أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيلوس العراقي - الانصياع الى أبغض الحلال














المزيد.....

الانصياع الى أبغض الحلال


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 16:35
المحور: المجتمع المدني
    


الانصياع الى أبغض الحلال
في ضوء ما حدث ويحدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، من انتفاضات على الحكومات تدعو الى الحرية والتخلص من الحكومات، وهذا بحد ذاته هو هدف هذه الشعوب، وهذا حق طبيعي، ولكن ماهو ليس بطبيعي، هو أن يصبح الهدف الوحيد هو التخلص من الحكومات الحالية من دون رؤية واضحة للهدف التالي : وماذا بعد إسقاط الحكومات الحالية ؟ ليس من جواب في اوساط الشعوب المنتفضة.
من دون انتقاص من قيمة التحركات الشعبية، فانها سوف لن تصل الى بر الامان والحرية التي تتصورها من دون وجود الحكام الدكتاتوريين، مثلما لم تكن على بر الامان عند وجود الدكتاتوريين. لأن في بلداننا دكتاتورية اخرى معصومة، الهية تنزل من السماء، وعلى هذه الشعوب أن تعمل بها، مثلما نرى اليوم الفتاوى الالهية على لسان رجال الدين المسلمين العرب المؤيدة (الاخوان والاصولية) او الرافضة (الاصولية السورية) للتحركات.
اين تكمن المشكلة في بلداننا؟
باعتقادي ان المشكلة في جهل شعوبنا لما تريد بشكل شامل وناضج. وفي أحسن الاحوال فهي ستغير دكتاتورية بدكتاتورية أخرى. دكتاتورية عسكرية تدعي العلمانية كذبا وزورا بدكتاتورية دينية اسلامية سلفية. وكلاهما بغيض ولا يطاق، وهذا ما سيحصل اردنا أم لا ، وافقنا ام رفضنا، والسبب يكمن في عدم نضوج الشعوب الاسلامية بقبول اقصاء الاسلام ورجاله واحزابه عن السياسة والحكم. لذا فان كل التحركات الشعبية مع براءتها وعفويتها ولا اريد الانتقاص بالقول بسذاجتها، ولكن هذه هي الحقيقة المؤلمة، انها تحركات ساذجة مع ما لها في الحق في تحسين معيشتها ونوعية السندويج الذي ستاكله وحرية الاتصال والانترنت (فانها اهداف سطحية لا قيمة لها امام قيم الانسان العليا في الحرية والديمقراطية الصحيحة اليوم)، لذلك سوف لن تحقق لا ديمقراطية الشعب ولا حريته الانسانية المتكاملة، وستقع اخيرا تحت شكل دكتاتوري جديد، ليس لانها ارادته بل لانها لا ولم تفقه حركة التاريخ والتجارب التي سبقتها في العالم، وسوف تعيد حياة عبودية جديدة ولكن هذه المرة باصولية (علمانية !) دينية الهية بوصلتها الوحيدة هي الاسلام وليس الانسان. والدليل على سذاجة هذه الانتفاضات هو خلوها من المطالبات الاساسية الوحيدة التي يمكنها ان تقود الى التغيير الشامل للبلدان العربية مثل: فصل الدين عن الدولة والحكم، عدم تدخل الدين ورجاله في صياغة الدساتير الجديدة، حل الاحزاب الدينية، والحركات الاصولية، واصدار قانون بمكافحتها، تحديد الانسان بالمطلق (وليس بالنسبية او حتى بالنسبة لانتماء معين) بأن يكون الهدف، وحياته والمجتمع الانساني الوطني كمصدر للقوانين والحقوق والواجبات. بل نرى بشكل واضح لمن لديه قليل من الرؤية الواعية والعميقة التشديد على ان يكون الاسلام وشريعته هما الهدف ومصدر الحياة والدستور.
من الواضح ان شعوبنا لم تصل بعد الى مرحلة الوعي والشجاعة الكاملين لقول الحقيقة هذه، لكي تتمكن على اساسها المطالبة بحقوق ومطالبات تنبع من هذه الحقيقة الانسانية لليوم ولكل المستقبل، لذلك لا أمل اليوم وفي هذا الوقت ومع المطالبات المرفوعة المجتزأة عن الحقيقة الوحيدة، لكي تصل الامور الى النهايات الاخيرة الواعدةبمجتمعات جديدة.
ولكن مع كل هذا الذي سيراه البعض احباطا للامال الكبيرة، تكمن المعضلة والحلول:
جميل وحسن أن تتخلص الشعوب العربية من دكتاتورياتها، ولكن هذه الشعوب سوف تدخل في مرحلة تجريب حكم الاسلام وشريعته ، وهذا للاسف الذي لا شجاعة لها لرفضه اليوم، ومن ثم ستعاني من جديد من استبداد الاسلام وعدم امكانيته بان يكون الحل والمنهج الصحيح لبناء مجتمع انساني حديث، ديمقراطي وحر بكل معنى الكلمة يكفل الحياة الحرة الكريمة للانسان. وستعتمد الفترة التي ستبقى فيها هذه الشعوب تحت عبودية الاسلام، على هذه الشعوب بالذات، لان المرحلة اللاحقة من التاريخ شئنا ام أبينا هي مرحلة الحكم على الاسلام كحل لقضايا شعوبه أو بقاءه هو وشعوبه تحت نير عبوديته الازلية للانسان واحتقاره للشعوب وحريتها في الاختلاف والتطور.
أعتقد ان الهدف ليس القضاء على الاسلام ، ولكن المشكلة في ان الاسلام يعتقد ويتخيل بانه قد سلم المقاليد الالهية للتحكم بالانسان. لذا يمكن القول بان على المجتمعات الاسلامية ان تحصر الاسلام في داخل جدران المساجد ان كانت تريد خير الدين، اما اذا كانت تصر على أن يتحكم الاسلام بحياة الشعوب، وهذا معاكس لحركة الحقيقة التاريخية والمعاصرة، فستذبح الاسلام بيديها من دون تدخل اجنبي ومن دون أي مؤامرات. لأن الاسلام والحرية والديمقراطية الشعبية لا يجتمعوا ولا يمكن ان يجتمعوا، بل بينهما عداوة.
ستختار الشعوب المنتفضة أبغض الحلال وهو الاسلام. وموعد هذه الشعوب الاسلامية المغلوب على أمرها في التغيير الحقيقي والصحيح، في تنفس الحرية يوم ستصرخ: لا للاسلام ولرجاله ولاحزابه. والا فستبقى تعاني من روائح القهر والاستعباد والظلم بسبب الدين. مع امنياتي للجميع بالحرية وهواءها العليل والنقي، من دون اي رائحة لاي شكل من اشكال عبوديات الديكتاتوريات العسكرتارية والمخابراتية أوالدينية.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيولد من هذه الانتفاضات ؟
- من وحي مقالة المجد للحب
- من طيار انتحاري الى نحات
- طارق عزيز أنقذ رأس نزار قباني
- خواطر من مذكرات دلوعتي داليدا
- سجن أبو غريب في روما
- ومن الأدباء من يخترع ويتنبّأ
- تعليم من أجل الحب
- تأملات في الطاقات الحارقة
- لست هندياً
- نموذج من شخصيات عالمية
- لبيبة بيت القربان
- مغامرات - تن تن - باللغة الآرامية لأول مرة
- آن أوان النخب العراقية المخلصة
- مسلمون حلّوا محل الله


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيلوس العراقي - الانصياع الى أبغض الحلال