان من ابسط حقوقه وأحلامه واحتياجاته , وانه وان سكت , فهو لن يسكت دوما , فلا بد أن تأتي لحظة يتحول بها إلى مارد يقتلع كل القادة والزعماء الذين يحاولون اخضاعة ...التاريخ يخبرنا بذلك والأيام تخبرنا ذلك ..ودراسة طبيعة الإنسان تخبرنا بذلك ... لقد شاهدت خلال الأيام السابقة معظم الفضائيات المصرية , وهي تحاول تهدئة الأمور , فمن حق المواطن التظاهر ...ولكن بدون إحراق أو تدمير منشات أو قطع طرق ....
المشكلة إن هذا الكلام ربما يصح قبل الإحداث , ولكن اليوم , الشرطة تحاول إن تقمع الاحتجاجات بصورة مفرطة بالعنف مثل ما وصفتها وكالات إنباء غربية , وهي تحول كذلك إن تمنع لاحتجاجات , بالاعتقالات المسبقة لقيادات الأحزاب , والشخصيات المؤثرة بالمجتمع , فهل تستطيع إن تمنع جماهير لا تقودها الأحزاب اليوم , ولا تقدوها شخصيات نافذة مؤثرة , جماهير هي التي تقود نفسها وتنظم نفسها ,,,لها قرارها المستقل والمتنفذ حتى على الأحزاب والشخصيات المؤثرة .
اليوم جمعة الغضب وليدة ثورة الغضب ...ستكون لها حكايات لن تمحى بسهولة من سجل التاريخ ... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سوف ينقلبون .....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش العراقي بين النصر والهزيمة
- المشكلة القبطية
- البصرة وحقها منفردة بتوقيع عقود الكهرباء
- الانسان والاديان ...شخصيات وافكار
- الحسين هل كان ثورة ام تمرداً ؟!!!
- النواب وضعف تواصلهم الشعبي
- وثائق ويكيليكس
- المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية ... هل هو ازمة جديدة
- كتل وأحزاب فوق القانون
- مبادرة الملك عبدالله
- قرار المحكمة الاتحادية ..ومقدرة المجتمع المدني
- أقوى النساء
- زواج متعة
- (( زهايمر )) غازي القصيبي
- عراق بلا حكومة
- أزمة مسجد نيويورك
- حين يحرق مصحف المسلمين
- أزمة كهرباء ...ام أزمة أخلاق
- العراق ...والفصل السابع
- 2 أب ماذا فعلت بالعراق ؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سلمان محمد شناوة - جمعة الغضب بعد تونس الغضب