أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - كتل وأحزاب فوق القانون















المزيد.....

كتل وأحزاب فوق القانون


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3181 - 2010 / 11 / 10 - 19:06
المحور: المجتمع المدني
    


كتل وأحزاب فوق القانون
والله كأني اسمع كلاما عجبا .....
في الوقت الذي تحتفل به منظمات المجتمع المدني بانتصارها بعد صدور حكم المحكمة الاتحادية , نجد من يأتي من يسرق هذا الانتصار ويفرغه من محتواه , فبعد إرغام رئيس السن فؤاد معصوم على إلغاء الجلسة المفتوحة والدعوة إلى عقد اجتماع يحضره كل النواب المحترمين العاطلين العاجزين عن اتخاذ القرار ....
يأتي إياد علاوي ويقول انه يستغرب إن تنعقد جلسة برلمانية , قبل إن يتوصل زعماء الكتل لحل حول الرئاسات الثلاث ... وأنا طبعا استغرب من أياد علاوي هذه الكلام الذي يضع إرادة الأحزاب والكتل السياسية فوق إرادة البرلمان العراقي ..نحن نفهم إن البرلمان يتكون من كتل ...لكن القرارات تتخذ تحت قبة البرلمان , و إن يصادر إرادة البرلمان وجعل إرادة الكتل هي العليا وسابقة لإرادة البرلمان .... أنها مهزلة .
فؤاد معصوم يشعر بقلق وارتباك , ويشعر بحرج , لأنه ربما عمل بتسرع حين دعي البرلمان للانعقاد يوم الاثنين المصادف 8/11/2010 , وكأنه بفعله هذا أحرج نفسه , أو كأن زعماء الكتل وجهوا له توبيخا محترما , دعاه يتردد وأخيرا يقرر تأجيل جلسة البرلمان ليوم الخميس المصادف 11/11/2010 , ولكن لماذا هذا التأجيل , لان زعماء الكتل سوف يجتمعون من خلال مبادرة لبرزاني في ابريل, ويقول إن التحضيرات قائمة ليلا نهارا لاجتماع الكتل ... وكأن لا أهمية لاجتماع البرلمان الذي انتخبه الشعب العراقي .... وكان إرادة الكتل باتت فوق القانون , فإذا اتفق زعماء الكتل فلقد اتفق العراق وان اختلفوا فلقد اختلف العراق ... مهازل تتبعها مهازل ... ساسة لم يستطيعوا الاتفاق لمدة 8 أشهر , بحيث أصبحوا و أصبحنا مثار السخرية لكل دول العالم , الوضع الأمني وصل للدرك الأسفل من الاهتمام , جماعات إرهابية اختفت وهاهي تعود بقوة على الأرض ....كل الشعب العراقي , يوجهون أصابع الاتهام لكل الساسة لا فرق من هذه الجماعة وهذه الجماعة لا فرق بين هذا الحزب وذلك ...كلهم في قفص الاتهام لا نستثني أحدا منهم ... و لا احد منهم يمكن إن نقول انه يمثل الشعب العراقي تمثيلا حقيقيا , لا بل إن الناخب أصابه الندم بشدة من تصرف هؤلاء النواب العاجزون , الصامتون , صمت القبور , الغائبون في سبات عميق من النوم وعدم الحضور ....
من عجيب القوم إن تقول القائمة العراقية إن حضور نوابها في جلسة البرلمانية يوم 11/11/2010 , سيكون متوقف على ما يتم التوصل إليه في الاجتماع المنعقد في شمال العراق , وكأنهم يهددون أن لم يتوصل الحاضرون , على ما يريدون أو يرغبون , فسوف لن يجتمعوا تلك الجلسة , مع إن فؤاد معصوم أكد على كل النواب بضرورة الحضور , وقراره هذا كان بناء حكم المحكمة الاتحادية , ومع إن انعقاد الجلسة يتم بحكم القانون ... فكأن أياد علاوي وقائمته يضربون عرض الحائط بقرار المحكمة الاتحادية , ويضربون بقانون البرلمان , ويضربون عرض الحائط , العملية الانتخابية بأكملها .
من سخرية الأمور إن هذه الجلسة سوف تنعقد وهناك خمسين نائبا محترما موجودين ألان في الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج , وكأنهم لا يعلمون إن هناك جلسة تنعقد ألان , ويتوقف على انعقادها تشكيل الحكومة , أو عدم تشكيل الحكومة , بالتالي إدخال البلاد بمزيد من الفوضى والإرباك ...
المجتمع المدني نجح في الضغط على البرلمان بعد إن رفع دعوته لإلزام فؤاد معصوم لإلغاء الجلسة المفتوحة , وقال القضاء قولته , ورضخ فؤاد معصوم للقرار ودعا إلى جلسة ثانية ...
هذه القرار سوف يضعنا في مأزق حقيقي , فمعنى إن الجلسة المفتوحة تعتبر ملغية , فيعني ذلك إن اليمين الدستوري للنواب يعتبر ملغي , وبالتالي يعتبرون النواب لم يبدوا بمزاولة عملهم الدستوري , وهذا معناه إن قبضهم للرواتب البرلمانية خلال هذه الفترة في غير محله , وبالتالي هم قبضوا أموالا لا تحق لهم ...
لذلك قامت منظمات المجتمع المدني لرفع دعوة قضائية لإلزام النواب المحترمون العاطلون , لإعادة ما قيمته 40 مليون دولار أو 81 مليار و 250 مليون لخزينة الدولة , منظمات المجتمع المدني مصممة للمضي في هذه الدعوة , وحسنا تفعل , ربما انه لم يبقى في العراق سوى منظمات المجتمع المدني التي تستطيع الوقوف إمام الفساد والرشوة والخذلان ومراقبة مؤسسات الدولة الغارقة بالفساد إلى أقصى درجاته , والعجيب إن هذه الرواتب والمخصصات تم دفعها للنواب لحضورهم جلسة لم تستغرق سوى 17 دقيقة فقط .....
بعض النواب الأتقياء حين سمعوا اعتزام منظمات المجتمع المدني لإقامة هذه الدعوة , لجأوا إلى المرجعية الدينية لمعرفة رأيها , في حقيقة هذا الراتب , المشكلة إن المرجعية الدينية لا تتدخل إلا إذا سئلت , ولا تجاوب إلا بقدر السؤال , والمشكلة الثانية إن السائل لم يقل للمرجعية كل الحقائق , إنما كالعادة قال لها نصف الحقائق , فكان رد المرجعية خصوصا في السؤال الموجه إلى سماحة الشيخ اليعقوبي , بان على السائل دفع بعض الأموال للمحتاجين من الشعب العراقي , وبالتالي يعتبر هذا الراتب حلالا , كان على المراجع المحترمين إن يتوخوا الحذر ... حتى لا يحسبوا مع هذه الفئة أو تلك وكان الأجدر بهم إن يترقبوا الشارع وروح الشارع ولا إن يقعوا بفخ هذه الأسئلة , والمقصود من هذه الأسئلة البحث عن الأعذار أو منح هذا الراتب الشرعية ...بالرغم من الاتجاه المدني العام الذي يحرم هذه الرواتب , ويعتبر قبضها نوع من الفساد والذي يصيب المال العام بضرر كبير ...
لجوء النواب إلى هذه الطريقة أو الأسلوب , يضع لنا صورة مذهلة عن عقلية النواب المحترمين . ومدى سطحيتهم ومدى ضالة ثقافتهم الدستورية والبرلمانية , وهذا يفرض علينا نحن المواطنين وقفة حقيقية , حتى نحلل ونميز بين الغث والسمين من رجالات السياسة , هذه الوقفة تتطلب منا مراجعة لكل مداركنا والأولويات والمهم والاهم من الأمور ...يتطلب منا اختبار حقيقي لكل من أردا خوض المعترك السياسي , ولا نسمح أبدا لمن هب أو دب , ولا نسمح أبدا من أراد تسلق العملية السياسية ... و يجب وضع ضوابط حقيقية لكل من أراد العمل السياسي .....
من أهم أولوياتنا نحن في مركز ذر للتنمية في قضاء الخضر "محافظة المثنى " , هو نشر الوعي السياسي والدستوري , وإعطاء الناخبون دروس في الوعي الدستوري والبرلماني للسادة الناخبين ..إعطاءهم دروس أساسية في الحقوق والواجبات , حتى يعرف المواطن قدر حقوقه , فلا يأتي أيا كان فيتسلق على أكتاف الناخب , دون إن يكون جديرا بحق بالمقعد البرلماني ...
الدعوة التي انتصرت بها منظمات المجتمع المدني بحق تثلج صدر كل غيور على هذا البلد , لا بل أنها حركت الماء الراكد منذ الانتخابات , وشعرنا حقيقة إن الدولة مقيدة وإنها تحت القانون , يستطيع أي مواطن أو أي منظمة رفع قضية ضد الحكومة .... لا بل ينجح في كسب هذه القضية ... وتتوقف الحكومة لحظات لتدرك إن هناك قوة فوق قوتها ..وان هناك سلطة فوق سلطتها ...
الاعتصام الذي نفذناه نحن منظمات المجتمع المدني في كل محافظات القطر العراقي ...هو ضوء جديد ينير ظلام العراق الدامس ...بعد اليوم بات التحرك ضروري , باتت الإرادة الشعبية والمدنية لها مساحة كبيرة , تتحرك في كل اتجاه ...أنها ولادة مخلوق جديد وبدا يكبر ويدرك ويعرف كيف يواجهه كل الإخطار والإخطار والخداع الحكومي .... قيل سابقا عن فرعون من الذي جعلك فرعون بحيث قلت يوما إنا ربكم الأعلى , قال " لم يقل لي احد يوما ما لقد أخطأت .... لم يقف احد في وجهي يوما ما ... وهكذا تكونت أسطورة الاستبداد ....
حقيقة أكاد أرى الغيض على وجه السلطة التنفيذية ..خصوصا إن قرار المحكمة الاتحادية وجه لها صفعة قوية ...ستفكر كثيرا قبل إن تتخذ أي قرار بمخالفته ...
يوم الخميس 11 /11 /2010 سوف يجتمع البرلماني العراق ...ولكني أري خوفا ورعبا وقلقا في الأجواء ..إني أري كثير من الغيوم التي تتجمع بالرغم من الإرادة المدنية ... لان اجتماع اربيل الذي رعاه البرزاني , يخفي خلف الكواليس ...كثير من الرماح والخناجر المسمومة , ويخفي كثير من النوايا السيئة , يخفي كثير من الأجندات الغريبة عن المجتمع العراقي , كثير من الناس باتت ترى في اجتماعات النخب السياسية والكتل ...نوع من المسرحية أو التمثيلية ذات الفصول الطويلة مثل المسلسلات المد بلجة , والتي نعرف بدايتها ..ولا نعرف نهايتها ....
هل يكون يوم الخميس 11/11/2010 , نهاية فصل ممل مزعج , تحملناه نحن العراقيين رغما عنا , أو يكون امتداد لهذا المسلسل المدبج والذي يتكون من كثير من الحلقات التي لم نشاهدها بعد ...هل سيكون يوم الخميس انتصار للإرادة الشعبية ...أو سكون فشل أخر في قائمة كل أيام الفشل الذي أصاب العملية السياسية العراقية , هل يستطيع زعماء الكتل التنازل قليلا عن كبريائهم قليلا ...في سبيل المصلحة الوطنية ...
الكثير من الساسة حين يغضبون , يغضبون لأنفسهم وكبريائهم , ولا يغضبون للوطن , الكثير من الساسة , يرون الوطن من خلال عيونهم ومصالحهم هم , كم نحتاج لبعض التنازل هنا وهناك حتى نلتقي بمنتصف الطريق , قال صالح المطلق في مقابلة يتكلم عن لسان العراقية ,,, اضطررنا للرضوخ والقبول بأ دنى الطلبات الممكنة , أقول ربما يكون هذا هو الأفضل ...لان الاقل عند هذه الكتلة والأقل عند هذه الكتلة ...هو منتصف الطريق التي تلتقي عندها كل مكونات وطوائف الشعب ... ربما نحن نحتاج للتنازل حتى نعرف قيمة وأهمية التعايش ...اما اخذ الكل معناه بصورة أو أخرى إلغاء الأخر ...وهذا بحد ذاته ...جريمة بحق الشعب ...
منظمات المجتمع المدني انتصرت اليوم ,. وهذا بداية الطريق , وأول خطوات المجتمع المدني , لكنها ليست نهاية الطريق ... وليس نهاية الأحداث , ودعونا لا نتصور يوما إن الصراع مع السلطة التنفيذية سيكون سهلا , أو هو عبارة عن نزهة ...لا بل سيكون مريرا وصعبا ...لكن نشعر بالاطمئنان والثقة إننا سوف ننتصر للإرادة الحرة للإنسان ....
شكرا للمبادرة المدنية , شكرا للعاملين عليها , شكرا لكل المنظمات والتي في لحظة قالت أنها تستطيع واستطاعت فعلا أحداث نتيجة وبداية تغير ....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة الملك عبدالله
- قرار المحكمة الاتحادية ..ومقدرة المجتمع المدني
- أقوى النساء
- زواج متعة
- (( زهايمر )) غازي القصيبي
- عراق بلا حكومة
- أزمة مسجد نيويورك
- حين يحرق مصحف المسلمين
- أزمة كهرباء ...ام أزمة أخلاق
- العراق ...والفصل السابع
- 2 أب ماذا فعلت بالعراق ؟
- عاشت الحكومة ....و صديقي مات
- 14 تموز والأنقلاب الذي تحول الى ثورة
- هذه الحكومة لن تتشكل .... الا بقرار ألهي
- ماذا بقى من ثورة العشرين ؟!!!
- المدى ...وقليل من الحرية
- كهرباء وطنية ...مفقودة
- الكهرباء المستحيلة
- نحن ... والزهايمر
- الصفعة الكويتية


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - كتل وأحزاب فوق القانون