أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد تركي - رسوم متحركة














المزيد.....

رسوم متحركة


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 16:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الرسوم المتحركة "الكارتون" عالم سحري جميل وأخاذ يستحوذ على الاهتمام ويشد الانتباه بسهولة ويسر.. من خلال أبطاله يعيش الاطفال -والكبار احيانا- قصصا لا حدود لمتعتها لأنها غالبا تتنفس خيالا محلقاً ومفاجآت من الصعب توقعها.. لأبطال الرسوم المتحركة حضور واقعي ملموس يتفوقون به على ابطال حقيقيين من لحم ودم، فهل بالامكان -مثلا- ان يفكر طفل ما بألاّ وجود لتوم وجيري وتويتي ودونالد وميكي ماوس وغيرها من الشخصيات الكارتونية التي عاشت -ومازالت- في ذاكرة اجيال متلاحقة؟
الرسوم المتحركة، وان تابعها بمتعة بعض البالغين، وُضعت وصُممت ورُسمت وكُتبت قصصها لتخاطب عقول الاطفال وتداعب مخيلتهم، ولهذا كانت تركز على غرس قيم ومبادئ نبيلة مغموسة بمتعة المقالب والمفاجآت المتنوعة.. ظاهر هذه الرسوم إنها لا تقدم شيئاً سوى المتعة غير أن استعادتنا لمرحلة السبعينيات من القرن الماضي لبعض هذه الرسوم وشخصياتها يشير إلى ان ما كان يبدو بريئا عن اي منهج او تمرير لفكرة وهم خالص.
في سبعينيات القرن الماضي كانت القناة العراقية الوحيدة تعرض افلام رسوم متحركة -من دون تمحيص- لمعسكرين متناقضين تماما في منهجهما وكل واحد منهما يحاول تمرير قيم ومبادئ مختلفة تماما عن الآخر.. ومن يعود بذاكرته الى الوراء يتلمس الفرق البيّن والواسع بين نمطين أحدهما يركز على بطل خارق يستطيع بمفرده ان يقضي على الأشرار وبين آخر يحث "المضطهدين" كي يقفوا معه ويعضدوه ليتخلصوا جميعا من الشرير.
إن كان تأثير هذه الرسوم على الاجيال السابقة ليس كبيرا فذلك لأن ساعات بثه لم تتعد النصف ساعة يوميا، في حين ان الطفل حاليا يتلقى 24 ساعة بث متواصلة من قنوات فضائية عديدة في اغلبها تركز على العنف وتكثر فيها الحروب والاسلحة الفتاكة ومشاهد القتل والدمار والفناء. أبطال هذه الرسوم ليسوا اطفالا عاديين يتفوقون بالدرس والنبل والخلق القويم، انما ميزتهم الكبرى امتلاكهم لقوة خارقة جدا يقضون على أعدائهم بقوة العضلات والسلاح الفتاك، وقد تتضمن هذه الرسوم قصصا للعشق والغرام وتصور لوعة الفراق ومكابدة الشوق كما يحدث بين عاشقين بالغين!
تمرر هذه الفضائيات حزمة من القيم والأفكار والمبادئ الخطيرة والمدمرة بشكل أخاذ وممتع وساحر إلى شريحة يسهل استهدافها لأنها من دون حصانة فكرية، فعقل الطفل صفحة بيضاء يمكن أن ننقش عليها وننحت ما نشاء أو يشاء آخرون.. وعلى الرغم من أن هذه الرسوم المتحركة التي تعرضها فضائياتنا العربية في مجملها صناعة غربية يجد المراقب أن مسؤولي هذه الفضائيات يعمدون إلى اختيار ما يركز على العنف والقتل فقط، في حين يتم تجاهل أفلام أخرى تقدم موضوعات تركز على المتعة البريئة والشخصيات الوديعة اللطيفة التي تنقش في عقل الطفل ووجدانه قيم الحق والخير والجمال.. لست ضحية لعقدة الشعور بالمؤامرة لكن هذه الانتقائية تثير الحزن والألم والامتعاض، وقبل ذلك الشك والريبة.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيبة الوطن والمواطن
- لا جديد تحت قبة البرلمان
- سمكة المرور!!
- قدر النساء!
- مات بول.. عاش بول!!
- من أين تأتي رصاصة الموت؟
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود
- ثلاثة كراسي!!
- فصل عشائري!!


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد تركي - رسوم متحركة