أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 3














المزيد.....

دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 3


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 09:37
المحور: الادب والفن
    


قراءة تحليليّة لرواية عراقي في باريس، لصموئيل شمعون

3

توقّفتُ عند صداقات صموئيل شمعون خلال النصّ الرِّوائي مع عوالمِ الِّنساء، وإذ به يبني علاقات رومانسية مع صديقة ما عابرة أو يعرف أنها كانت ذو تجربة مع فلان ومع هذا يعمّق علاقته بهذه أو تلكَ، وتبدو لي وكأنَّ غرامياته كانت أشبه ما تكون بحلول مؤقّته لتشردّه وطموحاته الغرامية بسيطة ومتواضعة مقارنةً بصولاته وجولاته في الحانات، فكان على ما يبدو يقارن بين التسكّع والنّوم على أرصفة محطَّات القطارات وصداقة أنثى تحضنه في فراشها الدافئ، أفضل على الأقل من تشرُّده، لكنّه عندما كان يجد نفسه في الشَّارع، فلا تراه يندم على ما فاته من نومٍ دافئ في سرير ناعم وحضن طريّ، فكان يرمي ثلاث مرات ثلاث حجرات خلف الأنثى التي تطرده من مخدعها، لكنّه سرعان ما كان يسامحها لو طلبت منه العودة، فيعود لا لأنه بحاجة إليها بل لأنّه طيّب القلب من جهة ويحنُّ إلى سقفها وأحضانها الدافئة من جهة أخرى، وكان يخيّل إليّ قبل قراءتي للنصّ، انني سأصادف عالماً عشقياًً من عوالم صموئيل، أشبه ما يكون بزير النّساء، خاصة أن الرواية تحمل عنوان: عراقي في باريس، فتساءلت، ماذا ممكن أن يقدِّم لنا هذا العراقي المتسكِّع في باريس، لعوالم نساء باريس، غير شبقٍ مفتوح على وجنة الرّيح، خاصةً أنّه معروف بشغفه في عوالم الحانات وكؤوس النبيذ؟!
إندهشت عندما وجدت هذا الآشوري التائه في سماء باريس صعلوكاً طيّباً، بسيطاً، عفوياً، أميناً، صادقاً مع من يعاشر، ولا يغدر بمن تأتمن له على بيتها، مع أنّه كان يجمح أحياناً بأن يستخدم كلّ الطُّرق لاستمالة اِهتمام الأنثى مثلما حصل مع ساعية البريد المؤقّتة، فقد اخترع لها الأقاصيص وعوالم جامحة كي يستميل اِهتمامها ونجح في أسلوبه وحقَّق مآربه وتمكّن من الحصول عليها لفترة من الزَّمن، لكنّها سرعان ما اكتشفت أهدافه وأسلوبه، فتركته على غير عودة!

هنا أودّ الوقوف إلى أنّ الروائي يزجّكَ في عالم أشبه ما يكون بالخيالي حتى في قمّة عوالمه الواقعية، والغريب بالأمر أنه لم ينحُ نفس المنحى مع نساء أخريات، وفعلاً أدهشني عدم تركيزه على أنثى بطريقة أكثر حذاقة ودهاءً كي يقطع الطريق عن عالم التسكّع والتشرُّد، وكي يتمكَّن على الأقل من كتابة سيناريو فيلمه بعيداً عن حياة التشرُّد في أزقّة باريس وشوارعها التي ألفته كأنّه غدا جزءاً منها. في هذا المنحى يبدو لي أن صموئيل، ذو الطَّبيعة الشَّرقية، البدوية، الرِّيفية، العفوية، لم يتمكَّن في المرحلة الأولى أن يحقِّق الانسجام والتوازن مع أنثى كي يستقر ولو بشكل مؤقت معها، كما يفعل الكثير من مهاجريّ شمال أفريقيا، مع أنّ أغلب أصدقائه في دنيا الغربة كانوا من شمال أفريقيا، لكنّه يبدو أنّه اِعتاد على التشرُّد، ولديه طاقة أيوبيّة على مواجهة حياة الصعلكة، لكنّه مع كلّ هذا ظلّ نقياً من الدّاخل، لم ينحرف إلى عوالم الضّياع فقد كان يقظاً في تشرُّده وتصعلكه يعرف ماذا يريد، تجده يفرش أوراقه وكاربينتره/ الآلة الكاتبة ويكتب سيناريو فيلمه على إيقاع تأوُّهات الوصالات العشقية، غير آبه لصديقة صديقه وهي تخرج من مخدعها شبه عارية نحو الحمّام، ثم تطوّر بها الأمر إلى أن تخرج عارية، لأنها اعتبرته غائصاً في العزف على آلته ينقش السيناريو ولا يهمّه مرورها العاري، جلّ تركيزه على الكتابة، لكنّه كان يصاب بالاحراج عندما كانت تتقدّم نحوه وتسأله عن أمرٍ ما فيصبح وجهاً لوجه لمثلث العشق، حيث دهشة الشَّرق تستيقظ بهمّة غجرية جامحة، لكنّه مع هذا كان يأخذ الأمر بروح رياضية عالية! ولا يفوته أن يلوذ بعيداً عندما يرى اندلاع المشاكل مع أصحاب البيوت التي يرتادها فيترك البيت حاملاً حقيبته وأوراقه بحثاً عن رصيفٍ آمن بعيداً عن مشاكل أصحاب البيت، وتفادياً من نشوبِ مشاكلٍ بسببِه.
... ... ... ..... .. .. ...... ... ... ..... .. ... ....!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 2
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 1
- تعالي على أجنحةِ الرِّيحِ 49
- قفشات والدي مع الفنان عمر اسحق
- تشبهينَ حلماً هائجاً 48
- صوتُكِ متلألئٌ بنداوةِ الحنينِ 47
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 10
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 9
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 8
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير7
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 6
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير4
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 3
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 5
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 1
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 2
- ترتِّلُ لأمواجِ البحرِ ترتيلةَ العيدِ 46
- بوح شفيف يصبّ في الذَّاكرة البعيدة
- زهرةٌ مسترخية بينَ ربوعِ الأقاحي!
- ننثرُ السنابلَ فوقَ خدودِ المروجِ 45


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 3