أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 3














المزيد.....

حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 3


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 16:36
المحور: الادب والفن
    


حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 3



فراحت (النَّجوى) تستتر خلف حجب العفّة - بمعناها الذي لا يتِّفق غالباً مع روح البيئة الجديدة- ؟!

صبري يوسف:
ـ لا أستتر إطلاقاً تحت حجب العفّة ولا أتبنّى العفّة كحالة محضة خالصة من حيث المنظور التقليدي أو أي منظور آخر، فأنا إنسان من لحم ودم وروح، عفّتي أراها من خلال نقاوة الرُّوح ومن خلال مصداقيتي مع ذاتي ومع الحياة، وكلّ ما يتعلَّق بجموحاتِ الجسد يحدِّده جسدي ضمن إطار توهُّجات شهقة العشق بعيداً عن منغصِّات وتقيُّدات وترّهاتِ آخر زمن، وما أراه ترّهات يراه ربما غيري قمة القيم وقمّة القممِ، لهذا أودُّ أن أقف عند وجنة الشَّفق كي أرسم حرفي كما يحلو لهذا الصَّخب المهتاج في كينونتي ولا أُتعب نفسي بما يمنحني الدُّفء والتحليق والإبداع، عفَّتي تنبع من تدفُّقات حرفي وهو يعبر شلالات منبعثة من شواطئ الحلم، لماذا لا يطلق الإنسان أجنحته للريح ويرسم فوق خدود الكون وردة، لماذا يقتل وينهب ويكبّل الآخر بقيود أشبه ما تكون سلاسل من الأوجاع؟! الإنسان صديقي والعفّة موجة شهقتي وشوقي إلى تلال الخصب ومعارج عشقِ الحياة، والحرف نبتة الخلاص، خلاصي من ضجر الحياة!

أكتب كمن يمسك في يده لهيب الجمر، وينثره على وجنةِ الصّباح كي أحرق شوائب هذا الزَّمان، نحن البشر نحتاج إلى قرونٍ عديدة كي نعرف كيف ننمّي جموحَ العقل وبهاء الرُّوح ضمن توازنات الحياة، ثمَّة خلل واضح المعالم يعتري في نفوس أغلب مرابع الكون! معادلات تتصارع على الشّوك فحرقَ مهابيل هذا العالم وجنة الياسمين والورد لأنهم غائصين برؤى معفّرة بالشّوك، والشَّوك يغدق على هؤلاء أبراجاً عاجية مائلة نحو براثنَ النُّفورِ ورجرجاتِ السُّقوطِ!

كل بيئات الكون لا تلزمني عندما تقيّد نكهة الحرفِ حرفي، فلا ألتزم بخشخشات البيئة ولا بسواطير سلطة هذا الزَّمان! أنحو نحو جبال جبل جودي وصخور معلولا الشّامخة حيث الهواء العليل يبلسم خدود وردتي وهناك ألملم فرحي كي أغدقه على حنينِ صديقة من لون الأرضِ، الأنثى هبة السَّماء، شمعةُ عشقٍ، أرضٌ من لون البهاء، أهلاً بانتعاشاتِ البهاء!

ـ أم هي سرٌّ لسرِّ يقبع في الأعماق يجهل لغة البوح ويخشى الظهور؟!

صبري يوسف:
لا يا صديقي لغتي ليست سرّاً ولا أقبع في الأعماق جهلاً بلغة البوحِ أو من خشيةِ الظُّهور! لا وألف لا يا صديقي، لغتي تنبع منّي وتصبُّ بي وبغيري ممن يستهويه نبعي! أكتب حرفي وأنا في كامل وعيي وبوحي ينبع من مهاميز روحي كي يغنِّي للحياة للطفولة لغربة هذا الزَّمان، ولمن يحيا الحياة وينتظر أنشودة الغدِ الآتي، لا أخشى شيئاً أثناء الكتابة، لأنَّ الكتابة هي عبادتي المنعشة، أعشقها بعمق وهي أشبه ما تكون عشيقة سرمدية ولا فكاك منها حتّى ولو جنّ جنونها، أعشقها بطريقة لا تخطر على بال الجنِّ، الكتابة محور وجودي على وجهِ الدنيا، لو ألغيت تدفُّقات الكتابة ـ الإبداع من حياتي فأنا ميّت رغم تنفُّسي، فهذا النَّفَس إن لم يصب في وهجِ الحرف لا قيمة له عندي، ربَّما يجد الآخر غرابة في طبائع كينونتي، هذا أنا، مَن يعجبه رؤاي أهلاً به ومَن لا يعجبه تمرُّدي أهلاً به أيضاً، نحن يا صديقي لا نملك في الحياة سوى هذه الحياة القصيرة، وخلالها لا بدَّ أن ندوّن رؤانا على جبهةِ الزمنِ، كي تبقى رؤانا هفهافة مع نسائم الصباح على مدى ديمومةِ الكونِ!

... بعد تساؤلاتكَ الرَّحبة، تسألني أين هو السرّ؟!

السرُّ يا صديقي بسيطٌ للغاية، حتّى انني لا أعتبره سرّاً من حيث لغةِ الكتمان، فإذا أحببتَ أن تعرفَ حقيقة أمري، فأنا شاعرٌ منبعثٌ من أعماقِ الرَّماد، ضدَّ الفسادِ، شاعرٌ مخضّبٌ بنكهة الحنطةِ، مبرعمٌ مع بتلاتِ الأزاهير، مع اخضرارِ العشبِ، من لون المطر، من لون الاشتعال رغم شدّة البردِ، شاعر ملونُ ببخور الحياة، ولا يسعني إلا أن أنثر بخوري فوق حدائق الكون .. السرُّ يا صديقي ربما عائدٌ إلى تكويني، مزيجٌ من الإيمان بتدفُّقات اللحظة الشعرية، بسموِّ الشِّعر على حكمة حكماء الكون، الشِّعر حكمة الحياة، بحر مفهرس بأرخبيل المحبة وبهجة العطاء وتلاوين السَّلام! الشِّعر رسالة متهاطلة من خيوطِ الشَّمس .. أتساءل يا صديقي لو كانت قيادة الكون مرهونة بقيادة الشُّعراءِ، بجموح الشُّعراءِ، بعدالةِ الشُّعراءِ، هل كنّا سنراهُ بهذا الشكلِ الْمُشينِ؟!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 2
- حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 1
- تفجِّرينَ جموحاً شعرياً على خضمِّ الوفاءِ 50
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 4
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 3
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 2
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 1
- تعالي على أجنحةِ الرِّيحِ 49
- قفشات والدي مع الفنان عمر اسحق
- تشبهينَ حلماً هائجاً 48
- صوتُكِ متلألئٌ بنداوةِ الحنينِ 47
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 10
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 9
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 8
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير7
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 6
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير4
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 3
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 5
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 1


المزيد.....




- العمارة التراثية.. حلول بيئية ذكية تتحدى المناخ القاسي
- صدور -الأعمال الشعرية الكاملة- للشاعر خلف علي الخلف
- القدس تجمع الكشافين.. فعاليات دولية لتعزيز الوعي بالقدس وفلس ...
- زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاري ...
- استجابة لمناشدتها.. وفد حكومي يزور الفنانة المصرية نجوى فؤاد ...
- -أنقذ ابنه من الغرق ومات هو-.. تفاصيل وفاة الفنان المصري تيم ...
- حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية ...
- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 3