أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد تركي - ما جينة يا ما جينة!!














المزيد.....

ما جينة يا ما جينة!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 13:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتصور بعض من مسؤولينا ـ أعانهم الله على حكمنا- أنهم إمتداد لخلفاء بني أُمية أو العباس، ليس في أنهم يحكمون باسم الواحد الأحد أو أنهم ظله في الأرض، ولكن في رغبتهم الشديدة بالظهور في صورة المحسن الكريم.. واذا كان الخلفاء يهبون ويوزعون العطايا من بيت مال جيروه لأنفسهم، فإن المسؤولين يوزعون مكارمهم السخية من مال عام باعترافهم، وبتأكيد دستور أسهموا بصورة أو بأخرى في كتابته!!
رغب النظام السابق( لاعطاء الحكومة وجهاً ديمقراطياً، وللخروج من حرج كون الدستور بقي مؤقتاً لعقود) أن يتحول الدستور الى دائم، فشُكلت لجنة لكتابته، وحاولت هذه اللجنة تقليص صلاحيات رأس النظام في إنفاق المال العام، فاعترض ـ سيادته ـ لأن العوام قد تعرض له حاجتها، فيفتح كيس الدراهم ويوزع هباته ومكارمه السخية على من سعُد برؤية طلعته البهية، وتمتع بما منت يده الكريمة من عطاء وعطايا، ففاز بالحسنيين معاً.
وفي لقاء تلفزيوني أبدى مسؤول كبير شدة خجله، وكان عرق الحياء بادياً على محياه، لشحة مخصصاته التي تبلغ 6 مليارات دينار سنوياً، لأنه غير قادر مع هذا المبلغ الشحيح من إيفاء التزامه بمساعدة المحتاجين والفقراء من أبناء الوطن الذين يشكلون ربع سكانه.. خجل من عدم قدرته على تكريم ناد رياضي فاز في محفل ما، أو فرقة فنية استطاعت ان ترفع اسم العراق عاليا، او مريضا يتعين ارساله الى خارج البلاد، كل هذا وغيره على المسؤول الكبير أن ينفق عليه من كيس للدنانير ينبغي ألا ينضب وألا يشح، كيس ممتلئ أبداً تلبية لحاجات دائمة.
من المعيب جداً أن تستمر صورة مشوهة لعلاقة الحاكم بالمحكوم من زمن الخلافة الاموية فالعباسية الى زمننا الحاضر، صورة رسخها النظام السابق في أذهان الناس، بحيث كان كل ظهور للحاكم، يستتبع مئات من اوراق تحمل هموما وحاجات للناس تحاول أن تصل الى يد السلطة لعلها ترفع ظلماً شخصياً، أو تحل مشكلة خاصة.. من المعيب جداً أن نبقى أسرى مكارم شخصية حين يكون الحل في قانون يرفع الحيف والظلم عن الجميع بما لا يجعل من هذه المكرمة منة يمن بها حاكم ما، او تهدر بها كرامة مظلوم.. من المعيب جداً أن يمنح حاكمٌ داراً لمن لا سكن له، في حين أن أخوة كثيرين بلا مأوى، أو أن يُعالَج مريضٌ خارج البلاد نال شفقة مسؤول، في حين أن آلافاً يموتون بعللهم لأن صاحب القرار لم تصل اليه عرائضهم، أو أن المخصصات لا تكفي الا دائرة من المقربين أو سعيدي الحظ!!
لم نسمع يوماً في أي ديمقراطية نحاول الاقتداء بها ـ كما يقولون لنا ـ أن الحاكم يوزع منحاً وهبات على فقراء بلاده، كل ما نسمعه ونراه قوانين وتشريعات تطبق على الجميع لتحميهم من الفقر والجهل والمرض.. لم نر حاكماً يخطب بالناس والعرائض تنهال عليه مع التصفيق والهتاف.. ولهذا فإن المواطن هناك يثق بحكومته، ويعتز بوطنيته، ويسفح عرقه ودمه إذا دعاه الوطن.. أما هنا في بلادنا فإن السلطة تريدنا أن نطرق أبواب المسؤولين ـ التي قد لا تفتح أبداً ـ ونهتف بذل وخشوع:
ـ ما جينه يا ما جينه حلي الجيس ونطينه.. يا أهل السطوح، تنطونه لو نروح.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرائق السراق
- وضرب لنا مثلاً..
- لا وطن لمن لا بيت له
- معاهد وكليات لإنتاج العاطلين!
- حصة الفقير!!
- إجراءات مشددة!!
- أحلامنا ودول الجوار
- دماء العراقيين..فقاعة!!
- أنت سياسيي،اذن أنت...
- وددت لو أني لم أنتخب
- مفتاح الحكومة..أخضر!!
- قبيل الإنتخابات..أمنية صغيرة
- الانتخابات وجوائز الأوسكار
- الفساد المالي..زينة وخزينة!!
- لا يليق ببغداد الا النور
- كل الجديد تحت المطر
- سنفور غضبان!!
- الامن المفقود والصحّافون الجدد
- الطائفيون يغيرون جلودهم!!
- الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها


المزيد.....




- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي
- برلماني روسي يعلق على تصريحات روبيو بشأن حدود أوكرانيا الحال ...
- -واشنطن بوست-: خبراء يتحدثون عن مشاكل بتنفيذ اتفاقية الموارد ...
- محللون: نتنياهو يخطط لاحتلال غزة دون تحمل مسؤولية سكانها
- رحلة إلى عاصمة السفاري


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعد تركي - ما جينة يا ما جينة!!