أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟














المزيد.....

وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 11:34
المحور: المجتمع المدني
    


يعتقد كثيرون، وهم غالباً على حق، إن الموت خير من الابتلاء بمرض مستعص، خصوصاً لمن كان ذا دخل محدود بالكاد يفي متطلبات العيش في بلد يشهد تصاعداً وغلاء في كل ما تمس الحاجة إليه. ففضلاً عن ندرة الأطباء الاختصاصيين البارعين في مهنهم، فأن أغلبهم ـ سواء أكانوا بارعين أم لاـ رفعوا أجورهم إلى أرقام فلكية، مستغلين غياباً شبه تام لدور فاعل وحقيقي كانت تقوم به مؤسسات صحية حكومية تغني الفقراء عن اللجوء إليهم، لكونها كانت تنافسهم في مستوى الخدمات وفاعليتها بأجور رمزية.
حين تطأ قدماك مدينة الطب في بغداد، وهي أهم مؤسسة صحية في البلاد، يريحك جداً أن ترى مستوى الاهتمام الكبير الذي بذلته وزارة الصحة في تحديث أبنيتها، فما تراه من نظافة الأرضية ولمعانها والإنارة والتكييف يعطيك انطباعاً أنك في مؤسسة صحية عصرية بامتياز.
انطباع الوهلة الأولى يزول تدريجياً بدءاً من الاستعلامات، حيث الاستقبال الفج والتعالي على المرضى ومرافقيهم، فغالباً ما يتم اختيار وجوه تحسن لبس(الجينكو)، وتستخدم لغة استعلائية تتجاهل مشاعر مريض ينوء بثقل مرضه وبه حاجة إلى ابتسامة ترحيب وكلمة تشجيع..
لا يخفى على أحد انتشار الأمراض السرطانية في العراق بشكل مخيف، ولسنا هنا في سبيل تعدادها أو البحث عن أسبابها، ما يعنينا هو مرض واحد منها فقط هو سرطان الثدي الذي انتشر انتشاراً غير مسبوق دعا إعلام وزارة الصحة إلى تبني حملة إعلامية للتعريف به وبمخاطره وسبل مكافحته، ودعت المصابات به إلى مراجعة مؤسسات الوزارة للعلاج.
وحدة البحث عن أورام الثدي تحتل الطابق الثاني من مدينة الطب، وعلى من أصيبت بورم أن تجلس أولاً في الاستعلامات لغاية الساعة التاسعة صباحاً حيث يبدأ الدوام، وحيث يسمح موظفو الاستعلامات للمرضى بالصعود من دون مرافقيهم(أحياناً) ومن دون مراعاة لأسبقية الوصول، لتشتعل حمى المنافسة بين المرضى أملاً في الوصول إلى باب الطبيب أسرع من الباقين، هناك تحاول النساء الانتظام في طابور أمام بابه، غير أن هذا الطابور سرعان ما تنهيه الفوضى ، فالجميع يرغبن في الدخول أولا، وتشعر بعضهن بالغبن لأنها وصلت المدينة قبل الأخريات لتجد نفسها في نهاية الطابور.. ظهور مساعد الطبيب يقضي على بقية النظام حين يبدأ بجمع أضابير المريضات بصورة عشوائية لعدم اهتمامه بأسبقية الوصول.
لا يسمح لأي مرافق لمريضة بالدخول معها إلى الطبيب، مما يجعل بعضهن يحجمن عن الدخول لكون المرض نسائي في منطقة حساسة يطلب منهن أن يبرزنه للفحص. ولا ندري لماذا لا يزاد عدد الأطباء مع وفرة الخريجين العاطلين، ولماذا لا يتم تعيين طبيبات؟
الرحلة لا تنتهي هنا، فقد يصف الطبيب علاجاً لا يتوفر في صيدلية المؤسسة، لتعود ثانية إلى الطابور فالدخول على الطبيب ليصف لها علاجاً آخر تشتريه من الصيدليات الأهلية.
الارتياح النفسي نصف العلاج من المرض، في حين أن إهمال المريض والتعامل معه بخشونة ووضع العراقيل أمامه يجعله يائساً ومستسلماً يفضل أن يموت في بيته بهدوء على أن يتحمل عذاب وجحيم مراجعة مؤسسة صحية حكومية.
اهتممتم كثيراً ببناء وتحديث المؤسسات الصحية، وصرفتم ببذخ أحيانا عليها.. ما أجمل وأصح وأفضل لو اهتممتم أكثر بالمريض.. الرخام والإنارة وأجهزة التكييف مهمة جداً في جلب الراحة للمرضى، لكنها ليست أهم إطلاقاً من احترامه وتقدير آلامه وأوجاعه والعمل بجدية على تقديم العلاج الناجع له، ونظن أنكم في وزارة الصحة تعرفون ذلك.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وإذا أوتيتم المنكرات..
- مسؤولونا لا يقرأون!!
- علّمتنا تجارب سابقة
- نعم، نحن متجاوزون!!
- في البدء كان الكلمة
- ما جينة يا ما جينة!!
- حرائق السراق
- وضرب لنا مثلاً..
- لا وطن لمن لا بيت له
- معاهد وكليات لإنتاج العاطلين!
- حصة الفقير!!
- إجراءات مشددة!!
- أحلامنا ودول الجوار
- دماء العراقيين..فقاعة!!
- أنت سياسيي،اذن أنت...
- وددت لو أني لم أنتخب
- مفتاح الحكومة..أخضر!!
- قبيل الإنتخابات..أمنية صغيرة
- الانتخابات وجوائز الأوسكار
- الفساد المالي..زينة وخزينة!!


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد تركي - وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟