أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلمان محمد شناوة - المدى ...وقليل من الحرية















المزيد.....

المدى ...وقليل من الحرية


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 15:16
المحور: الصحافة والاعلام
    



لم افهم لغاية ألان لماذا تم رفع الدعوى على المدى بالذات , مع إن نفس الخبر تم نشره في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية , فهذا يعني انه خبر مباح للجميع , ولم تدعى أية جهة أنها الناشر الأول للخبر , وفوق هذا كله الخبر منقول من موقع سوا , ولا يوجد في الخبر أي تهجم أو تحقيق أو حتى تعليق على الخبر من جهة جريدة المدى , إنما نقلته كما هو ...
الحقيقة الخبر صدمني , صدمني من ناحية الحرية المفترضة للصحافة والتي كلنا نعتقد إننا ننعم بظلها , لا بل نكتب ونمعن في الكتابة , وأحيانا تأتينا الجراءة وننتقد كل الثوابت والخطوط الحمراء من المجتمع إلى الدين إلى السياسية , إلى الفساد المستشري في جسدنا العراقي كسرطان لا خلاص منه , الحقيقة الخبر مرعب , لأنه لا يضع جريدة المدى فقط , تحت مطرقة القوانين المجحفة والتي لا تزال تدب بالجسد العراقي منذ عهد صدام ,لا بل يضع كل النظام السياسي والاجتماعي في البلد محل للتسأول , الخبر بحد ذاته يضع علامة استفهام كبيرة ....عن الذي تحقق , والمطلوب إن يتحقق فعلا ..هل هي الحرية , فان كانت الحرية هي المطلب الأساسي , إذن لماذا لم تتغير قانون الصحافة ...ولماذا هذا الاستهداف للأصوات الحرة ....
الذي يدهش أكثر ونقف منه موقف الاستغراب إن هناك كثير من القوانين تم تعديلها مع الوضع الجديد ... وان هناك الكثير من القوانين والتي تمس الحريات لم تتغير ..وكأننا لازلنا في تلك الأيام المتعبة ....الغارقة في ظلام التعسف وخنق الحريات ....
هناك أشكلية حقيقة بين حرية الكلمة والحريات الشخصية , ما هي مدى حرية الكلمة والى أي حد تقف , والى أي مدى تستطيع إن تمس الحريات الشخصية , أو العلاقات الاجتماعية للناس ... كذلك يجب إن نفرق في بحثنا هذا بين الصحافة الصفراء والتي تفتعل الأزمات في سبيل زيادة نسبة النشر وتؤدي إلى زيادة الأسعار .. والصحافة المحترمة وكلنا يعلم أن جريدة المدى من أكثر الصحف احتراما في العراق ...
الكلمة سلاح ذو حدين ..فهي من ناحية يراد بها إبراز الحقائق وكشف المستور , وإظهار بؤر الفساد في المجتمع , فتساهم وبشكل كبيرة لتنقية المجتمع .... ومن ناحية أخرى هي وسيلة للارتزاق غير الشريف , حيث يتم جمع المعلومات عن شخصيات عامة الهدف منها الابتزاز أو نشر إخبار كاذبة الهدف منه الربح غير الشريف وزيادة نسبة التوزيع على حساب الحريات الشخصية ... والحياة الاجتماعية للأشخاص موضوع الإخبار ....
في جلسة اجتماعية بين جمع من الأصحاب , انتقدت بطريقتي وزير الكهرباء بالوكالة لأسباب أعلنتها بحينها , فهاجمني احد الموجودين وقال لي هذه غيبة لا يجوز مهاجمة السيد , قلت له إن السيد هو شخصية عامة , ومتى ارتضى لنفسه إن يكون شخصية عامة , فيحق لي ولغيري إن ينتقده , لكن في الوقت الذي يتخلى عن منصبه ويتحول إلى إنسان عادي , فالتالي لا يجوز لي أو لغيري إن ينتقده ...لأنه ساعتها ستكون غيبة حقيقية ...
مشكلتنا هل نستطيع إن نفرق بين الشخصيات العامة والتي يحق لنا إن ننتقدها وبين الشخصيات العادية , والتي يحميها القانون ... القانون هو القانون .... الذي يحمي الشخصيات العامة هو نفس القانون الذي يحمي الشخصية العادية .... إلا إن الشخصية العامة معرضة للنقد لأنه أصبح محل الأضواء ...وعمله يمس قطاع كبير من الناس فلذلك يجب إن يكافئ إذا ساهم في منفعة الناس وان يعاقب ويحاسب إذا اضر بالناس ... الصحافة هي من تملك عين الرقيب وتؤشر دائما إلى مواضع الخلل ...لذلك نتساءل دوما ... ما مدى قدرة الصحفي للتجاوز على خطوطك حمراء كثيرة وأين الحد الذي يجب إن يقف عنده ...من ناحية أخرى ...إذا لم نسمح للصحفي وصاحب الكلمة بالانتقاد ...فكيف يتم محاسبة الشخصيات العامة ... وكيف نساهم بكشف الفساد ...وخصوصا إذا كان مثل الفساد في مجتمعنا تجاوز كل حدود ....
وزير التجارة مثال لذلك ...فهو من ناحية شخصية حكومية محمي بالقانون العام , ومحمي بالقوانين الإدارية التي تضفي على شخصه حماية كبيرة , وبالإضافة لذلك هو من المقربين من رئيس الوزراء نوري المالكي ...هذه الشخصية أصبحت معرضة للتساؤل بسبب قضية فساد عام بوزارته واتهم باستغلال المنصب لعقد صفقات من الطعام الفاسد تم توزيعه حسب البطاقة التموينية لمحافظة المثني ..وصدر بحقه مذكرة إيقاف ..وجلب وتم القبض عليه خلال سفره لدولة الإمارات ....
إلا إن الملابسات التي رافقت القصية , ووجع الجماهير التي اكتشفت انه هناك في السلطة من هو مسؤول عن أكل الناس وطعامهم , هو السبب المحتمل لإصابتهم بسرطان القولون ... كانت صدمتنا في وزير التجارة كبيرة , لكن مع وضع كهذا كيف نتصرف ..هل نسكت مقابل جريمة رأي عام , لا تمس شخص بعينه إنما تمس الالالف من البسطاء ...والذين لاحول لهم ولا قوة ..ويعتمدون بشكل كبير على البطاقة الغذائية في أهم مصدر من مصادر طعامهم .... اما نشر الحقائق كما هي حتى نعرف المخطئ فيحاسب ونعرف المحسن فيكافئ ....
الصحافة هي السلطة الرابعة ...ولكن السلطة الرابعة لمن ..للمجتمع الديمقراطي المبني على مؤسسات القانون والسلطات الثلاث هي (( التشريعية والقضائية والتنفيذية )) فهي رابعة السلطات ...ويسميها أهلها صاحبة الجلالة ... العالم قبل الصحافة لم يكن عالم ...اختلف بشكل جذري حين صدرت أول صحيفة ....الصحافة مهمتها الأصلية والحقيقية المراقبة ووضع إصبعها على موطن الخلل وتدعو إلى الإصلاح بقوة ...
لكن في المجتمعات الشمولية الصحافة لا تكون صحافه فهي بوق دعائي للسلطة وأصحاب السلطة ... اعتقدنا لوهلة إن هذا الوضع تغير , وفتحنا صفحة جديدة ...مع التغيرات الجذرية الطارئة في المجتمع ....لكن الصحفيين والإعلاميين بوجه خاص هم الذين وقعوا بين حجري الرحى بدون حماية ولا مساندة ولا حقوق حقيقية لهم ...كلنا يذكر شهداء الصحافة (( أطوار بهجت وغيرها )) والذين سقطوا على الطريق ..دولتنا مقصرة بحق تجاههم , لا بل هي ممعنة في التقصير ..بحيث أن الصحفي في العراق ...معرض للقتل والسجن والاهانة ..لماذا لأنه دائما إما يقف مع أو ضد ...أو في أحسن الأحوال يقول الحقيقة التي لا تعجب جهة ما ...
يقول احد المراقبين للوضع الصحفي في العراق , لا يوجد حياد حقيقي في الصحافة , لان الوضع على الأرض خطر جدا على الصحفي , فهو يحتاج بالضرورة إلى جهة تحميه ..فبالتالي لا يستطيع إن يعمل أي صحفي بصورة مستقلة ....وبالوضع هذا هناك حذر شديد لمعالجة أي موضع ...لأنه في كل الأحوال يجب إن يمس جهة ما .... وحين يمس أي جهة تقوم القيامة عليه ...خصوصا لا يوجد له أية حماية ...
ربما كانت المدى مست المحظورات , حين فتحت ملفات الفساد المنسية , ربما كانت المدى أخطئت حين اقتربت من الأوجاع الحقيقية لرجل الشارع والمواطن والإنسان البسيط ...وربما كانت المدى جنت على نفسها ..حين اقتربت من المناطق المظلمة في المجتمع العراقي ... ولكنها وبكل الأحوال ..لا تستطيع إلا إن تكون كذلك ..مثلي إنا القارئ الدائم لجريدة المدى , والمعجب بها ..لدرجة إني أحببت ذات يوم اكتب أشيد بيها وبالملاحق التي تصدرها الجريدة ... أو مثل العراقي الذي لا يستطيع إلا إن يكون عراقي بكل اشكالياته وكل التناقضات التي تحويه ...



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهرباء وطنية ...مفقودة
- الكهرباء المستحيلة
- نحن ... والزهايمر
- الصفعة الكويتية
- ثقافة المعارضة
- حكومة لم نعد نعرفها !!!
- الطائفية العربية ...والوطنية العراقية
- فائزون لكن خاسرون
- عمالهم وعمالنا ...ويوم العمال العالمي!!!
- ما تبقى من الوطنية العراقية !!!!
- السياسة العراقية , واسئلة حقيقية ؟
- الشيخ والنساء
- المشاريع الصغيرة في العراق
- الحكومة المقبلة (( حكومة توافقات وتنازلات ))
- ازمة منصب رئيس الوزراء
- هل انتِ حرة حقاً ؟
- معركة الكراسي الرئاسية
- ما بعد الانتخابات
- الليلة الاخيرة قبل الانتخابات
- الخضر وغياب القوة المؤثرة في المجتمع


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلمان محمد شناوة - المدى ...وقليل من الحرية