أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - مهزلة الأيفاد في العراق















المزيد.....

مهزلة الأيفاد في العراق


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 22:02
المحور: المجتمع المدني
    


مهزلة الإيفاد في العراق
الفساد استفحل في العراق , وأصبح له في كل أدارة وزاوية , في كل مكتب حكومة مركزية أو محلية .
حقيقة في عراق كله فساد إداري وفقدان ثقة بين المسئول المتراخي والمواطن المتعب , وفي ظل نقص كامل بالخدمات من كهرباء , وبطالة تقول أكثر الإحصائيات تفاؤلا أنها بحدود 30 % بعموم العراق وهي في محافظة المثنى بحدود 49 % , وبظل فساد أصاب وزارة التجارة في كل مرافقها , وتم مساومة العراقي في لقمة عيشة , وتدريجيا يوم بعد يوم ,وشهر بعد شهر وجد المواطن إن مفردات البطاقة تتناقص , حتى كانت فضيحة وزارة التجارة مع محافظة المثنى بالذات , حيث تم استيراد مواد غذائية غير صالحة لا للاستهلاك البشري فقط ولا الحيواني كذلك , مواد غذائية منتهية مدتها منذ زمن طويل , لا نفهم كيف تم التعاقد والشراء والنقل وتخزين المواد وهي بهذه الحالة , ثم كان الفساد في القضية المنظورة بحق وزير التجارة وكيف تم تهريبه إلى خارج العراق وهو ألان ينعم بالأموال التي نهبها من العراق في دبي ولندن , حيث تحميه جنسيته الثانية البريطانية , بظل كل معانة العراقيين هذه , نستغرب لان تتقدم مؤسسة الشهداء بطلب لإيفاد عدد من موظفي المحكمة الجنائية العليا وهيئة النزاهة ووزارة الشهداء واللجنة الدولية لشؤون المفقودين وبرلمانيين إلى عدد من الدول الأوربية لحضور معرض للصور، واضع تحت كلمة معرض صور ثلاثين مليون خط بعدد الشعب العراقي , وبعدد كل المحرومين والمتعبين ومن لا يجد عملا , ومن يعمل باليومية ينتظر إن يأتيه عمله وهو على أرصفة الطريق , ويعلم جيدا , انه لو أصيب , لتوقف عن العمل , بدون مكافأة نهاية خدمة أو بدون تقاعد أو بدون ضمان اجتماعي , حقيقة لا افهم ما الذي يستفاده العراق من قصة الإيفاد هذه , مها الدوري في جلسة البرلمان والتي استضافت رئيس الوزراء العراقي يوم الخميس يوم 10/3/2011 , طالبت بإقالة رئيس مؤسسة الشهداء , لأنه بعمله هذا سوف يكلف الخزينة العراقية ثلاثة ملايين دولار , بينما الحكومة تعاني عجز في ميزانيتها يعادل 13.5 مليار وتفكر إن تقترض من صندوق النقد الدولي , والحكومة وفي كل بياناتها تقول إن الفساد يستهلك أكثر من 15 مليار من ميزانيتها , حقيقة هناك الكثير لا نفهمه في سير عمل حكومتنا العتيدة , ومن ضمنها قصة الإيفاد هذه ......
مجلس النواب ربما خجل من الطلب , مع انه ربما يرضى بهذه الإيفاد لولا هذه المظاهرات التي خرجت في العراق , وأجبرت الحكومة والبرلمان إن يضغط على نفسه قليلا لمصلحة المواطن العراقي , أو ربما إن لا حجة لديه إذا اقر مثل هذا الإيفاد , مع انه لو كانت الظروف أفضل , ربما وافق , ولما لا , وهي حكومة محاصصة , تم الاتفاق ما هو للحزب والكتل , و أعضاء مؤسسة الشهداء والبرلمانيون يشعرون بالتعب والإرهاق ويمكن بالكآبة والقلق , لان مدة حضورهم للبرلمان لا تتجاوز يومين فقط بالأسبوع ومدة وجودهم في البرلمان لا تتجاوز 5 ساعات بأفضل الأحوال , مع إن الشعب يعلم , إن هناك العشرات من البرلمانيون , لم يرى احد وجوههم , ولا ندري هل يحضرون , أو على الأقل ينامون في قاعة البرلمان , عمل البرلمان جدا متعب , ويختلف عن عمل العامل والذي نراه يوميا يحمل الطابوق والاسمنت وينظف الشوارع ويقود المركبات منذ الفجر إلى ما وراء مغيب الشمس .
ومن هم هؤلاء أعضاء مؤسسة الشهداء والذي يحتاجون إيفاد إلى (( برلين وبروكسل و لاهاي واستكهولم وكوبنهاكن وأوسلو وباريس )) , لمشاهدة أو حضور معرض صور , كذلك لا افهم حاجة أعضاء النزاهة للسفر لحضور معرض صور , إلا تستحق عائلات الشهداء هذه الأموال أفضل من إن تنفق بالسفرات والتمتع بالهواء العليل , ومبلغ ثلاثة ملايين دولار , إلا يساوي 3 مليارات ونصف المليار تقريبا , وهذا المبلغ لو قسمناه على 400 إلف لكل عائلة مستحقة , سيكون المستفاد 8750 عائلة .
يوم بعد يوم يزيد ألمي وشعوري بان سياسة حكومتنا مهزلة حقيقية .
القائمة العراقية تقول "البرلمان رفض الطلب وعده فساداً إدارياً" , وكذلك تقول إن مبالغ ايفادات المسئولين الحكوميين تتجاوز عشرة أضعاف المبالغ التي تم تخفيضها من رواتب الرئاسات الثلاث وكبار الموظفين والبرلمانيين، مطالباً بكشف أرقام المبالغ التي تم صرفها على إيفادات "غير ضرورية"، في حين كان بالإمكان استثمارها لحل معضلات اقتصادية واجتماعية كبيرة تواجه العراق , وتقول إن هناك هوسا غير مبرر في حجم الايفادات الحكومية ومبالغها التي تتجاوز مليار دولار في السنة , في وقت تبلغ ميزانية عدد من الوزرات ربع أو عشر مبلغ الايفادات بالرغم أنها خدمية تمس حياة المواطن بشكل مباشر , وان هناك ايفادات حكومية أشبه بالخيال لزيارات غير مبررة وغير ضرورية لمسئولين في بغداد والمحافظات , كما تترتب عليها مخصصات إيفاد وسكن في فناد راقية جدا لا يقيم فيها إلا أثرياء العالم .
عملية القبض على منتهى فزاع عضوه مجلس محافظة المثنى المتهمة باختلاس ما قيمته 70 إلف دولار , وهو مبلغ مصرفات العضوة لمذكورة بالسفر لمدة 45 يوما إلى أمريكا لمرتين , على حساب واستضافة منظمة مدنية أمريكية , ثم بعد عودتها أقدمت على تقديم طلب إلى مجلس المحافظة واستلام مبلغ الإيفاد من خزينة المحافظة , الخبر والذي تناقلته معظم وكالات الإنباء والمواقع الالكترونية المختلفة أصاب المواطنين بنوع من الصدمة , لان العضوة المذكورة دخلت إلى مجلس المحافظة وهي من ضمن كتلة الإصلاح , والتي تقول ليلا نهارا أنها أتت للإصلاح ... هذا يعني بكل بساطة إن الرقابة معدومة تماما من قبل المجلس , ومن الكتل والتي ارتفع الأعضاء باسمها وتنادي ببرنامج الإصلاح , وكأنه ليس هناك إصلاح إنما فساد وإفساد , العملية بحد ذاتها تبين كم هو التسيب في الجهاز الحكومي وكم هو الانفلات في السياسة المالية الحكومية , وبظل أجواء حكومية كهذه , ليس من المستغرب تماما , إن نسمع عن ضياع 40 مليار دولار , أو نسمع عن ضياع 200 مليون دولار في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي .
نحن طبعا لسنا ضد الإيفاد , فعمليا إن الاحتكاك بالعالم الخارجي مطلوب , خصوصا في عصر الانفتاح بعد 2003 , وهذا يتطلب مصاريف كثيرة , لا يستطيع الشخص الإيفاء بها , خصوصا إن الشخص الذي تم إيفاده مسئول يتطلب سفره للخارج لعقد اجتماع مهم فيه مصلحة العراق , أو الإيفاد بسبب الدراسة أو العمل الدبلوماسي , ولكن هذا الأمر تم تنظيمه في قانون ,لكن المشاهد هو إن السادة المسئولين استغلوا هذا القانون أبشع استغلال , لمجرد حضور معرض صور , أو نقاهه او تغير جو , أو استغلال الإيفاد لزيارة الأقارب خارج العراق .
لا زال العراق لا يرعى حرمة المال العام , والمال العام مستباح وفي استباحة المال العام , لذلك نجد التفاوت بين الطبقات , واستباحة المال العام , يؤدي إلى زيادة الفقر والبطالة , وعدم توفير الخدمات الضرورية للناس , وبحسبة بسيطة جدا و لو حسبنا المبلغ الذي يستهلكه الفساد في العراق , و من ضمنه آليات الإيفاد , لوجدنا كم هي الأموال التي يمكن توفيرها , حتى تتوجه إلى مسائل أكثر أهمية من حضور معرض صور .



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي ومأزق المائة يوم ..
- أخر أيام القذافي
- و هل تختلف البحرين ؟
- الفساد هو الذي حرك المظاهرات في العراق !!!
- حين يتنازل المالكي عن نصف راتبه
- العراق يمول الفساد من صندوق النقد الدولي
- ماذا يحدث في ميدان التحرير ؟!!!
- جمعة الغضب بعد تونس الغضب
- الجيش العراقي بين النصر والهزيمة
- المشكلة القبطية
- البصرة وحقها منفردة بتوقيع عقود الكهرباء
- الانسان والاديان ...شخصيات وافكار
- الحسين هل كان ثورة ام تمرداً ؟!!!
- النواب وضعف تواصلهم الشعبي
- وثائق ويكيليكس
- المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية ... هل هو ازمة جديدة
- كتل وأحزاب فوق القانون
- مبادرة الملك عبدالله
- قرار المحكمة الاتحادية ..ومقدرة المجتمع المدني
- أقوى النساء


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - مهزلة الأيفاد في العراق