أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - الكهرباء المستحيلة















المزيد.....

الكهرباء المستحيلة


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 10:02
المحور: المجتمع المدني
    


لا بل المميتة والقاتلة في نفس الوقت ...فلم تعد الكهرباء في العراق من وسائل الترفيه والتقدم شأن الدول الأخرى ..لا بل أصبحت منبع مأساتهم ...لقد قلنا ذات مرة إن النفط في كل دول العالم نعمة لكنها في العراق نقمة ...كذلك هي الكهرباء نعمة في كل دول العالم ولكنها في العراق نقمة ....
وانفجر الموقف فلم يعد العراقي يتحمل ..بل وصلت السكين إلى العظم وانفجر ..وهاجمت فلول المتعبين المعدمين (( حرافيش نجيب محفوظ )) قصور الطغاة ..وهاهم يتسلقون ويهاجمون مبنى محافظة البصرة ..كأقسى ما يكون عليه ردة الفعل الشعبية والمباغتة ..وكانت شعاراتهم (( لا نريد حكومة فاشلة ..فليستقيل المحافظ )) ...
وتتدخل قوات الأمن حين تكون درع حماية للمسئولين وتتحول لرصاصة تصيب قلب مواطن ...لم يتعد يتحمل سوء كل شي في العراق ..وفساد كل شي في العراق ..فكل المسئولين مرتشون أو مستفادون وان لم يكونوا كذلك فهم لا يصلحون لمكانهم هذا ... والأغلبية من الشعب ..تحت سطوة الوجع اليومي لاختفاء الخدمات .....

الحقيقة أن الكهرباء في العراق تم إضافتها للمستحيلات السبع وأصبحت ثامنتهم ...أو كما يقول صاحبي على سبيل النكتة ..وكل شي في العراق أصبح شبيه بالنكتة .... قال صاحبي كل شي في العراق أصبح مستحيلا ... والكهرباء موجودة على قائمة المستحيلات العراقية ... وابتسم وقال للأسف ..كل المواضيع تقودنا إلى الجنون في العراق من السياسة والديمقراطية والانتخاب ... ومجانين الإرهاب وأخيرا الكهرباء ...لا بل إن كل الخيارات المتاحة تقودنا إلى " المهفة " والتي نرجع إليها مضطرين ..بسبب الإجراءات الغبية لوزارة الكهرباء .....

أحيانا ونحن في العراق طبعا ... هناك الكثير من الامور التي يكتب عنها الإنسان , وعجيب هذا البلد حقا فهو كتلة من المتناقضات فعلا ... وكل الطيف السياسي أو الاجتماعي أو حتى الديني في العراق ..هو مجموعة من المتناقضات حقا موضوعة في بوتقة واحدة ... ومطلوب منها التعايش .....

الذي استفزني حقا وبحدة , الإخبار التي سمعتها مؤخرا ..عن نية وزارة الكهرباء إلى اللجوء إلى السيد السيستاني ... بغية الحصول على فتوى تحرم استخدام أجهزة التكيف ... استفزني هذا الخبر حقا ... لأني أدركت ساعتها حجم الكارثة التي نعاني منها في العراق ...حجم الكارثة من ضالة المسئولين لدينا وعدم قدرتهم على مواجهة مشاكل وزاراتهم ... وتوجه المسئولين جملة وإفرادا للسيد السيستاني لحل مشاكلهم ...

المشكلة في الموضوع إن مشكلة الكهرباء في كل دولة العالم لا تعتبر مشكلة إلا عندنا في العراق , فهي مشكلة مثلها مثل كل الأمور الأخرى , ولا يمكن حلها إلا إذا توجهنا إلى مرجع ديني ...وربما نتوجه في القريب حين تتأزم مشكلة الكهرباء .... ويطلب منا الوزير التوجه إلى صلاة كهرباء ...مثل صلاة الاستسقاء ... وهي صلاة يدعو إليها ولي الأمر حين تمتنع السماء عن نزول الإمطار .....

وعودة إلى لب المشكلة .....
لنضع الحقائق ثم نبحث المشكلة ....
أولا ... العراق بلد نفطي غني جدا ... وتصل درجة غناه انه يقارن بدول غنية حقا مثل الكويت والسعودية والإمارات ...
ثانيا ...إن ميزانية العراق هي الأضخم بين الدول العربية حيث هي ما بين (( 65 مليار إلى 85 مليار )) سنويا .....

المشكلة في الموضوع إن العراق لم يستطيع حتى ألان إن يصل إلى درجة الاكتفاء بحاجته من الكهرباء ... سواء من الإنتاج المحلي أو الاستيراد من الدول المجاورة ....لماذا ؟
والذي يثير الحنق والألم..إن هناك دول جوار للعراق تعتبر دول فقيرة بالنسبة للعراق مثل الأردن بميزانية لاتصل إلى 6 مليارات سنويا ... ولا تنقطع عنها الكهرباء ....لماذا ؟
وان هناك دول مثل إيران مرت بها الحرب الغبية (( العراقية – الإيرانية )) لاتوجد بها أزمة كهرباء مثل تلك الموجودة لدينا ....أيضا لماذا ؟
وان دولة الكويت والتي أصبحت ذات يوما ضحية لأفكار صدام المجنونة ..استطاعت إلى الرجوع إلى حالة الاكتفاء من الكهرباء لمواطنيها خلال مدة ستة أشهر من الأزمة ... ونحن من 20 سنة لاتزال الكهرباء لدينا مشكلة ...لماذا ؟

هل المشكلة في القدرة المالية مثلا ....
والعراق اكبر بلد نفطي بأكبر ميزانية بين الدول العربية ...
أم المشكلة بالإدارة وسوء الإدارة والتي تنفذ خطط فاشلة ...
أم المشكلة بالفساد والذي يستهلك حجم كبير من حجم الإنفاق على الشبكة الوطنية في البلد ... الأرقام الرسمية تقول إن حجم الفساد المالي وصل في العراق إلى 250 مليار خلال السنوات السبع الماضية ....
أم المشكلة بالإرهاب أو يؤدي إلى تعطيل الشبكات دوما ..وإذا كان ذلك صحيح في المناطق ذات المستوى الأمني المنخفض .... ماذا نقول على المناطق الأكثر أمنا مثل محافظات الجنوب ...

أم السبب كل ما ذكرنا .....

نعود ما هي مشكلة الكهرباء بكلمات بسيطة حتى يستطيع أن يفهمها رجل الشارع العراقي .....
نقول إن مشكلة الكهرباء بسيطة جدا ..ولكن لا حل لها ...

مشكلة الكهرباء إن الإنتاج الفعلي للعراق هو بحدود إل 5500 كيلو واط في حين أن الحاجة الفعلية تتجاوز 10000 كيلو واط ......موازنة الاعوام السابقة خصصت ما يقرب من مليار و300 مليون دولار وهو نفس الرقم الذي خصص للسنة الماضية وما يلزم الوزارة وحسب تقديراتها هو ملياران و600 مليون دولار .. كذلك تحتاج إلى مصادقة البرلمان على تزويدها على خصصها لها رئيس الوزراء ...ومقداره 500 مليون لشراء الوقود اللازم لتشغيل محطاتها من دول الجوار ...... بنفس الوقت تصرح وزارة النفط إن لديها فائض من النفط الأسود لتوليد الطاقة في المحطات لكن وزارة الكهرباء غير معنية باستلامها ...
يقال إن حجم الانقطاع وصلت إلى 20 ساعة يوميا في بغداد وتقل في محافظات الجنوب ...وزارة الكهرباء تبشر المواطن العراقي أنها في هذا الصيف وبعد 7 سنوات سيصبح حجم الانقطاع 12 ساعة يوميا ....
محافظة كركوك تتفق لأول مرة عربها وأكرادها ... على قرار مؤلم وتوجه إنذار إلى وزارة الكهرباء بفصل المنظومة الوطنية للمحطات الكهربائية خلال ثمان وأربعين ساعة في حال عدم استجابة الوزارة لمطالبها برفع حصة المحافظة الكهربائية، فيما لفت أعضاء في المجلس إلى أن كركوك باتت تشهد انقطاعاً يصل إلى 20 ساعة يوميا، وهو ما اعتبروه "عقوبة" لسكانها.
فواتير الكهرباء بدأت تشهد زيادات غير معقولة ...وبنسبة مئة بالمائة .... والهدف منه الضغط على المواطنين على الاقتصاد في استهلاك الكهرباء ...يقول احدهم مبتسما اين هي الكهرباء حثي نقوم بالاقتصاد باستهلاكها ...في حين تصل الانقطاعات إلى 20 ساعة يوميا في بعض المحافظات ...
المشكلة إن السياسيون في العراق يزايدون على الآلام وأوجاع الشعب العراقي ... فالحكيم وجه انتقاد لوزارة الكهرباء ووعودها الكاذبة ...وانأ محتار فعلا بكل السياسيون في العراق فلا يتذكرون العراقي وأوجاعه إلا في فترات الانتخابات واحتياجهم لصوت العراقي حتى يعلون أكثر وإقدامها لا زالت باقية على أكتاف العراقي المطحون والذي يتصبب عرقا تحت وطأة شمس تصل حرارتها إلى أكثر من 50 درجة مئوية .....
ويتساءل اين إل 17 مليار التي تم صرفها على الكهرباء ...اعتقد انه تساءل في غير محله ..لأنه لست إنا ولا السيد الحكيم ..ولا كل هيئات النزاهة والمحققين في العالم يستطيعون إن يعرفوا اين ذهبت إل 17 مليار .... ومبلغ إل 17 مليار لا يستطيع العراقي إن يتخيله أبدا ولن يراه حتى في أحلامه البسيطة والمتمثله بجهاز تكيف بسيط أو مستعمل ... تتآمر عليه وزارة الكهرباء ..وتطلب من السيستاني ؤد هذا الحلم البسيط ....

ميزانية العراقي أثقلت بصورة تدعوا للشفقة فعلا ...فبالا صافة إلى التعريفة الكبيرة والتي تتصاعد بشكل جنوني ببين فترة واخرى ... تأتي المبالغ الإضافية لمولدة الشارع ... والمولدة الشخصية في البيت ..بحيث ينفق أكثر من نصف دخله على الكهرباء ... هناك الكثير من الحرفيين البسطاء محور حياتهم تعتمد على الكهرباء ...القوة الإنتاجية للبلد تحولت إلى عاطلة في الوقت الذي لم تستطيع الدولة إن تفعل شيئا لحل أزمة البطالة ....

يقول بعض المعنيين إن الأزمة تتمثل بسؤ الإدارة ..وطبيعة تخصيص الأموال الأزمة لحاجة الوزارة ويقولون إن المخصص للوزارة مليار وثلاثمائة مليون في حين الحاجة الحقيقة للوزارة مابين 4 إلى 5 مليارات ....نتساءل بدورنا لماذا لايرصد للوزارة الحاجة الحقيقية..هناك أسئلة كثيرة تدور حين نفتح ملف الكهرباء ...فهذا الملف يصيبنا برعشة كهربائية إن لم يصيبنا بصاعقة كهربائية مع إن الكهرباء مقطوعة على مدار الساعة .

وزراة الكهرباء أصبحت هي المشكلة مع أنها هي الحل في كل دول العالم ...حيث تقوم بوضع سياسية فنية تساهم في رفع مستوى الحياة في البلدان الأخرى ....إما هنا فنحن نحتار بالمشكلة والحل ... فنخلق حلولا تصبح مشاريع مشاكل مستقبلة نحتار في حلها ...فهل مشكلة الكهرباء في العراق بهذا الحجم ...بحيث لم تستطيع سبع سنوات وثلاث حكومات متعاقبة القدرة على حلها ..فماذا بقى إذن هل نأتي بأداريين من الخارج لحل مشاكل عراقية .... أم ننتظر الهام من السماء يخبرنا عن الحلول ....
أنها مهزلة وسخرية وألم في نفس الوقت ...
أنها مشكلة في عقليتنا وإدراكنا للأمور كذلك ...كيف نعرف الأكفاء ونضعهم في موضوعهم الصحيح ...
متى نضع الرجل المناسب في المكان المناسب ...
ومتى يستقيل الوزير كرد طبيعي لفشله في إدارة الوزارة ...
نحن وعشرات الأسئلة ولا جواب ...
ولا خيار للعراقي سوى صبر أيوب ...أو الانفجار المدمر كما حدث في البصرة ...
والخوف إن تتدهور الأمور أكثر فتولد إحداث البصرة إحداث أخرى في كل محافظات العراق ...



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن ... والزهايمر
- الصفعة الكويتية
- ثقافة المعارضة
- حكومة لم نعد نعرفها !!!
- الطائفية العربية ...والوطنية العراقية
- فائزون لكن خاسرون
- عمالهم وعمالنا ...ويوم العمال العالمي!!!
- ما تبقى من الوطنية العراقية !!!!
- السياسة العراقية , واسئلة حقيقية ؟
- الشيخ والنساء
- المشاريع الصغيرة في العراق
- الحكومة المقبلة (( حكومة توافقات وتنازلات ))
- ازمة منصب رئيس الوزراء
- هل انتِ حرة حقاً ؟
- معركة الكراسي الرئاسية
- ما بعد الانتخابات
- الليلة الاخيرة قبل الانتخابات
- الخضر وغياب القوة المؤثرة في المجتمع
- الليبرالية ومشكلة الدكتورة ابتهال الخطيب !!
- فتوى من الماضي


المزيد.....




- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام
- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...
- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - الكهرباء المستحيلة