أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - مجنون، أحب غزة ورقص في ساحاتها














المزيد.....

مجنون، أحب غزة ورقص في ساحاتها


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


خطرت لي فكرة أصابتني بالرعب بعد أن عثروا عليه جثة في أحد بيوت غزة التي أحبها ورقص في ساحاتها ولعب مع أطفالها، ماذا لو فوجئت بأمه بباب بيتي؟ ماذا سأقول لها؟

في اللقاء الأخير الذي جمعني بفيتوريو أريغوني، كان يجلس وعلى ركبتيه جهاز حاسوبه المحمول، يلف رقبته بالكوفية الفلسطينية السوداء والبيضاء كعادته، وكنا نجلس على مقربة منه، ونغني، وفجأة، ألقى بالحاسوب دون اكتراث، وتوسط الحلقة التي نجلس فيها وبدأ بالرقص، وظل يرقص حتى انهار من التعب.

وشومه الغريبة على ذراعيه وبقية جسده فلسطينية بمعظمها، حنظلة، كلمة مقاومة... إلخ، وهو لم يكن شخصاً معلّقاً في الفراغ، فقد جاء إلى غزة قبل ثلاثة أعوام قادماً من جنين التي جاءها قادماً من مخيمات لبنان.
رفض أن يغادر مع من غادروا أثناء الحرب على غزة، وفي تاريخ وجوده في غزة، حصل على محبة جميع من عرفوه ـ وهم كثر ـ وجلهم من الأطفال، وأربع إصابات تناثرت على خارطة جسده من القصف الإسرائيلي، لقد كان فيتوريو فلسطينياً بامتياز.

قصةُ إسمه بسيطة للغاية، فقد أراد أن يلفظ الناس اسمه بسهولة، فلم يعتد أهل غزة على اسم فيتوريو، فقام بتبسيطها، فيكتور، ولم تكن لديه مشكلة في ذلك، لم أرَ في حياتي أجنبياً منتمياً إلى فلسطين مثلما كان فيكتور، فقد اتصل به والده المصاب بالسرطان، وطلب منه القدوم إلى ميلانو كي يراه قبل أن يموت ـ المقصود موت الأب طبعاً ـ لكنه أجاب إجابةً قاطعة: أنت ستجد من يعالجك في ميلانو، أما في غزة فالناس ليس لديهم هذا الترف، ولم يسافر.

تحت ضغط أمه والعائلة، قرر أن يسافر ليراهم قبل أيام قليلة، ورفض أن يغادر عن طريق إيرز ليسجل موقفاً تاريخياً بالنسبة لمتضامن، وأخذ يؤجل سفره عن طريق المعبر لأن احتمالات قيام حرب جديدة على غزة كانت قائمة، لم يكن يريد أن يشهد الحرب من بعيد، وقبل ثلاثة أيام من موعد سفره، تغيب فيكتور عن الحفل، بهياً كنجم، ورجلاً كما يكون الرجال.

لست أكتب كي نبكي معاً على فيكتور، فكل من له رملة من إحساس سيبكي بلا شك، ولكني أكتب لأسأل سؤالاً واحداً: بعد أن ننتهي من البكاء ومن طقوس الجنازة الوهمية ومن إشعال الشموع من أجل روحه، وبعد القبض على قاتليه ومحاكمتهم، هل فعلاً ستكون غزة هي نفس المدينة التي كانت قبلَ مجيئه ورحيله بتلك الطريقة الدرامية العالية؟

أما قصة مقتله، فتلك حكاية أخرى، لا أريد الحديث عنها.



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليلٌ مما ستقولُهُ غزة عما قليل
- حكاياتٌ من بلادٍ ليستْ على الخارِطةْ
- حليمةُ تُعِدُّ الشاي
- أسرارٌ للمعْرِفَةْ أو مدينةٌ للتجربة
- مَنْ هذا؟
- حِيْنَ يَأْخُذُكِ النُّعَاسُ
- رجلٌ وامرأةٌ وصباحٌ لا يمكنُ تفسيرُهُ
- الأَرْنَبُ الَّذي لَمْ يُعْجِبْهُ اسْمُهُ قصة للأطفال
- كي لا تُحبَّكَ الغجريَّةُ
- برافو قناة الجزيرة
- أمُّهُ قبل الفجر تماما
- قلتُ: وحّد مزاجك
- أيها الكافر محمد بوعزيز
- أسيل وحيدا وحيدا
- أما أنا فسأشاهد فيلما لجاك نيكلسون ولن أتذكر الحرب مطلقا
- لأنَّكِ حبيبتي أنا من أنا
- وسأدّعي أنه النوم
- في الكتابة
- البنت التي لم تعرف انها ماتت
- عن المرأةِ والنايات


المزيد.....




- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - مجنون، أحب غزة ورقص في ساحاتها