أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - الجنسية وشهادتها














المزيد.....

الجنسية وشهادتها


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 09:58
المحور: المجتمع المدني
    


لظروف خاصة بنشأتها، وبسبب من صراع نفوذ بين بلدين مجاورين تبادلا احتلاله ردحاً من الزمن، لجأت الدولة العراقية إلى الاعتماد على ما عُرف بالشهادة العثمانية التي يفترض بها أن تؤكد ـ من دون لبس أو غموض ـ عراقية من يحمل الجنسية العراقية!. شهادة استخدمتها الدولة العراقية التي تشكلت بعد ثورة العشرين في إقصاء كثيرين عن الوظائف العامة، فضلا عن تهجير ونفي آخرين مع عوائلهم، ويقال إن بعض العوائل ـ لأسباب خاصة ـ اضطرت الدولة إلى منحها هذه الشهادة لكنها عمدت إلى وضع إشارة خفية يعرفها الأمنيون تشير إلى أن هذه الشهادة غير مستوفية للشروط، وإن من يمتلكها مشكوك في انتمائه( وربما ولائه) للوطن!!
بعد نيسان 2003 تغيرت كثير من القوانين، واستبدل دستور البلاد وعلمها ونشيدها الوطني.. تغير قادة وساسة البلد.. تغيّرت أشياء كثيرة لا مجال لحصرها وإحصائها.. غير أن العثمانية ما زالت صامدة على أنها الشاهد الوحيد على عراقية أي مواطن مهما عاش أجداده(إلى سابع ظهر) على هذه الأرض ومهما سفحوا من عرق ودم في سبيله.. ما زالت الجنسية التي تستصدرها مديرية الأحوال المدنية التابعة للداخلية العراقية لا تؤكد أننا عراقيون ما لم تكن مشفوعة بشهادة تصدرها الوزارة نفسها تثبت ما هو ثابت في الوثائق الرسمية التي استدعت إصدار الجنسيةّّ!!
أصدر النظام المقبور كثيراً من القوانين والأنظمة التي كانت يقصد منها إضافة أعباء ثقيلة على حياة الناس، وتفتح مسالك وطرق للرشوة والابتزاز، حتى لأضحت مراجعة دائرة رسمية لأي أمر ـ مهما كان سهلاً يسيراً ـ عذاباً وهمّاً.. وما زلنا نتذكر كم كان سهلاً أن تستدعي الحكومة المواليد وتسوقهم إلى مراكز التدريب وجبهات الحرب، وكم كان صعباً مستعصياً نيل ختم التسريح من الخدمة مهما استوفى(المكلف) الشروط وجلب من الوساطات! ولعل أهم ما ابتدعه النظام السابق هو ما بات يعرف بصحة الصدور، هذه البدعة التي تعيد أي معاملة رسمية إلى البداية ونقطة الصفر أو (خط الشروع) كما كان يحلو لرأس النظام المقبور أن يتمنطق!
الحكومات التي تعاقبت بعد 2003 جميعها تلعن ممارسات وقوانين وآليات النظام السابق، لكنها لغاية الآن لم تستطع ولم ترغب بتغيير شيء.. فشهادة الجنسية ما زالت شاهد الإثبات الأهم والوحيد على عراقية أي عراقي.. ما زال على أي مواطن يستصدر أي وثيقة أو مستمسك رسمي أن يشفعه بكتاب يؤيد صحة ما ورد فيه.. ما زالت دوائرنا الرسمية تستخدم نفس الروتين الذي يعطي هامشاً واسعاً ومجالاً رحباً للفاسدين والمرتشين.. ما زال علينا أن نقضي ساعات وأياماً طويلة ونصرف أموالاً طائلة وجهداً كبيراً ووثائق ( أصل وصورة) كي نثبت أمام الدولة إن هذا الوطن ـ الذي نسفح عرقنا كل يوم في سبيله، وتراق دماؤنا ( من دون سبب ) على أرضه، وتسفح دموعنا على ما يجري فيه ـ ينتمي لنا كما ننتمي له.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحصدون فقط!
- رسوم متحركة
- هيبة الوطن والمواطن
- لا جديد تحت قبة البرلمان
- سمكة المرور!!
- قدر النساء!
- مات بول.. عاش بول!!
- من أين تأتي رصاصة الموت؟
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - الجنسية وشهادتها