أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - لنلغ هيئة النزاهة














المزيد.....

لنلغ هيئة النزاهة


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 11:40
المحور: كتابات ساخرة
    


بين آونة وأخرى تثير هيئة النزاهة زوبعة إعلامية كبيرة بخصوص حجم الفساد المالي والإداري الذي ينخر جسد الدولة العراقية.. حتى ليخيل للمرء أن الأمور ستسير باتجاه الضرب على أيدي المفسدين والفاسدين المنتشرين في جميع مفاصل الدولة الذين يمارسون دور(الأرضة) في تقويض أساساتها.. بين آونة وأخرى تفتح هيئة النزاهة باباً لهواء أكثر نقاء وطهراً نستنشقه بعيداً عن نتانة الفساد التي أزكمت الأنوف وأضاعت على البلاد والعباد فرصاً ـ بعضها يمر مرّ السحاب ـ للتقدم والرفاه والأمن والنور. غير أن ما يلفت النظر في هذه الزوابع الإعلامية أنها ما منعت مفسدا ولا قطعت يد باغ ولا أقالت مرتشياً ولا سجنت سارقا ولا لاحقت مالا سُرق في وضح النهار.
مثير للضحك حد البكاء والعويل واللطم وشق الجيوب ضخامة وكثرة ملفات الفساد الكثيرة الهائلة التي تدعي هيئة النزاهة امتلاكها من دون أن تمتلك أي قدرة في إيقاف هذا النزف الهائل والمستمر للأموال، والهدم المتواصل لمؤسسات الدولة سوى أن تكون سلاحا بيد الكتل النيابية المتصارعة.. سلاح يوجهه بعضها ضد البعض الآخر يزيد من عمق الشرخ الكبير في الثقة الذي تعانيه هذه الكتل في علاقاتها مع بعضها ويُفقد ثقة الناخب بالكتلة التي انتخبها.. ناخب محبط يائس يشعر بدناءة المساومات التي تجري ـ دوماً ـ في ظلام ليل طويل عجزت إياد ادعت نظافتها عن فتح كوة لضوء شحيح!!
هيئة النزاهة ولدت ـ بفعل قانونها حيناً وتوافقات الكتل السياسية حيناً آخر ـ مشلولة عاجزة، غير قادرة على الفعل.. هيئة النزاهة ليس لها من عمل إلا تصريحات صحفية تتصدر عناوين الصحف والفضائيات.. هيئة النزاهة لا تحسن سوى لسان يتكلم لجسم فقد جميع اعضائه، ولا هدف، اللهم إلا إذا كان نكأ جراحنا وتعميق مأساتنا بزوابعها, وفي هذا نعترف أنها نجحت كثيرا وأجادت دورها بفعالية!!
ما زالت لجنة النزاهة تصارع من أجل تعديل قانون توأمها الهيئة من دون أن تصل ـ لغاية الآن ـ إلى تشريع قانون جديد لها يضمن إطلاق يدها المقيدة بسلاسل تجعل من عملها مقتصراً على إلقاء القبض على موظف أو موظفة صغيرة لا سند لهما ولا ظهر أخذا رشوة لتمشية معاملة ما، أو فضح عصابة زورت الآلاف من الشهادات الجامعية لمسؤولين حكوميين كبار من دون فضح أصحاب الشهادات المزورة.. ما زالت لجنة النزاهة تكافح ـ من دون نجاح يذكر ـ بفعل سياسات المحاصصة والتوافق وحكومة الشراكة أو المشاركة.. سياسات لم يعد لها من معنى سوى تقاسم مكاسب سلطة وثروات وطن ينزلق نحو ظلام أكثر عتمة ويتنشق مواطنوه هواءً أكثر فساداً وتلوثاً!!
نقترح إلغاء هذه الهيئة التي لم تكن قادرة على تحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها، توفيرا للمال العام الذي يُنفق هدرا على هيئة يتقاضى أفرادها رواتب ضخمة تكلف موارد الدولة كثيرا, بالإضافة إلى أن المواطن المسكين سيكسب- بإلغائها- راحة البال من دون وجع الرأس والألم الذي تسببه تقاريرها, وسترتاح العملية السياسية والكتل البرلمانية من المساومات والسجالات وتبادل التهم, وأهم من كل هذا وذاك سوف نستر - بإلغائها- أنفسنا أمام العالم كما النعامة التي تدفن وجهها تحت الرمال درءاً للخطر!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهنية والمصداقية والإعلام الموجه
- وطن أوسع من الأحلام
- الدم الملوث!
- آسف.. نحن لا نعتذر!!
- أعيدوا شبابي!
- ثورة قد تفضي إلى ظلام!!
- الإصغاء.. فن!!
- صگر فويلح!!
- دناءة!!
- تعظيم سلام!
- خطر الديمقراطية
- تونس.. قلبي على الثورة
- بعض الهمة والغيرة!!
- رصاص للتشييع!!
- فوضى الخطط وغياب الهدف
- صنّاع القوانين!
- الجنسية وشهادتها
- يحصدون فقط!
- رسوم متحركة
- هيبة الوطن والمواطن


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - لنلغ هيئة النزاهة