أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - عالم سيارات.. سيارات














المزيد.....

عالم سيارات.. سيارات


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3161 - 2010 / 10 / 21 - 14:59
المحور: المجتمع المدني
    


كان حلماً يعجز كثيرون عن تحقيقه، ذلك أن امتلاك(سويويرة) صغيرة لا يتأتى إلا لنفر قليل من المحظوظين من قبيل التجار أو الموظفين الكبار. أما حين يجازف أحدهم بشراء واحدة (على كد فلوسه) فإنه سيقع ـ في الغالب ـ ضحية سرطان يستنزف ماله ووقته وأعصابه، فـ(فلوسه) لا يمكن لها أن تكون ثمناً إلا لسيارة أكل الدهر عليها وشرب.. كان حلماً عرف الطاغية المقبور كيف يستغله، فهو مكافأة من يتطوع وقوداً لحرب عبثية، وهو ديّة لعائلة فقدت ابنها في مغامراته، وهو ـ ولعله الأهم ـ ثمن من باعوا أنفسهم ليكونوا سوطه وآلته وعينه وأذنه ضد أبناء جلدتهم.
بعد الغزو الأميركي وفتح حدود البلاد على مصاريعها، غصّت شوارعنا الضيقة بالآلاف من السيارات التي أذهلتنا موديلاتها وأشكالها وأنواعها وسلبت عقول الكثيرين. ولأنها كانت في الغالب سيارات تم تسقيطها في بلدانها فقد جاءت قطع غيارها على شكل سكراب من الدعامية إلى الدعامية!!
كنا نظن أن أولي الأمر حين ينتبهون إلى خطورة هذا الهجوم الكاسح المدمر من السيارات ويمنعون تدفق سيلها الجارف، سيضعون خططاً سليمة لتقنين دخولها بما يلائم حاجة البلد وسعة الشوارع، لكن ما جرى كان عكس التوقعات والظنون، فقد استشرت حمى استيرادها على الجميع، فما من وزارة أو مجلس محافظة إلا وقد وضع على رأس أولوياته وخططه العاجلة استيراد آلاف منها وبيعها بالتقسيط على فئات محددة لعل أغلبها ليس بحاجة إليها لكنهم يشترونها رغبة في بيعها والاستفادة من فارق السعر بين الشراء والبيع وأحيانا الفارق بين الشراء آجلاً والبيع عاجلاً!
في وقت يتجه العالم من حولنا إلى الاستغناء عن وسائط النقل الخاصة والتركيز على العامة منها لأسباب اقتصادية وبيئية وصحية، يُغرق مسؤولونا البلاد بهذه الوسائط وكأن مشكلة المواطن هي في امتلاك سيارة لا يتسع لها شارع ولا يجد لها مكاناً يركنها فيه، حتى أنها أضحت تنافس المارة على الأرصفة القليلة التي نجت من زحف البسطيات والجنابر والكتل الكونكريتية، وتضيّق على الأطفال فرصة اللعب في الحواري الضيقة لمحلاتنا الشعبية التي أضيف لاكتظاظها بالسكان خنقها بهذه السيارات.
في وقت لا يجد كثيرون سقفاً يؤويهم، ولا يجد آخرون عملاً يعتاشون منه، تركز وزاراتنا ومجالس محافظاتنا جهدها على استيراد السيارات في منافسة محمومة مع وزارة التجارة المختصة الوحيدة، لكأن مشكلة العراقي الأهم ومعضلته الكبرى تتلخص في (سويويرة) لا يستطيع التنقل فيها إلا نادراً.
يقول بعضهم إن هذه السيارات ستوفر عملاً للعاطلين، لكننا نعتقد إن هذه السيارات لا يمكن أن توفر عملاً إذا امتلكها الجميع، غير أنها يمكن أن تكون سقفاً لعائلة لا تستطيع دفع بدل إيجار مسكن أو طردت من بيت عشوائي شرط أن يعمل المسؤولون ـ كما وفروا هذه السيارات ـ على توفير مكان يركن فيه المواطن بيته المتنقل.




#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود
- ثلاثة كراسي!!
- فصل عشائري!!
- سلاحنا المشلول!!
- صير سبع!!
- وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟
- وإذا أوتيتم المنكرات..
- مسؤولونا لا يقرأون!!
- علّمتنا تجارب سابقة
- نعم، نحن متجاوزون!!
- في البدء كان الكلمة
- ما جينة يا ما جينة!!
- حرائق السراق


المزيد.....




- طلاب وناشطون يتظاهرون قرب جامعة جورج واشنطن دعما لغزة
- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...
- شاهد..رأي صادم لواشنطن بعضوية فلسطين في الامم المتحدة!
- ارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة النازحين في قطاع غزة
- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - عالم سيارات.. سيارات