أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد تركي - هيبة الوطن والمواطن














المزيد.....

هيبة الوطن والمواطن


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 14:22
المحور: حقوق الانسان
    


نافشاً ريشه، كطاووس أو ديك رومي، يتجول السائح في بلاد ليست بلاده، وكونه غريبا تحتفي به الدول والمدن التي يزورها، تحفظ حقوقه وكرامته ويُمنع عنه تطاول السراق و"القفاصة"، وان تعرض لسوء معاملة فان شكوى بسيطة لسفارة بلاده كفيلة برد الاعتبار له.
مواطنو أي دولة محترمون حيث يسيحون أو يدرسون أو يعملون في أي بلد شاؤوا شرط أن يحملوا جواز سفر شرعياًَ وتصاريح قانونية، مهما كانت الدولة التي يحمل جنسيتها صغيرة الحجم أو ضئيلة التأثير أو فقيرة الموارد.
أما العراقي فحيث يذهب ولأي غرض كان، هجرة، سياحة، علاجاً، طلباً للعلم، فإنه مشكوك بأمره ـ في أفضل الأحوال ـ مهان مهدور الكرامة، يتعرض للنصب والاحتيال من دون أن يحميه قانون البلد الذي يزور أو وطنه الذي غادره، جواز سفره المختوم لا يُعترف به على الرغم من تأكيد الحكومة انه شرعي وقانوني، يترك ساعات ـ وأحيانا أياما ـ محتجزاً في صالات المطارات أو بوابات الحدود انتظارا لتأشيرة دخول قد لا يحصل عليها في نهاية المطاف، تفرض عليه قيود وتوضع أمامه عراقيل لم توضع أمام مواطن بلد آخر، وان أسعده الحظ وحصل على التأشيرة فانه يلاقي الكثير من العنت والعسف والهوان من سلطات البلد الذي يزوره ومن مواطنيه أيضا حتى في بلدان كان العراقيون فيها احد أسباب رخائها وغنى اقتصادها، بلدان استقبلنا الآلاف من مواطنيها بالحب والتعاطف وتعاملنا معهم كإخوة أشقاء وكنا لهم وطنا حين قذفت بهم أوطانهم، وبيتا حين كانوا بلا سقف يؤويهم.
لأكثر من مرة تتعرض وفودنا الذاهبة لمحفل دولي أو إقليمي ما للمهانة وهدر الكرامة، لأكثر من مرة يعزف على مسامعنا نشيد "وطني" رغبنا عنه واستبدلناه منذ زمن بعيد، لأكثر من مرة وفي أكثر من ملتقى يصفعنا أشقاؤنا وهم يحملون صورة الطاغية الذي احرق الوطن وقتل وشرد أبناءه، لأكثر من مرة ترفرف أمامنا راية استباحت دماءنا نجومه الثلاث، لأكثر من مرة يُعامل باستخفاف وإذلال كبار المسؤولين وتبقى طائراتهم محلقة (لا حاطة ولا طايرة) تمنعها الأجواء من المرور وترغمها على الرحيل إلى أجواء أخرى تمارس عليها نفس التعنت والاستخفاف، لأكثر من مرة يُستقبل مسؤولونا بأقل من استحقاقهم كأن يستقبل نائب برلماني صغير وزيراً يمثل حكومتنا التي لا تشعر بخطورة التجاوز على كرامتها وهيبتها ولا تدرك أن هذا السلوك المجافي للأعراف الدبلوماسية يخدش كرامة وهيبة وطن ومواطنين!
كثير من بلدان العالم تعاني مشاكل داخلية وصراعا على السلطة والمناصب، لكن هذا لا يمنعها من أن تكون موحدة أمام أي خطر خارجي أو استهانة مهما ضؤلت لكرامة البلد وأبنائه..
قال المتنبي يوماً:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
وقد سهل على حكومتنا الهوان فأهينت كرامتنا واستعذبت الدول إذلالنا وأضحى كثيرون من أبناء الوطن يخجلون من انتمائهم له، على الرغم من الشعار الذي يتردد دوماً (ارفع راسك انت عراقي)!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا جديد تحت قبة البرلمان
- سمكة المرور!!
- قدر النساء!
- مات بول.. عاش بول!!
- من أين تأتي رصاصة الموت؟
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود
- ثلاثة كراسي!!
- فصل عشائري!!
- سلاحنا المشلول!!


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد تركي - هيبة الوطن والمواطن