أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - مات بول.. عاش بول!!














المزيد.....

مات بول.. عاش بول!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 10:16
المحور: كتابات ساخرة
    


مات شاغل الدنيا ومالئ الناس، بعد أن طبقت شهرته الآفاق وتسابقت غير مدينة وولاية ودولة للحصول على شرف استضافته، حتى أضحى (مواطناً) تتسابق الدول للتشرف بأن يحمل جنسيتها.. مات بول، هذا الإخطبوط الأسطورة الذي حقق معجزة يستحيل على غيره أن يفعلها أو يدانيها على الأقل، فالرجل ـ أعني الإخطبوط ـ استطاع أن يتنبأ بنتائج مباريات كأس العالم الأخيرة وتوقع توقعاً صحيحا، مئة بالمئة، بمن حاز بالكأس الأغلى.. مات من دون أن يترك وصية أو يفسر لنا هو أو غيره كيف امتلك موهبة، وهو في أدنى سلم المخلوقات، ليعرف ما عجزت العقول البشرية والالكترونية عن الوصول لبعضه، مات سريعاً لأن عمر العباقرة قصير!!
مات بول وقد حمل معه إلى قبره ـ وربما في ذرات رماده لو أن الأوصياء عليه رغبوا بإحراق جثمانه ـ سر تفرده وتميزه، والأهم من ذلك رحل الغالي طاوياً معه لغز موته السريع المفاجئ.. فقد قيل أن المخابرات الألمانية قد اغتالته غيلة لأنه فضل الماتادور على المانشافت، وقيل إن المافيا العالمية قد دست له السم في إحدى العلب لأنه أضحى منافساً لتجارة التحشيش، وادعى الديمقراطيون أن المحافظين الجدد صرعوه لأن تنبوءاته أكثر دقة وصدقية من هراء بوش، واتهم الصهاينة الفلسطينيين (الإرهابيين) بخطفه ووضع جثة شبيه له لأنه كان يعرف من أين تنطلق صواريخ المقاومة!!
مات العزيز الغالي وتركنا في تيه أيامنا وخواء أحلامنا من دون أن يتجرأ أحد سياسيينا ليسأله متى تتشكل حكومة بات موعد تشكلها أملاً في خاطر الغيب.. مات ولم نعرف منه أي أرض ضمّت أجساد أبنائنا وأحبابنا الذين خرجوا على وعد بالعودة ولمّا يعودوا أبداً.. رحل من دون أن يقول لنا أين تبخرت مليارات الدولارات من ثروة وطن تناهبته المدافع وتناوشته السيوف والرماح حتى لم يعد ثمة مكان آخر في جسده المثقوب، كقطعة جبن مشتهاة، لطعنة لاحقة..
ولأن التعاسة المطبقة تحمل في تلافيفها وعداً بفرح صغير ما، ولأن الظلمة يعقبها نور يشق غبار الغيم والسحاب، ولأن اليأس يجلب أحياناً بعض الأمل، لأن الجدب والعقم تذهبهما زخات منعشة من مطر شفيف، ولأن (اللي خلّف ما مات).. فقد جاء الحلم على هيئة وريث حملت الأنباء سرور أخباره.. لقد جاء ـ يا للبشرى ـ بول الثاني!!
استعدوا يا أبناء وطني واحملوا أسئلتكم وأحلامكم وآمالكم وأمانيكم.. احملوا كل دموعكم وبكاء أيتامكم وصراخ نسائكم وضعوها في علبة (أو شيشة) لعلّ هذا الولد الصغير، بول الثاني، يضع مجساته اللزجة الدبقة عليها، فنخرج ـ بفضله ـ من عتمة أيامنا إلى الضوء.. استعدوا فلم يكن يحاصرنا ويمتص الحياة منا ويحيل أيامنا رعباً وليالينا قتامة وعتمة سوى اخطبوط.. استعدوا لعلنا نتخلص ببول الثاني من اخطبوط الاحتلال والفساد والموت والدمار ونزاع السياسيين.. استعدوا بالاخطبوط لعلاج الاخطبوط فالدواء ـ كما قيل ـ يكون اكثر نجاعة ان كان هو الداء!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين تأتي رصاصة الموت؟
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!
- نأمل، نحلم دوماً
- صحف ومجلات وزارية
- مترفون بلا حدود
- ثلاثة كراسي!!
- فصل عشائري!!
- سلاحنا المشلول!!
- صير سبع!!
- وإذا مرضت.. فمن يشفيني؟
- وإذا أوتيتم المنكرات..
- مسؤولونا لا يقرأون!!


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - مات بول.. عاش بول!!