أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيلوس العراقي - من طيار انتحاري الى نحات














المزيد.....

من طيار انتحاري الى نحات


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


من طيار انتحاري الى نحات
أحب أن أشارككم بشيئ بسيط عن رجل ياباني Kengiro Azuma اشترك في الحرب العالمية الثانية وكان قد قرر أن يكون انتحاريا، ولكن الحرب انتهت ليصبح من أكبر النحاتين في ايطاليا واليابان وغيرهما، ربما تنفع تجارب الآخرين الذين سبقونا، لكي تكون حافزاً لمن يدعون الشباب الى الموت والانتحارات التي لا طائل منها، ولمقاومات تافهة مهما كانت عناوينها، لا تخدم سوى الاغنياء من قادة المقاومات الذين يجيشون الشباب للموت ويزيدون فقر الفقراء وتعاسة أوطانهم.
سوف لن أزيد أكثر على المقال ادناه الذي أنقله بتصرف عن مجلة(اماكن اللا نهائي) – Luoghi Del’Infinito الصادرة في عام 2004 في ايطاليا.(وبالامكان الضغط على مفتاح البحث في جوجل باسم النحات لمزيد من القراءات حوله).
{كان لدي من العمر 17 سنة فقط حينما دخلت في اكاديمية الطيران الحربي للقوات البحرية اليابانية . الحافز لدخولي، كان حبي العظيم الذي أكنه لموطني اليابان. حاربت في فترة السنة والنصف الاخيرة من الحرب العالمية الثانية كطيار حربي، وفي الاشهر الاخيرة منها قررت أن أصبح طياراً انتحارياَ.
وفي الاشهر الاخيرة من الحرب بقي الجيش من دون معدات وعتاد فقد نفذت كلها بشكل كبير وبقينا طيارين وطيارت فقط . اخترت ان أموت في سبيل الهنا الامبراطور، ولو كان قدّر للحرب أن تستمر لعشرة ايام اخرى لكنت أتممت وعدي باختياري أن أموت من أجل الله (الامبراطور) واليابان ولقصفت نفسي وطيارتي في باخرة حربية اميريكية. لكن الحرب كانت قد توقفت.
عدت الى بيتي من جبهات الحرب، أعيش ، صحيح، لكن فقط من الخارج، لأني في داخلي كنت أشعرني ميتاً. لقد فقدت كل شيء وفقدت حتى ايماني. كنت اؤمن ايمانا من كل أعماقي بالوهية الامبراطور الى حد التضحية بحياتي في سبيله. اكتشفت بأن: محقني انسانُ مثلنا.
من دون الايمان، بقي جسدي لحما وعظما ودم، أما النفس فكانت قد غادرتني. شعرت بشكل مطلق بأنني فارغ.
بعد مرور أشهر مظلمة سوداء مليئة بالتعاسة في داخلي، أتتني فكرة: "جميل – قلت لي – أن أصبح فنانا".
وجدت في الفن مساحة من الهدوء والطمانينة، خاصة أني أنحدر من عائلة لديها مصاهر لصهر وصب البرونز، مهنة وإرث عائلي أباً عن جدّ ، فلطالما قامت عائلتي بصب الأجراس والتماثيل لبودا وتماثيل للحيوانات، من دون جدال فكانت عائلتي من الأشهر والأفضل في كل اليابان. وربما لهذا السبب اخترت أن أكون مثالاً للتماثيل.
في عمر ال 24 سنة سجلت في كلية الفنون في طوكيو وأكملت دراستي في أربع سنوات في عام 1956. وفي نفس السنة حزت على بورصا للدراسة في ايطاليا، وذهبت الى (بريرا- ايطاليا)، وكنت مغرماً باعمال النحت للنحات الايطالي مارينو ماريني، الذي أصبحت فيما بعد مساعداً له لمدة 40 عاماً، لغاية موته.
رغبت أن أكون نحاتاً – مثّالاً - لكي أملأ بالعمل والبحث الفني الفراغ الذي كان قد تولّد في داخلي واعماقي. وبانجازي عملاً بعد عمل ، فهمت بان الجزء غير المنظور في كياننا وجسدنا ليس بأقل أهمية من ذاك الذي هو منظور.
وفي هذه السنوات الخمسين من العمل، حاولت وجهدت باستخدامي المادة ، لتحويل ما هو مهم فينا وفي داخلنا - وفي داخل كل هذا الكون- ليكون منظورا ومحسوساُ في هذه المادة}.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طارق عزيز أنقذ رأس نزار قباني
- خواطر من مذكرات دلوعتي داليدا
- سجن أبو غريب في روما
- ومن الأدباء من يخترع ويتنبّأ
- تعليم من أجل الحب
- تأملات في الطاقات الحارقة
- لست هندياً
- نموذج من شخصيات عالمية
- لبيبة بيت القربان
- مغامرات - تن تن - باللغة الآرامية لأول مرة
- آن أوان النخب العراقية المخلصة
- مسلمون حلّوا محل الله


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيلوس العراقي - من طيار انتحاري الى نحات