أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ردة غولدستون















المزيد.....

ردة غولدستون


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا أردنا التأكد من الحالة النفسية التي صيغت من خلالها عبارات ارتداد ريتشارد غولدستون فما علينا سوى استرجاع الحالة النفسية للبروفيسور ألبرت آينشتين في أواخر أيامه، كما عبرت عنها كلمات رسالة وجهها إلى أحد الأصدقاء. فبعد التوهج الساطع، إذا بالعجوز يقررعاجزا: " سأظل مقيما هنا (بالولايات المتحدة) بقية حياتي ، عازلا نفسي كلية عن الآخرين قدر استطاعتي. إن كل ما أحاول عمله في المجال الإنساني يتدهور بشكل ثابت إلى كوميديا سخيفة ". إنها الحصيلة الدرامية لتجربة العالم الشهير مع الحركة الصهيونية . بدأ التعاون بين الطرفين منذ عشرينات القرن الماضي لاستغلال النفوذ الأدبي الكاسح لصاحب النظرية النسبية، وتواصل..شكلت الصهيونية في حينه أقلية في الأوساط اليهودية. في ثلاثينات القرن بدأت العلاقة تتدهور إلى حالة حوار الطرشان : آينشتين يتحدث عن صهيونية ثقافية تتعايش مع العرب في دولة واحدة ويبشر أن مشروعه قيد الإنجاز، بينما الحركة تشحن أنصارها بالكراهية العنصرية وتعد المواد اللازمة للفوز في صراع دموي يطهر البلاد من العرب. تفاصيل خيبة الأمل مع المكاشفة وتفاقم حالة العداء بين الطرفين، والتي أسفرت عن صقيع عزلة البروفيسور تعدى إطار طبيعة الدولة الصهيونية إلى مجال صراعه غير المتكافئ مع عراب الحركة ، التجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة، حين شرع حملته ضد استخدام العلم في التدمير والقتل بالجملة. المقال لا يحتمل الإبحار في لجج الموضوع ؛ لكن من المستحسن الاستدلال على صقيع عزلة فرضت على القاضي الشهير غولدستون.
نقول ردة غولدستون من قبيل المجاز ، فالرجل لم يخف صهيونيته، لكن إسرائيل ارتعبت من تعيينه لأنها تعرف جريمتها، و شهادته، على أي صيغة جاءت غير مجروحة, وقال إثر صدور التقرير، " أريد إنقاذ إسرائيل من جنونها"؛ وها هو ينكص عن مشروعه الإنقاذي. يصح القول أن إسرائيل لم تكسب من ردة القاضي بقدر ما نزف من سمعته كقاض نزيه. فهو نصر هزيل أحرزته إسرائيل حسب توصيف إيتان هابر المحلل السياسي بصحيفة "ييديعوت أحرونوت". إن كلمات الأسف التي كتبها القاضي لا تثير سوى استجابة من كلمتين : "من يهتم ؟" أو (على بال مين) . فالإسرائيليون يحسون أن التقرير أو غيره عديم الأثر، في زمن يضيق فيه الحصار السياسي ويكاد يخنق إسرائيل؛ فما يجري في الوقت الراهن لا علاقة له بتقرير غولدستون. والعالم يريد إسرائيل مغايرة. العالم تشغله مشاكل من نمط الإشعاع النووي في اليابان ، سفك دماء الليبيين، الثورات الملتهبة في الشرق الأوسط . فمن هذا المسمى غولدستون؟ كما تساءل المحلل السياسي الإسرائيلي.
إذن هزال المردود في ردة غولدستون فيما كتبه بصدد التقرير المسمى باسمه، يتجسد في مجالين: أولهما النصر الصغير المتحقق لإسرائيل. في هذا الصدد، وعلاوة على ما ورد في التحليل السياسي المشار إليه أعلاه، أوردت مجلة "ميديل إيست مونيتور" على لسان هينا جيلاني، المحامية وداعية حقوق الإنسان ، قولها " إن تقرير الأمم المتحدة لن يطرأ عليه أي تغيير". وقال مجلس حقوق الإنسان في جنيف إنه سيواصل التعامل مع التقرير كوثيقة شرعية . وأن على غولدستون أن يقدم طلبا رسميا لسحب التقرير ، كما صرح الناطق بلسان المجلس سيدريك سابيي." لن يسقط الشرعية عن التقرير أي عملية أو إجراء يحظى بالقبول".
مما ساقه غولدستون لتبرير ردته ان الجيش الإسرائيلي أجرى أربعمائة تحقيق في تجاوزات الجنود، بناء على طلب التقرير المسمى باسمه؛ بينما لم تجر حماس أي تحقيق. وهذه حجة واهنة؛ ردت عليها منظمة بيتسيلم، بلسان الناطقة باسمها ،ساريت ميتشيل، أن إسرائيل فشلت في إجراء تحقيقات شفافة مستقلة ودقيقة. "لم نتمكن من الحصول على المواد التي اعتمدت عليها تحقيقات الجيش الإسرائيلي ، ونحن بذلك لسنا مؤهلين للحكم على نوعية التحقيقات أو مصداقية ما تم التوصل إليه" . ولم يزل قائما ويحتفظ بالمصداقية اتهام التقرير بأن إسرائيل قد اقترفت جرائم حرب وأنها استعملت أسلحة محرمة دوليا على نطاق واسع واستخدام الدروع البشرية.
والمعلم الثاني لعدم مصداقية النقد الذاتي الذي مارسه غولدستون وبالتالي هزال مردوده على إسرائيل عبثية استناده إلى ثبوت انعدام النية المبيتة في توجيه الضربة للعائلة الفلسطينية وقتل أكثر من عشرين فردا بسبب سوء فهم رسالة استخبارية. فهذا لا يسقط التهمة؛ بل يسقط غولدستون في شرك التضليل؛ يعترف غولدستون ( ويا لها من شجاعة ينطوي عليها الاعتراف ) أنه أخطأ إذ استخلص أن إسرائيل تعمدت استهداف المدنيين " كسياسة منهجية". فأصل التهمة "اتباع سياسة توجيه هجمات اعتباطية يحتمل أن تلحق إصابات بين المدنيين" وليس تعمد إصدار أمر عسكري باغتيال المدنيين. من الغرابة أن يقيم رأيه المراجع بناءً على التحقيقات العسكرية، رغم عدم الإعلان عن بينة من هذه التحقيقات تنقض ما ورد في التقرير؛ حيث أن مجرد تعريض المدنيين للخطر يعتبر جريمة كذلك. علاوة على أن جماعة كسر الصمت من الجنود الإسرائيليين المسرحين قد جمعوا عددا كبيرا من الشهادات التي تؤكد تسلمهم تعليمات من قادتهم بتنفيذ عمليات بلا أدنى اهتمام بالخطر الذي تحمله للمدنيين الفلسطينيين. ومن الشهادات ، كما نقل الصحفي الإسرائيلي جوناثان كوك في مقال نشره موقع (كاونتر بانش4/4/2011) أن إحدى الشهادات تضمنت استعمال جنديين طفلا ابن التاسعة درعا بشريا ، الأمر الذي أسفر عن إدانتهما والحكم عليهما بالحبس ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ!! يضاف لهذا منشورات وزعها الحاخامات العسكريون على الجنودـ وواضح انها وزعت بمعرفة قيادة الجيش ـ وفيها يحرضون الجنود في غزة على عدم إبداء الرأفة بالفلسطينيين وحماية أرواحهم مهما كلف الثمن.
أما العامل الجوهري لضعف مردود رجوع غولدستون فيتجلى في ظروف إقليمية ودولية تعرض إسرائيل لضغوط لا تنقذها منها مقالة كالتي حملت اسم غولدستون: الثورات في المنطقة والحملة العالمية ضد إسرائيل والمطالبة بنزع شرعيتها. والحملة رد فعل على التوحش الرأسمالي المتجلي في سياسات إسرائيل واندماجها مع مشروع الهيمنة الكونية للولايات المتحدة الأميركية. واخطر مظاهر الحملة أن القائمين عليها هم من شاكلة غولدستون لا تلحقهم تهمة اللاسامية . إذ يشارك في الحملة العالمية ضد إسرائيل يهود على درجة عالية من الشهرة والتميز.
أورد الموقع الإليكتروني " ميديل أيست اورغ"، وهو موقع يشرف عليه مثقفون أميركيون مناهضون للعولمة، كان من بينهم إدوارد سعيد، أنه في كل يوم ، ينبري المزيد من الشخصيات اليهودية المشهورة ـ كتاب ، فنانون ، اكاديميون ـ ويصفونها بالدولة العنصرية والكيان الكريه وغير الإنساني، الذي يتوجب تفكيكه . والكثيرون من هؤلاء يقومون بأدوار ريادية في الحملة العالمية لنزع الشرعية عن إسرائيل؛ ومن شأن هجماتهم التي لا تتوقف أن تضع حدا لسيادة دولة إسرائيل. فنانون إسرائيليون، انضم من إسرائيل كل من الفائز بجائزة الدولة التقديرية ديفيد تارتاكوفر، المغنية رونا كينان والشاعر مائير وايزيلتير وغيرهم إلى المعركة المناهضة لقانون معاقبة دعاة مقاطعة إسرائيل. وقال الكاتب سيفي راشليفسكي ان إسرائيل تتصرف كدولة إجرام. وفي هرتسيليا تثور ضجة ضد إطلاق اسم الفيلسوف الأكثر نفوذا في إسرائيل ، يشيعياهو ليبو فيتش، المناهض للاحتلال و الذي صاغ مفهوم " النازيين اليهود" وأطلقه على الجيش الإسرائيلي.
وتساءل جورج ستاينر ، الذي يعتبر أهم ناقد ادبي في العالم فيما إن كانت إسرائيل ستظهر إطلاقا في بلد غير فلسطين . أما إريك هوبسباوم ،أحد أعظم المؤرخين الأحياء، فقد ساند الانتفاضة الثانية باعتبارها حركة تحرر.
ماريك إديلمان ، أحد قادة انتفاضة غيتو وارصو ، وجه رسائل تحية إلى "الوطنيين الفلسطينيين" والمؤرخ الراحل توني جودت ، برز في رفضه حق إسرائيل في الوجود وتنبأ لإسرائيل بمصير إحدى الأقليات الدينية في الشرق الأوسط.
ريتشارد فالك ، مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى الشرق الأوسط ، هو أحد أكثر المنددين بدولة إسرائيل حدة. وهارولد بنتر، الروائي الفائز بجائزة نوبل والمخرج السينمائي كين لوتش ومايك ليي والمؤرخ أيلان بابه هم من أشهر المناوئين لإسرائيل في المملكة المتحدة. والمؤرخ نورمان فينكلستاين أحد أقوى الداعمين في الغرب لحزب الله، وهو يقيم في الولايات المتحدة . وحكاية فينكلشتاين تفضح عزوف أنصار إسرائيل عن مبدأ التحاور والتسامح مع الرأي الآخر . إنهم على شاكلة اليمين الفاشي الذي برز منذ نهايات القرن التاسع عشر، مثال على نكوص الشطر المتنفذ من البرجوازية عن قيم الليبرالية والتنوير.
في هذا المناخ أقام المحافظون الجدد نظام حراسة لممارسات إسرائيل. يجدر، في البداية، التذكير بنبوءة الروائي رون جاكوب من أن "سياسة المحافظين الجدد سوف تتواصل في نهج الديمقراطيين فيما لو فازوا بعد انتهاء ولاية بوش الابن"؛ فنهج بوش تمليه الطبيعة المتوحشه للرأسمالية الأميركية المعاصرة. ونذكر أيضا بجواب هيلين ثوماس، عميدة مراسلي البيت الأبيض سابقا، على سؤال بصدد ما إذا كان الرئيس الأميركي يملك الجرأة في قضية الشرق الأوسط، فأوضحت: "في هذا المجال يفتقد اوباما الشجاعة لأن يصارح الإسرائيليين ويقول لهم: اخرجوا من أرض فلسطين، وتوقفوا عن ضم المستوطنات ومصادرة مياه الضفة الغربية". أكثر من ذلك، فالمحافظون الجدد ينظمون عمليات مطاردة صيد إرهابية ضد الأكاديميين داخل الجامعات الأميركية ممن يظهرون العطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني. وبضغوط من أكاديميين يمالئون الصهيونية الليكودية أمثال دانيال بايبس، وديفيد هوروفيتش طرد من وظائفهم بالجامعات أكاديميون كثر. من ضحايا حملات تفوقت على المكارثية كل من وارد تشرشل الذي طرد من جامعة كولورادو، ونورمان فينكيلشتاين الذي رفضت جامعة دي بول تجديد العقد معه وأفشلت منحه درجة أستاذ رغم الثناء الواسع على أبحاثه وجهوده الأكاديمية. وتدخل من خارج الجامعة لمنع تجديد العقد معه اليهودي الأرثوذكسي ألان ديرشوفيتس، عميد كلية الحقوق بجامعة هارفارد. وفي مقال على موقع كاونتر بانش أورد دانيال كلارد، ضمن قائمة ضحايا المطاردة التي ينظمها المحافظون الجدد، كلا من البرفيسور سامي العريان ،جو كوثيل ،ويليام روبنسون ،ناغيش راد، مارغو راملاـ نانكو، لوريتا كيبهيرش، وكلهم اتهموا ب "انتقاد تصرفات إسرائيل" تجاه العرب. وكانت مارغو متميزة في دراساتها وتدريسها نالت ثناء طلبتها لكن موقفها من الصراع الإسرائيلي جلب عليها المتاعب. ورفضت كلية نيوجيرسي تجديد خدمة ناغيش راد، أستاذ مساعد في قسم اللغة الانجليزية ورفضت إدارتها ترفيعه لمرتبة أستاذ بسبب انتقاداته لتصرفات إسرائيل في الأراضي المحتلة. اما البروفيسورة لوريتا كيبهارت فقد استهدفتها إدارة جامعة نورث أيست إلينويس بسبب مواقفها السياسية وهاجمها صراحة نائب رئيس الجامعة ورفعت ضده قضية تشهير. وتعرض للمتاعب أيضا ويليام روبنسون، البروفيسور بجامعة كاليفورنيا سانتا باربارا، أستاذ الدراسات الاجتماعية والكونية؛ فقد استنكر العدوان على غزة. وطرد عام 1992عالم الآثار توماس تومسون من منصبه كأستاذ علم الآثار في جامعة ماركويث في ميلووكي . وبرر نائب رئيس الجامعة قرار الطرد لعالم يقر له بأنه " من أبرز علماء الآثار وفي طليعة المختصين بالتاريخ القديم لمنطقة الشرق الأوسط... لكن الجامعة تحصل على المساعدات المالية من الكنيسة الكاثوليكية." من الضحايا المباشرين للموقف من إسرائيل كان الدكتور فنكيلشتاين ، وشكلت إحدى فضائح قمع الحريات حتى في الحرم الأكاديمي. هو يهودي،ابن أسرة قضت ضحايا الهولوكوست ونشر كتابا ينتقد توظيف الهلوكوست لاضطهاد شعب آخر. عمل محاضرا بجامعة دي بول الكاثوليكية. وهذا غيض من فيض اضطهاد الأكاديميين المناهضين لممارسات إسرائيل .

كتب محرر "ميديل إيست أورغ "كانت المبادرة بالدعوة لمقاطعة إسرائيل قد استهلها الأكاديميان اليهوديان الشهيران ستيفن وهيلاري روز . كما أن عالم اللغويات نوعام تشومسكي ، " العراب الثقافي" لحملة مناهضة إسرائيل ، يسعي لإلغاء دولة إسرائيل . والفيلسوفة اليهودية جوديث بتلر تقود الحملة من اجل سحب الاستثمارات في إسرائيل. و مجلة تيكون ، التي يرأس تحريرها ميشيل ليرنر، والتي ربما تعتبر الأعنف هجوما ضد إسرائيل تنظمها مجلة تصدر تحت إشراف يهودي؛ وفي إسرائيل ينشط " الكنعانيون الجدد"، حاييم هانغبي وميرون بينفينيستي ، اللذين توصلا إلى الاستنتاج بأن "إسرائيل لن تستمر طويلا كدولة يهودية". وفي باريس يقوم بالتحريض ضد إسرائيل الكاتب ستيفان هيسيل يهودي الديانة ، وكتبه من الأكثر مبيعا في فرنسا.
يجري التقليل من الضرر الذي ألحق بسمعة إسرائيل من قبل أمثال هؤلاء المثقفين . حقا فدعايتهم قوية التأثير. لكن المصيبة تكمن في الوضع غير الديمقراطي الذي يسود أوروبا ؛ حيث الرأي العام مناهض لإسرائيل ، لكنه لا ينعكس في السياسات الرسمية . ويمكن تتبع تشكل هذا التناقض واستمراره في البيات الشتوي الطويل الذي ساد العالم العربي. وما الثورات المتفجرة إلا "تأكيد الكرامة العربية" حسب تعبير إيلان بابه، صاحب " التطهير العرقي في فلسطين". يمضي ، المورخ اليهودي الشجاع في مقابلة هامة أجراها معه فرانك بارات ، منسق محكمة راسل حول فلسطين ، والذي يعد لجلسة تالية للمحكمة تعقد في جنوب إفريقيا ، وتتمع إلى شهادات بصددجرائم الأبارتهايد المسندة إلى إسرائيل. قال في المقابلة ، "إنها لحظة حاسمة بالنسبة للغرب ولموقفه الكولنيالي تجاه العالم العربي. وهي المرة الأولى التي أتذكر طوال حياتي ترد أخبار سارة من العالم العربي ويسيطر نمط من الإحساس الحاد بالإيجابية أو الطاقة الإيجابية التي تهب علينا من تلك البقعة. وبصفتي مؤرخا سأظل أتذكر أن من الواجب الحذر ، فهناك العديد من القوى وعدد من الفاعلين ، بمن فيهم إسرائيل ، سيبذلون أقصى طاقاتهم لتغييب هذه اللحظة. غير أنها لحظة درامية وفانتازية اعتقد أنها على المدى البعيد ستؤثر ايجابيا جدا جدا على فلسطين".
يقرن البروفيسور بابِه نتائج الحملة العالمية ضد إسرائيل بتفاعلاتها مع تصاعد الثورات العربية، ثم مع مواقف فلسطينية أشد حزما واندفاعا تتخذ تحت تأثير التطورات العربية. " أود القول أن فزعا شديدا ينتاب أميركا ، وأناسا مهمين جدا في أميركا ، ممن يعتمدون على إسرائيل كي ترشد خطواتهم عبر سياسات الشرق الأوسط ، وكذلك في إسرائيل. إنها لحظة فزع. زرت إسرائيل عدة مرات منذ أن بدأت الثورات ، وإسرائيل تعيش فزعا حقيقيا . فهم يدركون أن الذخيرة الاعتيادية للقوة والديبلوماسية لا تنفع شيئا بوجه ما يحدث في العالم العربي. إنهم فزعون لأنهم يحسون حقا بأن الديمقراطية إن ظهرت بجانبهم وتحت خطاهم فلن يكون بمقدورهم تمرير خرافة أنهم الديمقراطية الوحيدة في الشرق الوسط ، بل أنهم في الحقيقة سوف يرسَّون نظاما ديكتاتوريا عربيا آخر. وهذا من شأنه أن يخلق تفكيرا جديدا في أميركا ، وتفكيرا أميركيا جديدا في أعين إسرائيليين كثر، يحاكي نهاية إسرائيل كما نعرفها .
حقا، إنها سيرورة تتوهج بالاحتمالات الإيجابية تتضاءل حيالها ردة فرد ، ولو كان بوزن القاضي غولدستون.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموطن الأصلي للتوراة(2من)3
- الموطن الأصلي للتوراة
- مع شلومو ساند في كتابه اختراع الشعب اليهودي
- يسفهون الرواية الصهيونية
- مع البروفيسور شلومو ساند في كتابه اختراع الشعب اليهودي حلقة ...
- كيث واينلام في كتابه اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ ال ...
- أعمدة سرابية لهيكل الأبارتهايد
- تتهتكت الأقنعة
- مصر القاطرة
- كشف المستور أم قناع للزيف؟
- هل هي حكومة حرب في إسرائيل؟
- جوليان أسانج وقانون التجسس ومأساة الزوجين روزنبرغ
- ويكيليكس وحرية العبور الإعلامي
- بين حجب الحقائق وهدر العقل الجماعي
- نقد مسمم النصال
- الانتظاريون والانتخابات الأميركية
- في ذكرى ثورة أكتوبر العظمى متى بدأ نقص المناعة ينخر جسد النظ ...
- الطريق الثالث غير عبث التفاوض وعبث العنف القاصر
- الوساطة الأميركية مشكلة وليست الحل
- ديبلوماسية إدارة الصراع وابتزاز التنازلات


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ردة غولدستون