أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد سامي نادر - هل نقول وداعاً ! لل -الشيوعي الأخير- سعدي يوسف ؟














المزيد.....

هل نقول وداعاً ! لل -الشيوعي الأخير- سعدي يوسف ؟


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 17:23
المحور: الادب والفن
    


هل نقول وداعاً ! للـ "الشيوعي الأخير" سعدي يوسف ؟

"كَثـُر الحديث عن التي أهواها". غزلٌ عذريٌ عذب ورمزية ساحرة، غنـّى الشاعر كريم العراقي بها معشوقتنا بغداد. كلمات لامست شغاف قلوب من عرفها وأحبها ومَن في البعد يهواها. لكن على عكس ما يُظهرهُ عالم الادب والفن من مشاعر وحب صادق، فإن للسياسة عشق أخر ليس للوجدانيات مكانا فيه.
فعشقنا للوطن ( بعد التحسينات ) الامريكية يختلف تماما عما كان قبله. فهو لم يبق للرومانسية طعماً ولا مكاناً في القلب. أما عشاق الوطن المغرمين، فأمام مجرى الدم تغيب الرومانسيات وتتعالى اصوات الأدعية والرجاء. لكن رغم كُثرة عشاقه الجدد ! لكننا نراهم بجمعهم، مهمومون بدرجة أكبر بالعملية السياسية وأحلام التغيير !. وماذا ستكون قسمتهم ونصيبهم بعد نهاية فيلم "الوسترن " الامريكي : سعيدة أم مسلسل طويل من الاحزان؟
برأي بعض المتفاتلين، لعلها مفتاح لحل كل مشاكلنا وإعادة رخاءنا لديمومة عشقنا للوطن الساكن بروحنا والمحبطة آماله منذ عقود ؟.
نقيضهم، يقف شاعرنا الكبير سعدي يوسف، فهو ينظر للعراق برؤى سوداوية متشائمة قاتمة. وقبل ان نعرج لتصريحه المدوي بنفض يديه عن الوطن، علينا ان نعرف سبب تشائم شاعر مثقف مبدع كسعدي، وكذلك رؤيته كمثقف وعَلـَم على مستوى الامة والعالم في مجال الشعر والادب والثقافة. ولأهمية موقفه كمناضل عراقي حر، لا بل يقدم نفسه بجرأة أكثر، كونه "الشيوعي الأخير فقط"*(راتط). وباستطاعتنا من مقطع رائع من "الشيوعي الاخير يدخل الجنة"، أن نتفهم ومن مفردتين بنيويتين في متنها لا غير، معرفة سبب يأس سعدي وموقفه اليائس من اصلاح النظام والعملية السياسية. لنقرأ ما يقوله سعدي:

أمْرُنا عجَبٌ !
مَلاكٌ جاءَ يصطحبُ الشيوعيَّ الأخيرَ إلى جنانِ الخُلْدِ
قالَ له : لقد طوَّفتُ في الآفاقِ سَبْعاً ، كي أصادفَ طاهراً
كان الذين رأيتُهم قوماً عجيبينَ ...
الصلاةُ وكلُّ شـيءٍ.
غير أني كنتُ
أسألُ عن عقيقِ سَجيّتَينِ :
الطُّهرِ والعدلِ. السماءُ تفتّحتْ ...
فلْننطلِقْ ، لتكونَ في الفردوسِ بعدَ دقيقتينٍ !

في هذا النص الرائع يعلن سعدي جهاراً انتماءً لا يحيد لـ"طهارة والعدل" الماركسي، لشيوعي وعدته الملائكة بجنة كانت دوماً حكرا لتنابلة الصلاة.
سيتعجب الكثير "ويسحبون خناجرهم شرفاً" ضد تصريحاته الاخيرة في براغ وهو يتسلم جائزة "سبيرو فيرغاس" عن حرية التعبير –الرابط ادناه*- يقول سعدي:
،"لم أعد أشعر أن العراق بلدي، لأنني كنت اذكر العراق كبلد حر ومستقل وليس كمستعمرة أو بلد محتل"، مضيفا "اشعر أن العراق حاليا بات مستعمرة أميركية يحكمها نظام إسلامي "
سؤالي: مَن جعل مثل هذا النقاء والطهر وهذي الشفاه التي غرَّدت عن لسان الملائكة اغنية الوعد الازلي - لفتح باب السماء-، كي تجرؤ النطق فقط ببرائتها من عشق ربط سعدي بوطنٍ، كان قد نذر روحه من أجله ستة عقود واكثر؟
وحين عاد سعدي ليستدرك، كان أكثر ألماً وحسرة وسخطاً:
"ربما ما زلت احتفظ ببعض ذكريات الطفولة التي أوظفها أحيانا في قصائدي، هذا كل ما امتلكه من العراق" .
أعيد تساؤلي: مَن أعطى الحبيب سعدي تلك الشجاعة ليتجرع على مضض، هذا المصل المسموم من وقع كلماته المرّة اليائسة حتى النخاع ؟ أي يأس وأي رؤية قاتمة ثاقبة يمتلكها هذا الملاك العملاق الذي لم يغادر "جنته" أبدا ؟ أظن ان شجاعة كلماته كانت وافية بما تكفي كي تجيب وتفسر المشهد السياسي وضبابيته الحالكة السواد. لقد حددها بثنائيات بنيوية لا تقبل الشك: الاستقلال والاحتلال..العدل والظلم..طهارة الفضيلة وعهر الرذيلة..!
دعوني أقول: سلامٌ ليس أخيراً لك يا ابن بصرة المبدعين البار..ووداعاً مؤقتا أيها الحبيب المبدع. أتذكرون ؟ لا تنسى رسالته لمربد الحزن والخوف ايام "القائد الضرورة":

( سلاماً .. الى النخل الى الماء
سلاماً..الى التمر الذي لم يشبع الأبناء )

كم من الأحبة والأبناء ودَّع هذا الوطن: موتاً بالجملة و هرباً بالملايين ويأساً حد العظم!. يا لبؤس عراق المرارة والقبح والاحزان والجوع والمهانة . يا لبؤس وطن الطائفية والجهل والامية والفساد والعفن السياسي .
صدقت يا سعدي الحبيب، في نزفك المرّ الذي يقرِّح اللسان والروح. لم تـُبقيا لنا، الطائفية والاحتلال ما نملكه في العراق من شيء، سوى "ذكريات طفولتنا". وأعلام سود تغطي حقيقة شمسنا المشرقة.

*رابط التصريح
http://www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20110419-108806.html
*الشيوعي الاخير فقط
http://www.saadiyousif.com/home/index.php?option=com_content&
task=blogcategory&id=35&Itemid=48
هولندا- سعد سامي نادر



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -2- -المنامة-.. عروس عروبتنا وقِبلة إسلامنا الجديدة.!
- 1 --المنامة-.. عروس عروبتنا وقبلة إسلامنا الجديدة..!
- شموئيل موريه .. شجون وأحلام وآمال عراقية نقية طيبة
- تظاهرات-1ا- الحظة التأريخية وموقف كتابنا!
- تظاهرات – 2 نار الديمقراطية ولا جنات البعث والاسلام السياسي! ...
- القُمامة والإقامة والهوية الوطنية الهولندية..!!
- علي تكساس و-مرتزقة أبا يعقوب يوسف ابن عَمر-
- الحملات الإيمانية ومسخرة تكرار التاريخ..!
- خير وسيلة للدفاع ، تشويه الآخرين..!
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي.؟!-2-
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي..!؟
- المجلس الوطني للسياسات والاستراتيجيات.. ولد ميتاً
- تسريبات وتساؤلات حول تشكيل الحكومة العراقية..!
- الرئيس -مام جلال- بين -بشاشة- الوجه وقباحة المشهد..!
- السيد أحمد القبانجي : كارل ماركس اقرب الى الله من ابن سينا.. ...
- السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!
- العراق بحاجة الى أية حلول،، وليس تشنجات مكابِرة..!
- الحياء.. نقطة..! لو جرة..؟
- يا ترى.! من أي مرجعية وطنية..! أتى الفرج الطائفي..؟
- بدأت الأوراق الأمريكية الضاغطة بالظهور..!


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد سامي نادر - هل نقول وداعاً ! لل -الشيوعي الأخير- سعدي يوسف ؟