أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سلمان محمد شناوة - عمالهم وعمالنا ...ويوم العمال العالمي!!!















المزيد.....



عمالهم وعمالنا ...ويوم العمال العالمي!!!


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 09:00
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يوم العمال العالمي :International Workers Day ....
يقولون إن :-

الثورة قوية كالفولاذ, حمراء كالجمر, باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن

وفى الحادي عشر من نوفمبر 1887 نفذ حكم الإعدام في أربعة وهم :أوجست سبينز وأدولف فيشر والبرت بارسونز وجورج انجيل .
قال "أوجست سبايس" قبل إعدامه كلماته المشهورة: (( "سيأتي اليوم الذي يصبح فيه صمتنا في القبور أعلى من أصواتنا")) .

إن القراءة في يوم العمال العالمي يستلزم منا العودة إلى الوراء إلى الخطوات الأولى التي خطها العامل , حتى استطاع تشكيل أول نقابة , إن الأفكار التي بدأت بها مسيرة العمال , تستحقق منا وقفة حتى نعرف كيف بدأت هذا التوجه , وكيف استمرت على اليوم , إن الكثير من أبناءنا لا يعرفون عن الحركة العمالية شي , وان معظم القراءات والوجهات الحالية , لا نجد معلومات حول النضال العمالي , وحتى في الوطن العراق , هناك تجاهل كبير لهذه الشريحة , لدرجة لو سألنا احد أبناءنا لا يعرفون عنها شي .... بعد الاحتلال الأميركي و انهيار دولة الحزب الواحد لم يتغير التشريع لقانون العمل والتنظيم النقابي ولم يلغ قرار مجلس قيادة الثورة رقم 150 والذي منع قيام نقابات عمالية في القطاع العام على الرغم من إلغاء مئات القرارات الصادرة من مجلس قيادة الثورة (المنحل) ولكن يبدوا أن الجهات السياسية في العراق هي أيضا لا تفهم العمل النقابي ...أو هي نفسها مقتنعة بالتوجهات التي قامت عليها دولة ما قبل السقوط ....
. بُنيت الحضارة الإنسانية على يد العمال الذين بذلوا جهودهم الجسدية والفكرية لإعلاء الحضارات الإنسانية , ولكن رغم أهمية الدور الذي يلعبونه تعرّض العمال لشتّى صنوف القهر والتعذيب والعمل في الظروف القاسية وغير الملائمة، وليس أدلّ على ذلك من نظرة سريعة إلى التاريخ الذي يخبرنا عمّا تعرّض له العمال في أغلب الحضارات القديمة، فكانوا يستعبدون ويستغلون في أعمال قاسية شاقّة دون تأمين مستلزمات راحتهم الحياتية، فكانوا يُجبرون على العمل في المناجم وتعبيد الطرق وبناء القصور والأسوار.. ولكن لا يمكن فهم الحركة العمالية , دون التوقف عند قوانين القضاء على الرق , لان كل المجتمعات القديمة اعتمدت في إنشاء ممالكها ودولها على أكتاف العبيد , إن تاريخ العبودية هو تاريخ عمل من نوع أخر , عمال لا حق لهم في أي شي , وان أعطيت لهم الحياة , فقط للاستمرار في العمال , لإدامة القدرة الاقتصادية والمالية لأسيادهم ... على مر العصور أصبحت للعبودية مؤسسات اقتصادية كبيرة , حيث كانت يجلب العبيد من مختلف بقاع الأرض ليباعوا في حواضر المدن الكبرى , مثل بغداد ودمشق والاستانه , والأندلس , وأخيرا في العالم المتحضر في أمريكا وأوربا ....ملايين الملايين تم خطفهم وتم بيعهم (( للقوة الجسدية القادرة على العمل )) بالنسبة للرجال (( والاستمتاع والخدمة المنزلية )) بالنسبة للنساء .... أكثر من ثورة في العالم قامت وأساسها تحرير هؤلاء العمال العبيد ...نذكر منها ثورة ((سبارتاكوس )) في روما القديمة , (( ثورة الزنج )) في عالمنا العربي ....حيث تم جلب الزنج من إفريقيا للعمل في ادني الإعمال , والتي لا يستطيع العربي العمل بها ...وهي سبخاة الأرض , وجمع الأملاح لبيعها ....إن صدور قوانين إلغاء الرق في العالم ...ربما كانت البداية التي خطا بها العمال للتجمع في نقابات للحصول على حقوقهم المهدورة ....
وقد تنبّه عددٌ من المتابعين في عصر النهضة الصناعية في أوروبا، لما يتعرض له العمال، فرفعوا لواء الدفاع عنهم، وطالبوا بتحسين ظروف العمل، وتأمين متطلبات عيش كريم لهؤلاء العمال، وتمخّض عن تلك التحرّكات والمطالب ظهور عدد من الجمعيات والهيئات والنقابات العمالية.
تاريخ الحركة العمالية ......
1831 تأسست الجمعية الوطنية لحماية العمال (( اول منظمة نقابية في بريطانيا )) ...
1834 تأسست غلى يد روبرت اوبن (( النقابة الموحدة الوطنية العظمى )) .....
ومنذ ذلك الحين بدأت تنتشر في أوروبا فكرة إنشاء النقابات للدفاع عن مصالح العمال ولكنها كانت تجابه بقمع الشرطة، ففي فرنسا ظل التنظيم النقابي ممنوعاً حتى 1884. أما في إيطاليا فإن الإضراب عن العمل ظل ممنوعاً حتى 1889، وفي ألمانيا سمح فقط للعاملين في مجال الصناعة بالانتماء النقابي تحت شروط كثيرة ومختلفة وفي الولايات المتحدة، ورغم السماح للنقابات بالعمل، فقد ظل القانون الأميركي لا يتعامل مع النقابات حتى نهاية القرن التاسع عشر.
1866 دعت الأممية الأولى في مؤتمر جنيف عام 1866، العمال إلى النضال من أجل يوم عمل من 8 ساعات (8 ساعات عمل، 8 راحة ونوم، 8 ساعات ثقافة وتعليم) وقد لقيت هذه الدعوة صدى واسعاً لدى عمال الولايات المتحدة في الثمانينات .
ففي عام 1869م تأسست في أمريكا منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابي يسعى إلى تحسين الأمور وتخفيض ساعات العمل، ومع تطوّر الحركة النقابية نجحت مجموعة من القيادات النقابية في تكوين هيئة للعمال عام 1886م،
يأتي أصل الاحتفال بهذا اليوم من كندا حيث النزاعات العمالية و("حركة التسع ساعات ") في هاميلتون، ثم في تورونتو، كندا في 1870م، مما أدى إلى ظهور قانون الاتحاد التجاري، الذي أضفى الصفة القانونية وقام بحماية نشاط الاتحاد في عام 1872 في كندا. وتمت المسيرات كدعم لحركة التسع ساعات، كما أن إضراب عاملي الطباعة أدى إلى الاحتفال السنوي في كندا. في عام 1882، شهد زعيم العمال الأميريكى بيتر جاي. ماكغواير إحدى الاحتفالات بعيد العمال في تورونتو. واستلهاماً من أحداث الاحتفالات الكندية في تورونتو الكندية، فقد عاد إلى نيويورك ليقوم بتنظيم أول عيداً للعمال يحتفل به قي نفس اليوم، قي الخامس من سبتمبر من كل عام.
1884، دعت منظمة فرسان العمل الأميركية إلى تطبيق يوم العمل من 8 ساعات بدءاً من السبت الأول من أيار 1886 الذي عمت فيه الإضرابات والمظاهرات خصوصاً في المناطق الصناعية مما أغضب السلطات وأثار غضبها. وكانت مدينة شيكاغو أكثر المناطق التي شهدت تظاهرات ضخمة مطالبين بتحديد يوم عمل من ثماني ساعات. وعلى أثر نجاح الإضراب دعا عمال شيكاغو إلى تمديد الإضراب يومي 3/5 و 4/5/1886 حيث دعي لاجتماع سلمي في "هاي ماركت" إلا أنه تعرض لقمع السلطات الأميركية التي فتحت النيران على العمال بحجة قيام العمال بإطلاق النار على الشرطة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 (مائتي) عامل، واعتقلت الشرطة عدداً من القادة النقابيين حكمت على ثمانية منهم بالإعدام وسجنت البقية لسنوات تراوحت بين 3 سنوات و 15 سنة.
وبالفعل فإن أحداث أيار 1886، أصبحت في كل عام بمثابة صرخة مدوية لعمال العالم تدعوهم للوحدة من أجل الدفاع عن حقوقهم وانتزاع المكاسب لهم للعيش بكرامة إنسانية.
وعلى أثر المجزرة التي حدثت في أيار 1886، فقد دعت الأممية الثانية عام 1889 إلى اعتبار الأول من أيار يوماً عالمياً للعمال، يرمز إلى تحركهم ونضالهم من أجل حقهم في العمل والراحة والثقافة والتعليم، وحددت الأممية الثانية الأول من أيار 1890 يوماً لبدء الاحتفال بالمناسبة.
ومنذ الأول من أيار 1890، بدأ العمال في دول أوروبا المختلفة بالاحتفال بالمناسبة، ثم انتشرت الاحتفالات إلى مختلف دول العالم ،حتى أصبح الأول من أيار رمزاً لوحدة العمال، ويوماً يشعرون فيه بانتصاراتهم وقد استطاع العمال في مختلف دول العالم جعل الأول من أيار عيداً رسمياً مدفوع الأجر، ما عدا الولايات المتحدة التي تعتبر عيد العمال أول يوم اثنين من أيلول من كل عام، في محاولة لكي تنسي العمال المجزرة التي ارتكبتها الشرطة بحقهم قبل أكثر من مئة عام والتي اضطرت عام 1893 إلى إعادة النظر بها، وإعادة محاكمة القادة النقابيين والإفراج عما تبقى منهم على قيد الحياة.
ووفقاً للتقاليد، فإن عيد العمال يحتفل به في الولايات المتحدة أول يوم اثنين في أيلول / سبتمبر.
أول عيداً للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية تم الاحتفال به قي الخامس من سبتمبر، عام 1892 في مدينة نيويورك. وفي أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدي الجيش الأمريكي ومارشالان الولايات المتحدة خلال بولمان سترايك أو إضراب بولمان عام 1894، وضع الرئيس جروفر كليفلاند تسويات مصالحة مع حزب العمل باعتباره أولوية سياسية عليا. وخوفاً من المزيد من الصراعات، تم تشريع عيد العمال وجعله عطلة وطنية من خلال تمريره إلى الكونجرس والموافقة عليه بالإجماع، فقط بعد ستة أيام من انتهاء الإضراب. وكان كليفلاند يشعر بالقلق لتوائم عطلة عيد العمال مع الاحتفالات بيوم مايو الدولي، والذي قد يثير مشاعر سلبية مرتبطة بقضايا هايماركت. وقامت الخمسون ولاية أمريكية بالاحتفال بعيد العمال كعطلة رسمية.
وفي كثير من الأحيان يتخذ الناس هذا اليوم كيوم للاحتجاج السياسي، مثل احتجاج مليون شخص في فرنسا وتظاهرهم ضد مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبان، أو كيوم للاحتجاج على بعض الإجراءات الحكومية، مثل مسيرات الدعم للعمال الذين لا يحملون وثائق في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
شكل الاحتفال بعيد العمال تم ايجازه قي المقترح الأول للعطلة: مسيرة تعرض قي الشارع للجمهور، حيث "قوة وروح العمل الجماعي لدى المنظمات التجارية والعمالية"، يلي ذلك مهرجان للعمال والأسر. وأصبح هذا شكل الاحتفال بعيد العمال. كما ظهرت الخطابات قي وقت لاحق لرجال ونساء متميزين، لتأكيد مكانة العطلة الاقتصادية والمدنية. وفي وقت لاحق، وبموجب قرار من الاتحاد الأمريكي لاتفاقية العمل عام 1909، تم اعتماد يوم الأحد الذي يسبق عيد العمال كأحد العمل وتم تكريس جوانبه الروحية والتربوية للحركة العمالية.

وفى أوروبا ....

تم الدعوة في المؤتمر التحضيري لما أصبح فيما بعد الأممية الاشتراكية الثانية في 1889 لمظاهرات متزامنة في المدن الأوروبية يوم الأول من مايو 1890من أجل المطالبة بقانون يحد ساعات العمل إلى ثمانية ساعات .
وكان قرار قد أصدر من قبل الجناح اليساري الماركسي في الأممية في باريس في يوليو 1889 بمناسبة العيد المئوى للثورة الفرنسية ودعا القرار لمظاهرات عمالية أممية في نفس اليوم وبنفس المطالب لقانون الثمانى ساعات، وبما إن اتحاد العمل الأمريكي كان قد قرر مسبقا أن ينظم مظاهرات مشابهة في الأول من مايو 1890 تم اختيار نفس اليوم للتظاهر في أوروبا ولم تكن الدعوة لحدث سنوي بل ليوم واحد محدد، بل ولم تكن الأحزاب الاشتراكية التي دعت لهذا اليوم تضع أهمية ضخمة عليه ولكن الذي حدث في مظاهرات أول مايو 1890 فاق كل التوقعات وقد كان أحد أسباب ذلك هو التوقيت من الناحية السياسية فقد تزامنت تلك اللحظة السياسية مع انتصارات هامة للحركة العمالية وتقدم كبير في وعى وثقة الطبقات العاملة الأوروبية.
ففي بريطانيا تكونت موجة جديدة من النقابات إثر الإضراب الضخم لعمال الموانئ في 1889 وفى ألمانيا حقق الاشتراكيون مكسبا هاما حين رفض البرلمان الألماني في نفس العام الإبقاء على قوانين بيز مارك المناهضة للاشتراكية واستطاع الحزب أن يضاعف من أصواته فى الانتخابات العامة واستطاع أن ينال أكثر من 20بالمائة من مجموع الأصوات .

ولذا فلم يكن من الصعب في مثل هذه الأجواء أن ينجح الاشتراكيون والقيادات العمالية في تنظيم مظاهرات كبرى في مايو 1890.ولكن حتى في هذه الظروف لم يكن أحد أن يتوقع حجم المشاركة العمالية في ذلك اليوم.ففي لندن تجمع أكثر من 300الف عامل في حديقة هايد بارك ليشكلوا أكبر مظاهرة عمالية تشهدها البلاد حتى ذلك الوقت .
وفى فيينا شارك مئات الألوف في المظاهرات وقد أشاد فريدريك انجاز بعد ذلك اليوم بعدة أسابيع بمظاهرات فيينا حيث كتب أن "في أوروبا كانت النمسا وفى النمسا فيينا التي احتفلت بهذا العيد بأعظم وأفضل الأشكال"

وكان هناك خلافا في الحركة الاشتراكية حول طبيعة المظاهرات فكان هناك اتجاها يساريا يرى ضرورة أن تتم المظاهرات في يوم الأول من مايو نفسه وبما أن ذلك اليوم كان يوافق يوم عمل في 1890 فإن المظاهرات كانت بالتالي تمثل إضرابا شاملا عن العمل في ذلك اليوم. أما الاتجاه الآخر وهو اتجاه إصلاحي كان يرى أن المظاهرات يجب أن تتم في يوم عطلة تالي للأول من مايو وبالتالي لا تشكل إضرابا عن العمل .
وخرج الاتجاه اليسارى منتصرا حيث خرجت المظاهرات في الأول من مايو وشكلت بالتالي إضرابا عن العمل واسع النطاق وقد انتشرت المظاهرات في ذلك اليوم في جميع المدن الأوروبية الكبرى واتسمت بمزيج عمالي خاص بين الإضراب والتظاهر والاحتفال وأصبح تقليدا سنويا للحركة العمالية العالمية .
وسرعان ما تنبهت البرجوازيات الحاكمة لخطورة هذا الاحتفال العمالي ولم يكن من الممكن مواجهة الأول من مايو بالقمع أو المنع وبالتالي بدأت البرجوازيات في اللجوء لسياسات استيعاب حيث بدأت الحكومات واحدة تلو الأخرى اعتبار الأول من مايو عطلة رسمية وبدأت في الاحتفال به بشكل رسمي ، ومن المهم تذكر إن أول حكومة تحتفل رسميا بالأول من مايو بعد الاتحاد السوفيتي كانت حكومة أدولف هتلر النازية .
وعندما طرح في البرلمان الفرنسي في العشرينات اقتراح أن يكون الأول من مايو عطلة رسمية لم يطرح من قبل اليسار بل طرح من قبل أقصى اليمين وفى المشروع الذي تبناه أربعون عضو يميني في البرلمان طرح الآتي :
لا يجب أن تتضمن هذه العطلة أي عناصر من الحقد والكراهية بين الطبقات. يجب على كل الطبقات، إذا كانت ما تزال هناك طبقات، وعلى كل الطاقات المنتجة في الوطن أن تتآخى، ويجب أن يكون إلهام الجميع نفس الفكرة ونفس الهدف ".
وفى بلد تلو الأخرى أخذت الحكومات البرجوازية تحول احتفال الأول من يوم احتجاج وصراع طبقي إلى يوم استيعاب وتعاون طبقي .

الإسلام والعمل .....

دعا الإسلام إلى العمل بصورة كبيرة ,نجد أن الرسول محمد قبل أيدي احد العمال وقال هاتين يدين يحبهما الله ورسوله ..
ويقول الله سبحانه ....(( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنجرينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )) ...النحل 97 ....
قبل الرسول محمد أيدي احد العمال وقال هاتين يدين يحبهما الله ورسوله ..وقال النبي محمد (( لأن , يأخذ أحدكم حبله , ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب, فيبيع فيأكل ويتصدق, خير له من أن يسأل الناس , أعطوه أو منعوه ) ....
الأنبياء أنفسهم كانوا عمالا (( ادم عمل بالزراعة , وداوود بالحدادة , وعيسى كان نجارا في الناصرة , ومحمد راعيا للغنم ثم عمل بالتجارة أجيرا عند السيدة خديجة .....
وحين لاحظ الأمام علي احد صحابته تخلفوا عن الجامع سال أخوه عنه , قال له يتعبد بعيدا عن الناس , قال له ومن يرعى أولاده بعده , قال له إنا اعمل وأعيلهم , قال له أنت أفضل من أخوك ...اخبره إلا حاجة لنا بعبادته ..
فالإسلام هو دين الوسطية , لا إفراط ولا تفريط (( يوم لك ويوم لربك )) فليست كل الأيام لربك , وليست كل الأيام لك .... الحاجة للعمل وتنمية البرية ورعيتها ... والله خلق لنا الأرض لنعمل عليها , فالأساس هو عمارة الأرض قبل عمارة السماء ...
اهتم الإسلام بمناسبة الأجر للعامل وقال القرآن (( ولا تبخسوا الناس أشيائهم )) وقال (( ويل للمطفيين , الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون )) حيث يقول الطبري حين يفسر معنى المطفف بأنه المقلل حق صاحب الحق .
كما حث الإسلام على سرعة إعطاء الأجير أجره بقوله (( أعطوا الأجير أجره قبل إن يجف عرقه )) ...وفي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر, ورجل باع حرا فأكل ثمنه, ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره )) ..كما حث على مناسبة العمل للعامل حيث قال (( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ )) ..
هناك مشكلة حين يتم التطرق بهذا الموضوع الإسلام والعمال وعيد العمال , هو إن الإسلام حث وحث بقوة لمناصرة العمال والطبقات الفقيرة في المجتمع , والحقيقية إن النبي محمد كان يجالس الطبقات الفقيرة , ومن خلال الطبقات الفقيرة بدأت ثورته بالاشتعال وحرق المؤسسة السياسية والمالية القديمة , المبنية على سيادة القبيلة وسيادة المال ألربوي , والحقيقة إن محمد ومعظم ألصحابه اللصيقين به , والذين بدوا هذا المشروع العظيم , مشروع إحياء المثل الإنسانية العظيمة (( العدالة الاجتماعية , والمساواة , والحرية )) والتي أصبحت شعار للثورات الثلاث العظيمة (( الثورة الفرنسية والأمريكية والروسية )) وبعدها تتابع الثورات في كل من أمريكا اللاتينية وأوربا وأفريقيا واسيا .... أقول معظم هؤلاء الأصحاب كانوا من الطبقات البسيطة العاملة المعدمة , ومعظمهم لم يكونوا أصحاب امبرطوريات كبيرة أمثال أبو سفيان وأبو جهل وأبو لهب وحتى مثل (( العباس )) عم النبي , ولا مثل (( أبو بكر الصديق )) الصديق الأقرب لنفس النبي محمد ( ص ) , والحقيقية إن تطور شخصية وارتفاع منزلة أبو بكر الصديق أو عثمان بين أصحاب محمد لأنهم تنازلوا عن المال مقابل الفكر الثوري الذي أتي به محمد .... إن معظم أساطين المال والذين بدوا بنقاشات مع النبي محمد لمحاولة استرضاه أو استرضاء أنفسهم للدخول في الدين الجديد هو (( كيف نجالس هؤلاء الأوباش )) , (( العبد بلال , أو عمار بن ياسر , عبدا لله بن مسعود , أو أبو ذر الغفاري )) .....
ومع عظمة النبي محمد الذي كان يجالس الفقراء , ويمشي في الأسواق , وكان يقول إنما أنا ابن أمرآة كانت تأكل القديد في مكة , وكان يقبل أيادي العمال , ويقول هاتين يدين يحبهما الله ورسوله , ويقول في أكثر من مناسبة (( أعطوا الأجير أجره قبل إن يجف عرقه )) .... ومع الأمثلة التي يعطيها لنا أصحاب محمد , فالإمام علي كان يعمل فلاحا في إحدى بساتين المدينة , وكانت يديه اخشوشنت من كثرة العمل , وكان لا يقبل على صحابته إن يتركوا يوم عمل واحد ويقول للشخص الذي يجده يرعى أبناء أخوه المتعبد , أنت أفضل من أخوك , ويعطينا المثال الكبير في شخصية (( أبو ذر الغفاري )) هذا العظيم , والذي قال الرسول الكريم (( لا يوجد اصدق لهجة من ابو ذر )) ...والذي كان يطرق الأبواب في المدينة ودمشق , ويصرخ في الولاة والحكام , أعطوا الناس حقوقهم .... ويتساءل مثلما نحن تساءلنا معه ..(( يا أصحاب القصور العالية .... الإسلام بدأ فقيرا بدأ عاملا ..بدا بين الناس .... كيف ارتفع هكذا وأصبح بين الملوك والأمراء .....
مع هذا العظمة الكبيرة للإسلام , نجد إن الإسلام لم يستطيع إن يخلق مشروع يأخذ صفة الإلزام بحق أصحاب العمل ولمصلحة العامل , وان كل ما جاء به الإسلام هو توجيهات , ليست لها صفة الإلزام مطلقاً ....
إن قولنا (( أعطوا الأجير أجره قبل إن يجف عرقه )) ...هو توجيه يستحق المثوبه في الدنيا والآخرة , ولكن ... (( إذا لم يعطي الأجير أجره )) ..ماذا يحدث ...اعتقد لا يحدث شي , ليس عليها أي عقاب دنيوي , أو حتى إلزام بدفع المبلغ , إلا إذا ذهب هذا الأجير إلى القاضي ... ولنتخيل كم من الوقت سوف يقضيه هذا العمل حتى يأخذ حقه ... وعليه يحضر الشهود والإثباتات وغيرها حتى يستحصل أجرة عمل كم يوم ... وبالنهاية نجد هذا الأجير يتنازل عن حقه أو يحصل على اقل القليل من أجره ويرضى .....
حتى قولنا إن الله سوف يكون خصم هذا الشخص في يوم القيامة , الحقيقة إن نحتاج حتى نُفعل هذا الحديث النبوي , إن يكون الإنسان ضميره حي , حتى يتذكر الله ويعطي أجرة هذا العامل , فإذا كان ضميره حي بالأساس , لانحتاج إلى تفعيل هذا الحديث أو ذاك , المشكلة مع الذين قست قلوبهم , وكانت كالحجارة أو اشد قسوة ... والمعروف إن صاحب العمل هي حالة قوة , والأجير هي حالة ضعف , فمالذي تفعله حالة الضعف أمام حالة القوة .....
في الوقت الذي قدم به العمال الأمريكان والأوربيين التضحيات وتم تأسيس يوم العمال العالمي على أساسه , بنفس الوقت تقريبا , ماذا كان يحدث في امتنا الإسلامية , والعربية , اكبر مشروع أقيم على ارض عربية في ذاك الوقت هو (( مشروع قناة السويس )) والذي يربط البحر الأبيض المتوسط مع البحر الأحمر , ومع ما تمثله قناة السويس اليوم لمصر من قيمة مالية ضخمة تساعد الاقتصاد المصري , إلا إن قصة شق هذه القناة , من أكثر الماسي التي مرت بالشعب العربي والإسلامي في مصر .... حيث تم بناء هذه القناة بالكامل على السخرة ... وتخيلوا معي , في أوربا وأمريكا تقام النقابات العمالية والتي تريد إعطاء العمال حقوقهم , وبهذا الوقت بالذات دعي اجتماع الأممية الأولي إلى يوم عمل (( 8 ساعات عمل و 8 ساعات نوم وراحة , و8 ساعات ثقافة وقراءة )) , وفي مصر توجه الدولة الإسلامية العربية , والقران يقراء ليلا نهار في مساجدها والتي تصرخ (( ويل للمطففين )) , (( ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) , والأحاديث النبوية تتداول بين رجال الدين على المنابر والمساجد (( أعطوا الأجير أجره قبل إن يجف عراقه )) ....اين كل الإرث الإسلامي حين مات الآلاف الناس على ضفتي قناة السويس ... وبمبدأ السخرة البغيض ....
مشكلتنا اننا حالمين أكثر من اللازم , لا نرى أمام أقدامنا , ربما لهذا السبب تأخرنا , وتقدم الغرب , هم واقعيين , يبحثون عن الحلول الواقعية الحقيقية ... لم يقولوا , إن لدينا ارث الإنجيل والمسيحية , لا بل بحثوا عن الحلول الحقيقية لواقعهم اليوم ....
نحن لا زلنا نحلم ونفكر حسب مقتضيات القرن الأول الهجري ... ولا زلنا نبحث في متون الكتب القديمة عن حلول , لواقع عصري متجدد , والتجدد والتغير في مجتمعنا المعاصر , لا يجري كل قرن أو عشر سنوات , إنما التغير والتجدد أصبح بشكل يومي ,فهل يستطيعون الأئمة وهم غائبون في خزانات كتبهم القديمة مواكبة العصر .....
إن الصراع من اجل (( 8 ساعات عمل )) هو حراك غربي بالدرجة الأولى , ونحن العرب والمسلمون مقلدون فيه لا مؤسسون أصليون , قدرتنا على الإبداع توقفت منذ قرون قديمة , وللأسف كذلك إن كل مفردات حياتنا اليومية اليوم من (( ديمقراطية , ودولة القانون , ومجتمع مدني , وحقوق المرأة , وحقوق الإنسان )) هو بضاعة غربية بالدرجة الأولى , وكل الذي فعلناه إن تحولنا إلى مستهلكين , نستورد هذه الأفكار مثلما نستورد الخضار والفواكه والسيارات الفارهه , وأفكار المصانع والاقتصاد من الدول التي سبقتنا كثيرا .... ونحن لإنزال لا ندري هل ندخل الحمام بالقدم اليسرى أو اليمنى ....

في العراق .....
ان القراءة في وضع العمال في العراق به كثير من الشجن والمواجع , الحركة العمالية في العراق كان فيها كثير من التدخلات والمنع ...واختفاء الحرية .......

وفي مقال للكاتبة سحر مهدي الياسري من جريدة الصباح .....

إن البدايات الأولى كانت في الثلاثينات , كانت هناك تنظيمات لم يكتب لها الحياة أو الاستمرار إلى إن وقع انقلاب 1963 , انقلاب بكر صدقي , ولأول مرة نجد إن بعض القادة التقدميين والاشتراكيين , يشتركون في الحكومة الجديدة وجاء في منهاج الوزارة ضرورة الاهتمام بحالة العمال وتشجيعهم والاهتمام بحالتهم المعيشية .... إلا إن الحال لم يستقر طويلا حيث لم يستطيع الانقلاب والدولة الجدية الاستمرار طويلا , فسرعان ما سقط الانقلاب ويعود الوضع القديم إلى حاله .....
وفي سنة 1946 أجيزت بعض النقابات العمالية ولكن ما إن بدأت هذه المنظمات في أعمالها ألا وجوبهت بالقمع والإرهاب بصورة مباشرة أو غير مباشرة ووقعت الكثيرون محاولات الاعتداء والاغتيال والعنف والإرهاب ضد قادة وأعضاء النقابات العمالية وخصوصا ما بين الأعوام 1945-1958 في المدن العراقية ذات التجمعات العمالية في بغداد والموصل والبصرة والنجف والحلة وكركوك على الرغم من أن قانون العمال العراقي رقم 72 لسنة 1936 وقانون العمل الأخير رقم 1 لسنة 1958 قد نصا على تشكيل النقابات العمالية غير أن نصوصهما بقيت حبرا على ورق نظرا للسياسة الحكومية المعارضة للحركة العمالية.
بعد انقلاب 14 تموز صدر القانون 82 لسنة 1958 منظما لبعض شؤون الحركة النقابية في العراق ثم صدر بعد ذلك نظام واجبات وحقوق النقابات رقم 39 لسنة 1958 ونظام النموذج الأساسي للنقابات رقم 39 لسنة 1958 ينظمان بعض شؤون الإجرائية للنقابات العمالية وبمقتضى ذلك عادت النقابات العمالية بالظهور وبدأت بتأسي منظماتها منذ أوائل العام 1959 كما قد أجيز تأسي اتحاد عام لهذه النقابات بتاريخ 12-11-1959 وكانت لهذه النقابات فروع في الألوية والاقضية والنواحي يزيد عددها على الثلاثمائة فرع أغلق بعضها وتوقف نشاطات بعض النقابات الأصلية منذ عام 1961 ثم بدأت السلطات تلاحق النقابيين البارزين وتعمل ضد الحركة النقابية لتأثرها ببعض الاتجاهات السياسية التي كانت مؤثرة في حينه فألغيت الهيئات الإدارية للنقابات العمالية من قبل الحاكم العسكري بعد انقلاب 8 شباط عام 1963 وعينت هيئات أدارية جديدة لها من قبلها موالية للحكم الجديد وهكذا تحولت الحركة العمالية في العراق بصورة علنية إلى ما يشبه الخلايا والقواعد للحركات السياسة الحاكمة والسائدة في البلاد تتلاطمها أمواج وعواصف التطورات العامة والخاصة إلى إن صدر قانون تعديل قانون العمل رقم 171 عام 1967 الذي ألغى أحكام وقواعد النقابات العمالية المهنية المتعلقة بالعمل وأصحاب العمل ووضع محلها قواعد وأسس للنقابات العمالية المهنية المتعلقة بالعمال وأصحاب العمل ووضع محلها قواعد جديدة لنقابات العمال فقط
وكان الأجدى إن يسمى قانون نقابات العمال على وجه الاستقلال ولكون هذا القانون قضى على مبدأ المساواة ما بين العمال وأصحاب العمل في حق التجمع والتنظيم النقابي الذي أقرته التشريعات الدولية والعراقية السابقة فلهما الحق نفسه ولكن هذا القانون ألغى حق أصحاب العمل بصورة مباشرة في التنظيم النقابي ولم يضع قواعد جديدة لهم وجاء هذا القانون بقيود مختلفة على التنظيم النقابي العمالي في العراق بحيث يمكن اعتباره يعارض مبدأ حرية التنظيم الذي نصت عليه الاتفاقات الدولية فنص مثلا على تقييد عدد النقابات التي يمكن أن توجد في البلاد بما لايزيد على عشرين نقابة فقط ووضع لها أسماءها بالنص الصريح ما قد يخالف رغبة العمال في تسمية نقاباتهم ولايحضى على موافقتهم الإدارية لو أعطيت لهم حرية التنظيم النقابي
وبعد استلام حزب البعث للسلطة عام 1968 صدر قانون عمل جديد عام 1971 فرفع القيد عن عدد النقابات واستمرت سياسة الدولة بالتدخل بفرض الهيئات الإدارية للنقابات العمالية وتم قمع عدد من الإضرابات العمالية بالقوة وإتباع سياسة ملاحقة القادة النقابيين من غير المنتمين إلى حزب البعث ومحاربتهم
اختتمت هذه المرحلة بالقرار 150 لسنة 1987 الصادر من مجلس قيادة الثورة (المنحل) بتحويل عمال القطاع العام إلى موظفين وأصبح عمال القطاع العام وهم النسبة الأكبر من اليد العاملة العراقية لان النظام الاقتصادي يقوم على تملك الدولة لوسائل الإنتاج وصدر قانون العمل رقم 71 لسنة 1987 وقانون التنظيم النقابي رقم 52 لسنة 1987 اللذين سمحا بقيام النقابات في القطاع الخاص والمختلط والتعاوني وأن تجسد هذه النقابات (أهداف ثورة 17-30- تموز أي أهداف حزب البعث) ومنع قيام نقابات عمالية في القطاع العام الذي خضع العمال فيه لقانون الخدمة المدنية وفقدوا حقهم بالتنظيم النقابي بدعوى إلغاء التمييز الاجتماعي ضدهم وتحقيق المساواة بين المواطنين وشهدت الحركة النقابية تراجعا كبيرا خلال هذه الفترة بسيطرة القيادات البعثية على الحركة النقابية وفرض مرشحين من المكتب المهني على الهيئات الإدارية لهذه النقابات فكانت النقابات العمالية للقطاعات الخاص والتعاوني والمختلط ضعيفة ولا تأثير لها على الصعيد السياسي والاقتصادي وحقوق الطبقات العمالية التي تمثلها ......

بعد الاحتلال الأميركي و انهيار دولة الحزب الواحد لم يتغير التشريع لقانون العمل والتنظيم النقابي ولم يلغ قرار مجلس قيادة الثورة رقم 150 والذي منع قيام نقابات عمالية في القطاع العام على الرغم من إلغاء مئات القرارات الصادرة من مجلس قيادة الثورة (المنحل) ولكن يبدوا أن الجهات السياسية الحالية في العراق سارعت لإلغاء القرارات التي تتعارض مع مصالحها الشخصية فقط دون تلك القرارات التي تقوض إقامة نقابات عمالية حقيقية على الرغم من نشوء تعددية نقابية في العراق ألان تأثيرها الفعلي ضعيف في كل الأصعدة ولم تستطع استقطاب الطبقة العاملة بشكل فعال ولم تؤسس لتنظيم نقابي فعال ولم تتلق أي دعم جاد من الحكومات العراقية المتعاقبة بل العكس شهدنا تدخلات لايمكن السكوت عليها من فرض اتحاد عمالي وتنصيب بعض السياسيين التابعين لأحد ألأحزاب على الاتحاد العمالي العراقي واعتبرته الاتحاد الرسمي إلى حل
على أرصدتها وأملاكها والى دعم اتحادات عمالية بواجهات طائفية وعرقية لعرقلة قيام نقابات عمالية حقيقية وشرذمة الحركة النقابية العمالية لمنعها من أخذ دورها في بناء عراق جديد قائم على احترام حقوق أبنائه جميعا دون أي تمييز. ما زالت الحواجز التشريعية عائقا يحول دون قدرة هذه النقابات على بناء تنظيمات نقابية حقيقية قوية قادرة على حماية مصالح أعضائها ومجتمعها ونأمل أن تشهد المرحلة المقبلة بناء نقابياً حقيقياً فعالاً متعدداً وأن يلغى أي تشريع يحول دون حق الطبقة العاملة العراقية في التنظيم النقابي والحق بالمفاوضة الجماعية ووقف جميع أشكال التدخل الحكومي في شؤون النقابات أو في فرض هيئات إدارية غير منتخبة والدعم الحكومي الجاد لتأسيس نقابات عمالية هذه النقابات والى وضع يد الحكومة.
وأخيرا .....

ماذا بعد .... إن العمل العمالي في العراق , تعرض لعثرات كثيرة , وأخره كان القرار 150 لسنة 1987 الصادر من مجلس قيادة الثورة (المنحل) بتحويل عمال القطاع العام إلى موظفين وأصبح عمال القطاع العام وهم النسبة الأكبر من اليد العاملة العراقية , مو ظقين في الدولة ....

الحقيقية إنا توقفت كثيرا أمام هذا القرار , لأني حقيقة لا اعرف فوائد هذا القرار , ما الفائدة التي ترجوه الدولة من تحويل العمال إلى , موظفين , (( اعتقد هو استفادة عمال القطاع العمال )) بمميزات القانون الوظيفي العراقي , وإبعاد سلبيات مشاكل العمال لو لم يتم إدراجهم تحت هذا القانون .... من ناحية الأخرى لماذا يرفض العمال و إدراجهم تحت هذا القانون , ولماذا مطالبتهم لإلغاء هذا القانون وعودتهم تحت صفة عمال القطاع العام ... الدولة ألان في مرحلة البناء , هل من المتوقع مثلا ... إن تنتبه الدولة لهم وإصدار قوانين تفيهم حقوقهم في هذه المرحلة المضطربة من تاريخ العراق ...الحقيقية لا اعتقد ....
كذلك السؤال إن الدولة انحلت وذهبت سطوتها القديمة ....لماذا لم يتحرك العمال بمبادرة منهم لتشكيل نقاباتهم ... لماذا لا أرى لهم أي وجود على مستوى الشارع (( بشكل المظاهرات )) والتي تعدونا دائما على نزولهم للشارع وأحداث اثر وتغير ..... هناك أسئلة كثيرة تثير بنا الرغبة بالمعرفة ...والبحث عن الإجابات المقنعة !!
هناك كذلك دور المرأة النقابي , الملاحظ عبر المراحل النقابية , إن دور المرأة النقابية صغير جدا إن لم نقل انه محدود , وهذا ينطبق على دور المرأة بصفة عامة في العراق ...دور المرأة النقابية يثير تساؤلات كثيرة , ويحتاج منا الكثير من البحث والوصول للإجابات المعقولة ......
والسؤال الذي يبقى دائما , لماذا نحن العرب نتأخر حين يتقدم الآخرون ويسبقوننا بمسافة زمنية طويلة , إن الاجتماع الاممي الأول انعقد في سنة 1866 , وحين انعقد تداعت الأمم الأخرى للأخذ بمقرراته , لان المقررات اعتبرت حالة إنسانية واحدة , نجد إن العمال في أمريكا يبادرون لتشكيل نقابتهم سواء فرسان العمل أو غيرها , كذلك نجد العمال في الجانب الأخر من العالم يتأثرون ويشكلون نقابتهم , والمعروف إن يوم العمل العالمي لم يأخذ شكله الحالي إلا بعد المظاهرات الكبيرة في هذا الوقت بالذات , وإجبار الدولة على إقرار حقوقهم , صحيح إن هذا الإقرار لم يتم دفعة واحدة , ولكن يشكل تدريجي ....إنا أتساءل لماذا نحن متأخرون البدايات الأولي للعمل النقابي في العراق كانت 1936 , متأخرة عن العالم ما يقارب من 70 سنة ...السؤال لماذا ؟!!
لماذا العالم المتحضر يقفز قفزات إلى الإمام , ونحن لا نزال نحبو على أطراف أصابعنا , ولا نعلم هل نحن نتأخر أو نتقدم ....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تبقى من الوطنية العراقية !!!!
- السياسة العراقية , واسئلة حقيقية ؟
- الشيخ والنساء
- المشاريع الصغيرة في العراق
- الحكومة المقبلة (( حكومة توافقات وتنازلات ))
- ازمة منصب رئيس الوزراء
- هل انتِ حرة حقاً ؟
- معركة الكراسي الرئاسية
- ما بعد الانتخابات
- الليلة الاخيرة قبل الانتخابات
- الخضر وغياب القوة المؤثرة في المجتمع
- الليبرالية ومشكلة الدكتورة ابتهال الخطيب !!
- فتوى من الماضي
- السماوة والسبعة المبشرون بالبرلمان
- قانون المنظمات الغير حكومية
- الدكتورة ابتهال الخطيب
- زينب
- قرار الهيئة التميزية
- العراق ولعبة الانتخابات
- هل الله عادل وحكيم فعلا ؟


المزيد.....




- “صندوق التقاعد الوطني هُنـــا mtess.gov.dz“ موعد تطبيق زيادة ...
- حددها الآن.. رابط تجديد منحة البطالة بالجزائر والشروط المطلو ...
- خبر سعيد.. موعد صرف مرتبات شهر إبريل 2024… وجدول الحد الأدنى ...
- Visit of the WFTU Palestinian affiliates in Cyprus, and meet ...
- “100.000 زيادة فورية mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية توضح ...
- WFTU Socio-Economic Seminar at Naledi, Maseru Lesotho.
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 استعلام جدول الرواتب ا ...
- “بزيادة 100 ألف دينار mof.gov.iq“ وزارة المالية العراقية روا ...
- منحة البطالة للمتعثرين.. كيفية التقديم في منحة البطالة للمتز ...
- فرصة جديدة.. رابط التسجيل في منحة البطالة بالجزائر مع الشروط ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سلمان محمد شناوة - عمالهم وعمالنا ...ويوم العمال العالمي!!!