أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟















المزيد.....

هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 997 - 2004 / 10 / 25 - 08:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الوقت الذي يقف به طوابير المفصولين السياسيين والذين ألقى بهم البعث القذر للشارع بلا عمل ولا مورد مالي، يقفون طوابير أمام اللجان المختلفة والغير فاعلة لحد الآن، لكي يعودوا للعمل من جديد بعد أن تقطعت أمعائهم وعائلاتهم من الجوع، نجد أن البعثيين يعاد تأهيلهم بقوة وبسرعة البرق، بالرغم من سرقتهم لأموال الشعب العراقي والتخمة التي مازالوا يعانون منها لحد الآن حتى بعد سقوط نظامهم الهمجي البهيمي، فلم أرى أو أسمع بكفاءة عمل كذلك الذي يجري به أعادة البعثيين للسلطة من جديد، وذلك تحت ذريعة ""لا يجب أن يتركوا بالشارع حتى لا ينخرطوا مع المتمردين ويساهمون بإشاعة الفوضى"". ولكن في واقع الأمر إنهم يساهمون بتسهيل أعمال التمرد والعنف من خلال استغلال السلطة والنفوذ هذه الأيام، وهذا لم يعد سرا، فكما نلاحظ ويلاحظ الجميع، تصاعد العنف بوتائر مرعبة منذ أن بدأت الحكومة بتنفيذ هذه السياسة التي لا يمكن أن نصفها بحسنة النية أو بالحكيمة، بل سياسة تدلل على ضحالة وقصر نظر سياسي، ففي شهر حزيران، أي فبل وصول هذه الحكومة إلى السلطة، لم يكن هناك أكثر من عشرة عمليات في اليوم الواحد، فقد قفزت خلال شهرين فقط من حكم علاوي وسياسة تأهيل البعث من جديد إلى أكثر من ثمانين عملية في اليوم الواحد، وأصبحت أيديهم تصل إلى أبعد بكثير مما كانت تصل إليه قبل وصول الحكومة الانتقالية للسلطة، وصارت تلك الفلول المهزومة والمنبوذة اجتماعيا تملي على الحكومة شروطها التي تدل على أنها تنطلق من موقع قوة، وليس كما نعرفها مهزومة هاربة مفلسة هزيلة تلجأ لتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري مغرر به، ولا يبدو أن هناك أفقا أو أملا بأن يتخلى رئيس الحكومة عن هذه السياسة، فهو في الوقت الذي يقف أمام المجلس الوطني ويتحدث بكلام معسول عن إنجازات حكومته التي لا يعرف حقيقتها سوى البعث الذي عاد بقوة، يضحك بسره من أنه قد أمتص النقمة التي تعالت ومازالت تتعالى ضد هذه السياسة التي تمضي بالاتجاه المعاكس لإرادة الشعب العراقي بالكامل.
الزوابع البعثية الفارغة والتهريج أعلامي لا ينبغي أن يكونا سببا بتأجيل الانتخابات:
كان لابد للبعث من إثارة الزوابع التي يذهب ضحيتها الأبرياء لكي يقال أن الوضع الأمني غير مستقر في العراق ليمرروا من خلال هذا التصور جميع مآربهم الخبيثة بالعودة للسلطة من جديد مدعومين من دول الجوار والجامعة العربية لعنصريتها وطائفيتها والدول الإسلامية لطائفيتها وبعض الدول الكبرى من أجل مصالحها في نفط العراق. حيث يمكنهم من خلال هذه السياسة والغوغاء الإعلامية المصاحبة لها أن يمرروا أية تسوية مهما كانت غير واقعية وبعيدة بعد المستحيل، كإعادة تأهيل البعث، مثلا، وإرسال قوات عربية أو إسلامية من خلال الأمم المتحدة والتي يمكن لنا أن نتوقع ما الذي ستفعله هذه القوات، فإنها بالضبط كلواء الفلوجة البعثي الذي عاد تحت نفس الذريعة الخاوية، وإذا به يعمل مع الإرهابيين في خندق واحد ضد الشعب العراقي، وهذا الأمر صحيح للشرطة العراقية التي تعمل بتلك المنطقة المتفجرة والتي جل ضحاياها من أهالي المثلث، أي أهاليهم، وكذا الحال هو نفسه الذريعة لسياسة إعادة تأهيل البعث من جديد، وهو أيضا سيكون الذريعة لإفشال الانتخابات وعدم إجرائها في موعدها المحدد. السبب من وراء ذلك واضح جدا، فهم يحققون به الآتي:
إبقاء القوات المتعددة الجنسية في العراق لأطول أجل ممكن، وبالتالي توفير الذريعة لإبقاء العنف المسلح في العراق مستمرا لكي يحققوا منه الكثير في حال فشلت سياسة الحكومة الانتقالية بإعادة تأهيل البعث بالكامل.
أو انسحاب القوات المتعددة الجنسية من العراق ومن ثم يستفردون هم ودول الجوار والدول الإسلامية بالشعب العراقي وسيعملون بسرعة على إعادة الحكم العنصري والطائفي من جديد.
ويكنهم أيضا من خلال هذه الأعمال الخسيسة، التي يذهب ضحيتها الأبرياء من أبناء شعبنا، أن يطيلوا أمد الحكومة الانتقالية في السلطة لفترة أخرى حتى لا يبقى بعثي واحد خارج وظيفته حتى الهاربين من العراق لكثرة جرائمهم وبشاعتها، وبعد أن يتمكنوا من تحقيق ذلك، سيكون أول ضحاياهم هو رئيس الوزراء الحالي، وهو أعرف بنذالة البعث مني ومن أي شخص آخر، ليس لأنه بعثيا، بل لأنه كان أحد ضحاياهم أيضا وكاد أن يقتل على أيديهم أكثر من مرة عدا محاولة اغتيال لندن المشهورة.
والأهم من هذا وذاك، فإن استمرار العنف المسلح الجبان الذي تسميه الدول العربية والإسلامية وفرنسا مقاومة مشروعة، هو التأكد من عدم انتخاب حكومة وطنية حقيقية لا رائحة للبعث بها، تلك الرائحة التي تزكم الأنوف من على بعد مجرات، فوصول حكومة من هذا النوع يعني أنها نهايتهم الحقيقية، وتعني أيضا إفشال مساعي وجهود التآمر على العراق الذي استمر منذ أن أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها الحقيقية على تخليص العراقيين والعالم من رجس البعث.
سقيفة شرم الشيخ لا نأمل منها الخير بل العكس تماما، أقل ما فيها أنها سوف تكون فرصة للتنسيق بين قوى الشر والكثير منها مجتمع في هذا الشرم المصري العنصري الطائفي من شذاذ الآفاق، فمجرد جرد بسيط للجهات التي سوف تشارك بهذا المؤتمر نجد الآتي:
أولا الفريق الأكثر تأثيرا وهو فريق الدول الكبرى وعلى رأسهم فرنسا، ولا أحد منا يشك بسوء النوايا الفرنسية في العراق وكذا نوايا ألمانيا وروسيا والصين، ومجرد أن نتذكر محاولاتهم قبل السقوط، فإننا سنصاب بالرعب من حقيقة نواياهم الشريرة، فرنسا كانت قد وضعت شرطا لهذا المؤتمر من باب ذر الرماد في العيون وهو مشاركة المتمردين به، ولكن حين لم تجد لهذا الطلب من صدى، تنازلت عنه بسرعة لأنها تعرف تماما إن الهدف سيتحقق به وبدونه من مجرد أن تجتمع هذه القوى التي لا مكان لممثلي الشعب العراقي الحقيقيين بينهم، وهذا ما سنحاول التطرق إليه.
أما الفريق الثاني فهو دول الجوار الستة، وباستثناء الكويت منهم، فهم جميعا من الدول التي رعت ومازالت ترعى الإرهاب في العراق باستماتة منقطعة النظير ومازالت تحيك المؤامرات وتنفذها ببراعة ضد هذا الشعب الأعزل الذي عانى كل أنواع الهوان على أيد الجلادين الذين يريدون اليوم إعادتهم للسلطة من جديد، ويشارك به أيضا الراعي الرسمي لدول جامعة الإرهاب عمرو موسى، تلك الجامعة الطائفية العنصرية والتي ما نصرت يوما ما شعبا عربيا بل وجدت من أجل نصرة الجلادين على أبناء الشعوب.
وسيحظر أيضا منظمة المؤتمر الإرهابي العالمي، والذي يسمى جزافا بالمؤتمر الإسلامي، والإسلام منهم براء، فجميع الذين يفجرون البشر في العراق بدماء باردة على أيد قتلة كانت هذه الدول قد بعثت بهم ورعت وصولهم آمنين للعراق لكي يستبيحوا دماء أهلنا.
كل هذه الجوقة من السفاحين القتلة ودهاقنة التآمر والجريمة الذين يشيعون الرعب والقتل في العالم أجمع يجتمعون بعد عدة أيام لنصرة العراق!!!!!! فهذه الدول سوف تعمل من خلال هذا المؤتمر، سقيفة شرم الشيخ، على دعم التمرد في العراق وسوف يحاولون إرسال جيوشهم لدعم الإرهابيين في العراق لكي يفتحوا لهم مناطق جديدة في العراق تعذر لحد الآن وصول إرهابييهم إليها وهي مناطق الشيعة في الجنوب والوسط العراقي ومناطق كوردستان العراق، بالإضافة إلى تعزيز تواجدهم القلق في مناطق الموصل التي مازالت عصية عليهم بالكامل. ومن أهم ما سيعملون عليه ويدعون له، وهنا بيت القصيد، هو تأجيل الانتخابات وذلك لإعطاء الحكومة الانتقالية فرصة أكبر بإعادة البعث وتثبيته بالسلطة من جديد، لذا لا يمكن اعتبار الوفد العراقي لهذا لمؤتمر سيقوم بما يريده الشعب العراقي بل ما تريده الحكومة الانتقالية، وكل ما أخشاه هو أن الفريق العراقي الذي سيشارك في المؤتمر سوف يكون بصف تلك الجوقة الرهيبة من القتلة، ولكن وجود وزير الخارجية العراقي معهم، وهو كورديا كما نعرف، ربما سيكون له أثر بإفشال الكثير من المحاولات، بالرغم من أننا نعرف، كما يعرف الجميع أن البرزانيين، والوزير برزاني، متحالفين هذه الأيام مع علاوي، لأسباب سياسية لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، ولكن معانات الأخوة الكورد من البعث على مدى العقود الأربعة المنصرمة ربما ستخفف من حدة تأثير هذا التحالف الوقتي مع علاوي من أن لا يكون له أثر على مستقبل العراق والعملية السلمية بإقامة نظام ديمقراطي في العراق، هذا إذا لم يخطئ الأخ مسعود بتقدير المسألة بشكل جيد.
وهكذا من هذا الجرد السريع، نلاحظ أن أمريكا سوف تقف لوحدها ضد تيار هادر من الدجالين الذين يتاجرون بدماء العراقيين ولا يريدون لهم سوى الموت الزؤام، ولا يقف بجانبهم إلا وزير الخارجية العراقي، على خجل منه، ودولة صغير كالكويت لا ثقل لها كبير على المستوى الإقليمي أو العالمي. ويبقى السؤال الأهم قائما، هل حقا أمريكا لا تريد للبعث أن يعود بجلباب الوفاق؟ فهناك ظن عليه الكثير من المؤشرات الدالة والصريحة أحيانا على أنه صحيح، ولكن ""إن بعض الظن إثم"". فإذا كانت هذه هي النية من عقد هذا المؤتمر المشبوه المقاصد، فلا وألف لا لعقد هذا المؤتمر، ويجب العمل على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
لابد للانتخابات، إذا، أن تجري في وقتها المحدد حتى وإن بقي العنف المسلح الجبان مستمرا، فالأمل الوحيد الذي بقي لنا هو إجراء هذه الانتخابات وعلى الجميع المشاركة بها مهما كانت الحالة الأمنية، وعلى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني أن تتضامن مع المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الأشرف، وأن تعمل لجان المدن والقصبات والأحياء على تشكيل فرق من أبناء الشعب لحماية المنتخبين وصناديق الانتخاب، وعلى الجميع أن يكونوا واعين لخطورة تأجيل الانتخابات لأنها ببساطة سوف تكون سببا لإعادة البعث من جديد للعراق، وهنا مكمن الخطر الحقيقي، وهو الهزيمة الكبرى والنهائية للشعب العراقي.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق
- أيلول الدامي في العراق هروب نحو الجحيم
- المطلوب مسودة لقانون الاستثمار في صناعة النفط والغاز
- رد تأخر بعض الوقت على علاء اللامي
- القوائم المغلقة الأسلوب الأمثل للانتخابات في هذه المرحلة
- محاولة خنق هيئة إجتثاث البعث بكيس بلاستك
- كيف يمكن أن نفشل إستراتيجية البعث القذرة
- فضائية العربية عينها على الحصة التموينية للعراقي
- إستراتيجية البعث احلاف محرمة وزوابع بأسماء مختلفة
- هل نحن مشروع للذبح الجماعي من قبل البعث لم ينتهي بعد؟
- ماذا بعد النجف؟
- عائدات العراق من النفط تتضاعف كنتيجة لأعمال التخريب
- الأعور الدجال يستبيح العراق
- ثقافة الكذب من جديد، أغلب الظن تؤسس لنظام شمولي جديد
- فهمي هويدي يسيء للمراجع الشيعية
- شرح لشروط الصدر العشرة
- إجتثاث الفكر الشمولي 4 -4 قوانين ضرورية لإنطلاق عجلة الإنتاج ...
- الوطنية تعنى الولاء للعراق وليس لإيران أو العرب


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟