أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سلمان محمد شناوة - ازمة منصب رئيس الوزراء















المزيد.....

ازمة منصب رئيس الوزراء


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 00:19
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


أزمة رئاسة الوزراء .....
هل وصلنا إلى عنق الزجاجة .....
هل أصبحت لدينا أزمة منصب رئاسة الوزراء ...
في الحقيقة ألان التسابق وصل إلى أشده بعد فرز 95% من أصوات الناخبين والتقارب بين نوري المالكي وأياد علاوي أصبح لا يميز أي منهما الكاسب من الخاسر .... فمن ياترى سيتولى منصب رئاسة الوزراء في العراق .....
مشكلة هذا المنصب هو مفترق طرق حقيقي في العراق ..فأما إن تتوازن القوى في العراق وتستمر الأمور بحالة توازن حقيقي ...أو تنهار كل العملية السياسية في العراق ...الكل اليوم نظره على هذا المنصب ...مشكلة التنازع على هذا المنصب سوف يهدد التوازن الهش في العراق ...كذلك يعتبر اختيار رئيس الوزراء القادم من أكثر الأمور مدعاة للخلاف وربما سيولد احتقان حقيقي بين كل الطوائف والقوميات وألوان الطيف العراقي ....
الواقع إن حظوظ السيد نوري المالكي بدأت في التراجع ...مع انه يحقق نتائج ربما يتفوق بها على منافسه أياد علاوي ..وحظوظ السيد أياد علاوي بدأت بالتزايد مع انه ربما سوف يحقق نتائج اقل من منافسه المالكي .... والحقيقة انه لا يوجد احد على الأرض يتمنى إن يتقلد هذا المنصب ...فلا يوجد منصب أكثر حيرة وقلق ... فالكل له رأي ومصلحة في هذا المنصب والكل له أرادة في تشكيل شخصية من يتقلد هذا المنصب ...
تكلمنا كثيرا إن اللعبة السياسية في العراق فيها لاعبين كبار وهم (( أمريكا وأوربا وإيران والدول العربية وخاصة دول الجوار )) وفيها لاعبين صغار ...هم الأسماء المطروحة لهذا المنصب في العراق ...وقلنا إن الساحة في العراق انقسمت كذلك بين ثلاث لاعبين رئيسين لابد إن يكون لهم الكلمة العليا في تشكيل هذا المنصب .... وهم (( الشيعة والسنة والأكراد )) فهؤلاء لابد إن تتحقق مصالحهم ..وإلا في استطاعتهم تحريك القوة الخفية والتي يملكها كل جانب لتغير الخارطة السياسية ....
الخارطة السياسية في العراق وبعد سبع سنوات من تشكيل الدولة الجديدة , أصبحت بحالة توازن , ومن المستحيل إن يرضى احد الإطراف إن يتعدى احد الأطراف على مناطق نفوذه ...حالة التوازن هذه تفرض علينا التشكيلة الوزارية المتوقع تشكيلها ..وتغطينا تصور عن الشخصية المتوقعة لرئاسة الوزراء .....
حالة الازمة هذه أعادتنا في الواقع إلى نفس الأزمة والتي تشكلت أثناء تولي رئيس الوزراء السابق (( إبراهيم الجعفري )) هذا المنصب ..حيث اتفقت كل الأطراف السياسية في ذاك الوقت ضد شخصية إبراهيم الجعفري وكانت نتيجة ومحصلة صراع القوى آنذاك ...إن تم الإطاحة بإبراهيم الجعفري ..وكان الراي التوافقي ...هو تعيين السيد نوري المالكي ...في هذا المنصب .... ولانزال لغاية اليوم نرى غصة حقيقية في أداء وصوت وروح السيد الجعفري ... بعد إن تم الإطاحة به بظل التوافقات السياسية ...وكانت شخصية نوري المالكي ...مخرج للازمة ....
اليوم نعود إلى نفس المربع ..فلو كان السيد المالكي نال نسبة مريحة غير تنافسية , كان من الممكن إن نقول انه سوف يشكل الوزارة ... لكن المشكلة ألان انه وغريمة أياد علاوي من غير المتوقع إن ينال أيهم النسبة المطلوبة التي ترجح كفته على خصم وهي ( 50 + 1 ) والمتوقع إن أي منهم سوف يحتاج إلى مقاعد لتكملة العدد المطلوب وفي هذه الحالة لا بد من التحالف ...فمع من سوف يتحالف نوري الماكي ... نقول من غير المعقول انه سوف يتحالف مع أياد علاوي ..فأياد علاوي طموحة ونظره إلى هذا الكرسي ....ومن غير المتصور إن يتحالف مع صديقه القديم ..الحميم ...اللدود (( الائتلاف الوطني )) والحقيقة إن معظم مشاكل نوري المالكي كانت من هذا الائتلاف ..لأنه يعتقد انه شريك حقيقي في الوزارة ... وله الحق إن يكون له كلمة عليا في سياسية البلد ..وان كل تصويت أو عملية أو موزانه لابد إن يأخذ رأي الائتلاف وخاصة المجلس الأعلى ... ورأينا كيف كان التصادم بين نوري المالكي والمجلس الأعلى ...لدرجة إن نوري المالكي اشتكى كثيرا ...من انه كان مقيد لا يستطيع الحراك ... أما الائتلاف الوطني فان لهم أسماء أخرى مفضلة على اسم المالكي ..وان كان لابد إن يتحالفون مع المالكي فطبيعي الحالة سوف يكون إتفاقهم مع كتلة دولة القانون ..مع إبعاد شخصية المالكي ...عن رئاسة الوزراء ....
مشكلة ائتلاف دولة القانون انه لا يساوي شيئا بدون شخصية نوري المالكي ..فشخصية نوري المالكي هي القاسم المشترك لكل الناخبين الذين صوتوا لقائمة دولة القانون ..حتى إني اعرف الكثير من الناخبين ..والذين قالوا انه لولا المالكي لكانوا صوتوا لقوائم أخرى ...وقال لي البعض إن الشخصيات التي دخلت في قوائم دولة القانون في المحافظات عليها علامات استفهام كثرة ..لا بل البعض منهم متهم بالفساد ..وكأن انتخابهم هو استبدال فاسد بفاسد أخر ..... لكن كل هذا تم غض النظر عنه لان الشخصية السحرية في القائمة هي شخصية رئيس الوزراء نوري المالكي ...فكان في نظر الناخبين كمن يملك عصا موسى يستطيع بها فعل المعجزات ...الكثير اخبروني ...بقولهم لماذا ننتخب فلان من الناس أو أخر من الناس ..لماذا ننتخب تلك القوائم ..نوري المالكي بدا عملا فلندعه يكمله ..يجب إن نعطيه الفرصة ...فشخصية نوري المالكي هي القاسم المشترك الحقيقي لكل الناخبين ...
ولكن هنا أيضا المشكلة ....
فشخصية نوري المالكي مع أنها جمعت صوت الناخب العراقي بحيث استطاع جمع 500 إلف صوت له وحده في بغداد وتفوق على كل منافسيه ...إلا انه هو محور الخلاف بين كل الكتل المنافسة ... ومشكلة قانون الانتخابات إن يشترط إن تحصل الكتلة على النصف +1 لتشكيل مجلس الوزراء ...وهذا مستحيل في العراق اليوم ..لأنه مهما جمع لن يحصل على العدد المطلوب ..فلابد من التوافقات والتحالفات ......
هنا نقول لابد للسيد نوري المالكي إن يتحالف ..وهنا الإشكال , فحتى يستطيع تشكيل وزارة متجانسة يستطيع إن يدير بها البلاد لابد من إن يتحالف مع مجموعة صغيرة غير قوية بحيث يكون له الرأي الأول والأخير ...في مجمل القرارات التي يتخذها مجلس الوزراء ... والمشكلة هنا إن لدينا قائمتين قويتان هما (( دولة القانون والعراقية )) وقوائم اقل منهما قوة ...ولكن لكل القوائم إرادة وقوة بحيث لا يستطيع السيد المالكي تجاوز رأي من زعماء هذه الكتل ... وهذا الحال يعود بنا إلى نفس المربع البغيض ... وتعود بنا إلى أسلوب وطريقة عمل المحاصصة ....
من القوائم الأقل عددا التيار الصدري وله قوة لها حساب , هذا التيار يضع ألان فوتو على اسم المالكي ...بحيث لن يقبل إن يشارك بوزارة رأسها نوري المالكي ...وبعد إن كان اسم نوري المالكي جمع أصوات الناخبين ,,يتحول في نظر القوائم المختلفة هو مصدر الخلاف ...وسوف يجدون أنفسهم خاصة في قائمة دولة القانون إذا أرادوا إن يشكلوا حكومة يجب إن يتم إبعاد نوري المالكي ...من رئاسة الوزراء ...وضع صعب حقيقة لا يحب أي شخص إن يجد نفسه فيه ....
ولكن هذا العراق ...وهذا الوضع في العراق ...فأما دولة استبدادية ..... تقمع كل الأطراف المشاركة ... أو وزارة تمثل حالة توازن ....ولكن يفقد رئيس الوزارة كل قيمة لا بل يفقد كل قوة .... وهنا يثار سؤال غبي ...من تلك الأسئلة الغبية والتي نحاول إن نهرب منها دوما ....هل العراق لا يكون قويا مهاب الجانب إلا في ظل دولة استبدالية ... وان التحولات الديمقراطية , والذي دعونا لها كثيرا وناضلنا من اجله ..يحول دولة العراق لا حول لها ولا قوة ...وهذا بالضبط الذي يريده كل دول الجوار ...فلا يقر لهم عين أيدا إذ تحول العراق إلى دولة قوية .....
نحن ألان أمام اقسي فترة في تاريخ العراق ...والصعوبة تتمثل بوعورة المفاوضات بين مختلف الكتل الفائزة ...فلا يوجد منتصر حقيقي , فكل الكتل الفائزة تمارس اقسي أنواع التفاوض الممكن ...حتى تستطيع إن تحصل على أعلى درجات المكاسب ..بأقل درجات التنازل .....والواضح مع إن الانتخابات أسفرت بخروج كثير من الوجوه الغير مألوفة والتي استطاعت التسلق كنبات متسلق على إرادة الشعب العراقي .... وكان تساقط هذه الأسماء والتي حصلت على أصوات تعتبر بحق فضيحة ...وأتمنى إلا نراهم في الحكومة أو البرلمان القادم .... إلا إننا لازالتا في مربع المحاصصة .... وسوف يبدأ تقسيم الكيكة العراقية ...على الكتل الفائزة بأسلوب المحاصصة ... وكأننا ما غزونا ..وما انتخبنا لتعود نفس المكونات مره أخرى .....
إن خروج العراق من متاهات المحاصصة تحتاج إلى جهد كبير ... ولكنه ليس بالمستحيل ..العملية الديمقراطية تصحح نفسها ... وتلفظ تدريجيا كل الوجوه الفاسدة ...تدريجيا ..وبعد فترة من الزمن يزاد وعي الناخب وينضج سياسيا ...ومع نضوج الناخب ... يتعلم السياسي ليس بارا دنه ولكن رغما عنه .... كيف يكون سياسي مفيد ولا يتحول إلى سياسي فاسد ....
دعوة المالكي إلى إعادة الفرز يدويا ..يبدوا أنها أخر الأوراق التي يستطيع إن يلعبها السيد المالكي قبل إسدال الستارة وللمرة الأخير ...قبل إن تصعد شخصيات وتتساقط رؤوس .. المفوضية تقول أنها لا تستطيع إعادة الفرز ..لان هذه العملية صعبة للغاية ومستحيلة ... وإعادة الفرز هو بمثابة اعادة الانتخابات مره أخرى ...ربما يستطيع نوري المالكي وربما لا يستطيع ...لكن الأكيد انه بقى خمسة أيام من القلق والحيرة والترقب ..لاسدال اخر فصول المسرحية ....
تتدافع هذه الأيام كل الكتل الفائزة إلى عنق الزجاجة ...لتشكيل اسم وشخصية رئيس الوزراء .... ولكن يبدو الحل صعبا والمفاوضات قاسية ...والكل يريد له حصة أو سهم من الوليمة .....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتِ حرة حقاً ؟
- معركة الكراسي الرئاسية
- ما بعد الانتخابات
- الليلة الاخيرة قبل الانتخابات
- الخضر وغياب القوة المؤثرة في المجتمع
- الليبرالية ومشكلة الدكتورة ابتهال الخطيب !!
- فتوى من الماضي
- السماوة والسبعة المبشرون بالبرلمان
- قانون المنظمات الغير حكومية
- الدكتورة ابتهال الخطيب
- زينب
- قرار الهيئة التميزية
- العراق ولعبة الانتخابات
- هل الله عادل وحكيم فعلا ؟
- لماذا الكوتا النسائية ؟!!!!
- المطلق واللعبة السياسية
- أي عاشوراء تصومون ؟!!!
- العريفي والسيستاني والتعايش المفقود
- حكاية الجيش العراقي
- نادين البدير ... ومساحات الضوء المفقودة


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - سلمان محمد شناوة - ازمة منصب رئيس الوزراء