أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سلمان محمد شناوة - ماذا يحدث في ميدان التحرير ؟!!!















المزيد.....

ماذا يحدث في ميدان التحرير ؟!!!


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 23:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مثل ما يحدث في العصور الوسطى .. تدخل عشرات من ركبي الجمال والأحصنة والبغال , في هجوم مفاجئ على المتظاهرين والمعتصمين منذ أيام في ميدان التحرير ...
بصورة أذهلت العالم وفاجأت معظم الدول العربية والتي راهن كل سياسيها ومفكريها منذ أيام , بان الذي يحدث في تونس من المستحيل إن يحدث في مصر ...لان ظروف مصر ليست هي ظروف تونس , ولان التونسي ليس هو المصري , وان الثغرات التونسية ليست هي الثغرات التونسية ....
لكن فجأة وبصحوة قوية للنائم لمصري أذهل العالم حين تجمع كل مئات الشباب في ميدان التحرير ودعوته لجمعة الغضب .. والتي أربكت الحكومة المصرية بصورة لم تشهدها أي دولة في العالم المعاصر ..فكانت المواجهات مع قوات الأمن ... ثم الانهيار الكامل للمؤسسة الأمنية , والاختفاء الغير معقول والغير المبرر لكل القوات الأمنية من الشارع المصري ....أثار أسئلة لم تجد إجابتها لغاية اليوم ...كل القنوات الأجنبية والرسمية أثارت السؤال بحرقة اين الشرطي المصري ولما خلت الساحة منهم ...مليون ونصف المليون هم كل المؤسسة الأمنية المصرية .لم يجد لأحدهم اثر .. في موضع فتح الباب على أوسعه لظهور عشرات الخارجون عن القانون وهروب مئات المساجين .... وترويع الناس في بيوتهم , وحدث الهرج والمرج , وحرقت ونهبت محلات و وتحطمت ممتلكات حكومية .... وظهرت أكثر من صرخة في أكثر من جهة ومن أكثر من بيت مصري .. حين صرخت أم كيف احمي بناتي ولا يوجد جهاز شرطة في الشارع ..
وكأنها لعبة منظمة هذه لتي تحدث اليوم أو هي لعبة مرتبة جيدا ..بالأمس كانت مسيرة مليونية تجمعت في ميدان التحرير ... وظهر رئيس الوزراء احمد شفيق حيث تحدث في أكثر من محطة فضائية مصرية ...والحقيقة انه لم يقل شيئا جديدا ..ولم يعد بشي جديد ..كل الذي قاله مجرد رؤوس أقلام ...تحتمل أكثر من وجه ولها أكثر من قراءة وبالنهاية طلب الوثوق بالسلطة الجديدة ... ثم كان خطاب الرئيس والذي به مسحة عاطفية تثير القلب المصري وشجونه ...كل الذي قاله انه لن يرشح نفسه وانه سوف يجري إصلاحات في المدة المتبقية له ....
لكن ... لو أراد أي شخص يحاول إن يفكر ... إن يفرض على الجموع لتي اجتمعت في ميدان التحرير ن تعود إلى بيوتها في الوقت التي أقسمت هذه الجموع أنها لن تعود حتى تتحقق كل مطالبها , وأولها تنحي الرئيس مبارك من السلطة ...
ماذا يفعل ....
الحقيقة انه مهما فكر ودبر لن يجد أفضل من الذي حدث يوم أمس في ميدان التحرير ....
أولا ...خرجت المظاهرات المؤيدة للرئيس مبارك ...ثانيا / الجيش يطلب من المجتمعين العودة إلى بيوتهم في بيان هادئ ...ثالثا / تأتي الجموع على جمالها وبغالها وأحصنتها بصورة وكأنها تعود للعصور الوسطى ...وتهاجم بشكل قوي المجتمعين ... وتأتي جموع أخرى لا ندري من اين خرجت وكان الأمر دبر بليل بشكل قوي ومخطط له جيد ..وتهاجم الجموع بالسيوف والسكاكين وزجاجات النارية ..وحتى ألان تأتينا الأخبار بخمسمائة جريح بميدان التحرير ...حيث يقول احد الأطباء بعد إن عاين الجرحى وعالجهم ..أنهم مصابين بجروح قطعية عميقة ...لا يمكن إن تحدث إلا من أدوات حادة .... الجيش لا يتدخل ... لا يجد المجتمعون من يحميهم ....ثم تأتي دعوة الجيش المصري للمتظاهرين والمعتصمين ...بضرورة إخلاء ميدان التحرير فورا , لأنه تناهي إلى سمعها وجاءتها الإخبار إن هناك مجموعات تتجه ألان إلى ميدان التحرير تريد ضرب المجتمعين بكرات نارية .... والقصد إثارة هلع المعتصمين , والعمل فورا إلى إخلاء ميدان التحرير ...الحقيقية إن من يرى المشهد من بعيد يجد انه تم الأعداد له جيدا ... بحيث يؤدي إلى النتيجة المرجوة منه ..وهو إخلاء ميدان التحرير , بأي طريقة وبأسلوب يحفظ ماء وجه الحكومة المصرية ....
جميع دول العالم وخاصة الدول الأوربية وأمريكا وجهت نداءات للحكومة المصرية بضرورة تلبية مطالب الجماهير المحتجة والمعتصمة في ميدان لتحرير , ولكن الحكومة المصرية لا تريد ذلك ولن تحقق ذلك .. هناك حديث في القنوات المصرية عن مؤامرة تستهدف الدولة المصرية وكأن المجتمعين في ميدان التحرير غرباء عن مصر أو أجندتهم أجنبية ...بينما هم في ذات القنوات يصرحون بان مطالب هذه الجماهير مشروعة .... الحقيقة إن خطاب القنوات المصرية يثير الاستغراب , لأنها كانت دوما وسيلة دعاية رائجة جدا للحكومة المصرية ..وهي تفاحات بشكل كبير بالتغير الحادث والذي حققه الشباب المصري بصورة تذهل كل المراقبين ... واختاط خطابها بين الواقع ومحاباة الحكومة ....
رئيس الوزراء يعتذر للشعب المصري ولا بد إن يعتذر , وحق للشعب المصري إن يعتذر له , عن سنوات طويلة من الإجحاف والاستبداد والاستبعاد لطوائف كبيرة من الشعب .. . ولسنوات طويلة كانت لا تعتبر أبدا من الشعب المصرة وفي مقدمتها الأخوان المسلمون ..... وهم جماعة كبيرة , لا يمكن أبدا نسيانهم أو العمل على استبعادهم وكأن لا وجود لهم أبدا ...حق للشباب المصري العظيم المعتصمين في ساحة التحرير ..إن يعتذر لهم خصوصا بعد الهجوم الوحشي من مجموعات قيل أنها مؤيدة للرئيس المصري .. كان المتوقع وخصوصا بعد النداءات التي أجرتها القنوات المصرية والتي تحث من أيام بعد إن تفاحات بقوة الاحتجاج ..فلم تعرف كيف تدير الحوار أو لحساب أي جهة .... إلا أنها في الأيام الأخيرة رجعت إلى صف الحكومة تدعوا بدعوتها وتتكلم بلسانها مثل ما رأيناها دائما ...
مشكلة الشباب المصري انه فقد الثقة تماما بالحكومة والنظام المصري , وعدم الثقة هذه تجعله لا يصدق أي وعود تصدر سواء من الرئيس أو رئيس الوزراء أو حتى من نائب الرئيس .. بان هناك جدية حقيقية موجودة لدى الحكومة المصرية للتغير ... خصوصا بعد إن صدمهم أكثر من فعل بدا بهجوم قوات الشرطة على المتظاهرين يوم جمعة الغضب ..إلى اختفاء الشرطة من الشوارع وبقاء الأهالي تدافع عن إحياءها وبيوتها بأيدي الشباب .. إلى إطلاق المساجين وانتشار البلطجة والذين عاثوا بالأرض فسادا ... وأخيرا هجوم من خرجوا لتأيد الرئيس المبارك وهاجموا المحتجين والمعتصمين في ميدان التحرير .....بدون سابق إنذار ....
مشكلة الشباب فقدان الثقة تمام بالحكومة ...ومشكلة الحكومة بأنها تشعر بتعالي شديد مع طوائف الشعب . ولا تعرف كيف تلتقي مع الشباب أو كيف تتحاور معهم ....... والسؤال كيف يكون الحوار ؟ واعتقد إن اكبر مشكلة اليوم مع افتراض حسن نية الطرفين هو كيف يجتمع الطرفان للحوار .... فالحكومة تفترض أنها سوف تنتظر لمن يحمل الطالب إليها فإما توافق أو لا توافق ...بينما يرى المتظاهرين أنهم اليوم في موقع قوة لانهم متمسكين بتواجدهم في ميدان التحرير ...وان معني خروجهم من ميدان التحرير .فهذا يعني أنهم سوف يفقدون امتيازهم .... ولا يوجد أي ضمان لهم إذا خرجوا من الميدان سوف تتحقق مطالبهم ..بل أنهم يخشون حين يعودون ...سوف ينسى الناس بعد أيام ما ضحوا له وسوف تنسى الأحداث بسرعة وكأن شي لم يحدث والأكثر من ذلك فقدان الثقة يجعلهم يخشون إن عادوا إلى بيوتهم ..بعد أيام سوف يتحرك البوليس السري للاعتقالات والاغتيالات ...وتفقد ثمرة عملهم حين يتفرقون .هؤلاء الشباب وفي في تجمعهم هذا في ميدان التحرير ..هو العنصر المهم لقوتهم ولا يريدون إن يفقدوا هذا العنصر المهم .. عدم الثقة هذا نراه بكل قوة إن الشباب يخافون من إن يتم نقلهم بسيارات الإسعاف الحكومية .... ربما خوفا إن ينقلوا الى جهة أخرى ...أو إن خروجهم سوف يؤدي إلى فقدان عنصر قوتهم ...
غدا الجمعة هو يوما أخر ..وهو من الأيام الحبلى بالأحداث ... هناك جهات كثيرة تضغط على الشباب لترك أماكنهم في ميدان التحرير ...بينما هناك قوة حقيقية فجرها الشباب , قوة لا يستهان بها ربما سوف تغير مصر لعقود كثيرة .وكم أعجبني وصف احد الكتاب حين قال إن ثور الشباب اليوم أعظم من ثورة 1919 ....
ماذا يجري في ميدان التحرير .مهما كانت الصور والمشاهد هناك ومهما كانت قوة التأثير للشباب .والمأساة حين تعرضوا للهجوم والضرب والجروح والضغط من مختلف الجهات حكومية أو مخلية أو خارجية .. إلا إن تماسكهم وتصميمهم مضرب الأمثال ...وسوف يغيرون مصر ... حيث لم تستطيع اقوي الانقلابات تغيره ..... في ميدان التحرير اليوم يولد ضمير امة كبيرة هي الأمة المصرية ... والشباب اليوم ومن خلال تواجدهم في الميدان يعيدون صياغة ضمير ووجدان امة كبيرة هي الأمة المصرية .



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعة الغضب بعد تونس الغضب
- الجيش العراقي بين النصر والهزيمة
- المشكلة القبطية
- البصرة وحقها منفردة بتوقيع عقود الكهرباء
- الانسان والاديان ...شخصيات وافكار
- الحسين هل كان ثورة ام تمرداً ؟!!!
- النواب وضعف تواصلهم الشعبي
- وثائق ويكيليكس
- المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية ... هل هو ازمة جديدة
- كتل وأحزاب فوق القانون
- مبادرة الملك عبدالله
- قرار المحكمة الاتحادية ..ومقدرة المجتمع المدني
- أقوى النساء
- زواج متعة
- (( زهايمر )) غازي القصيبي
- عراق بلا حكومة
- أزمة مسجد نيويورك
- حين يحرق مصحف المسلمين
- أزمة كهرباء ...ام أزمة أخلاق
- العراق ...والفصل السابع


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سلمان محمد شناوة - ماذا يحدث في ميدان التحرير ؟!!!