أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد تركي - رصاص للتشييع!!














المزيد.....

رصاص للتشييع!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 12:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا نظن أن الإرهابيين والقتلة عباقرة يمتلكون ذكاءً خارقا، مثلما لا نعتقد أن الأجهزة الأمنية عاطلة عن الذكاء والموهبة والعدة والعدد. الإرهابيون ـ كما يتضح لأي مراقب ـ يبتدعون أسلوبا يكررونه لأشهر، وربما لسنوات، وينجحون فيه غالباً، ولسبب ما ـ نعجز عن تفسيره ـ ينتقلون إلى أسلوب آخر يتكرر لفترة طويلة. ولسبب ما ـ نعجز أيضاً عن تفسيره ـ لا تتمكن الأجهزة الأمنية ـ التي تتسع وتتضخم وتزداد خبرة وحنكة بالضرورة يوماً إثر يوم ـ من الإمساك بالمبادرة ولجم أو منع حصول فصل إرهابي إلّا نادراًَ أو صدفة.
منذ أشهر عدة، خفّ دوي السيارات المفخخة، وقلّ ضحايا الأحزمة والعبوات الناسفة، وارتفع همس كواتم الصوت. لم يعد موتنا وموت أحبتنا مدوّيا يسيل لعاب الفضائيات، التي تتنفس التذاذاً ـ ملء رئتيها ـ رائحة الدم ودخان الحرائق والأجساد المتطايرة جماعياً. إنما صار فردياً يثير القلق والرعب والألم بصورة أشد قسوة، فمثلما لا يشفي جوع الفضائيات للدم والتشفي لا يكون مدعاة للتعاطف والمواساة او حتى بيان شجب وتنديد واستنكار، او وعد ـ لا يتحقق غالباً ـ بالاقتصاص من الجناة.
منذ أشهر عدة، يحصد فحيح الكواتم الضحايا منتقلا من ضحية إلى أخرى، وعلى الرغم من كل الدوريات والسيطرات الأمنية "يفرّ" الجناة المجهولون إلى جهة ستبقى في خاطر الغيب!
غير بعيد عن السيطرات الأمنية، المنتشرة في كل شوارع العاصمة، تُشهر الكواتم وتقتنص ـ بصمت ـ ضحاياها من دون ردة فعل، باستثناء رصاصات في الهواء يطلقها رجال الأمن، في عاصمة أدمنت شوارعها مواكب موت ولعلعة رصاص لم يعد له من هدف سوى الإعلان عن موت آخر، في حين يسلب رصاص صامت الأرواح، ويفضح عُرينا وانكشافنا أمام آلة قتل بحجم قبضة يد، تنجح دوماً في مراوغة أجهزة السونار التي لاتكتشف إلا قناني العطور وعبوات الزاهي وحشوات الأسنان وحبوب منع الحمل!
غير بعيد عن السيطرات الأمنية نسقط واحداً تلو الآخر، ويقف رجل الأمن مشغولاً بهاتفه النقال متأبطاً بندقية تخصص رصاصها بتشييع الرفاق!!





#سعد_تركي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى الخطط وغياب الهدف
- صنّاع القوانين!
- الجنسية وشهادتها
- يحصدون فقط!
- رسوم متحركة
- هيبة الوطن والمواطن
- لا جديد تحت قبة البرلمان
- سمكة المرور!!
- قدر النساء!
- مات بول.. عاش بول!!
- من أين تأتي رصاصة الموت؟
- الخطأ ممنوع، لكنه شائع
- جدوى التغيير
- الممرض.. طبيب بجميع الاختصاصات!!
- عالم سيارات.. سيارات
- أنا أكره الأرقام!
- تراجيديا بلا ذنوب!
- خراب
- تمهلوا، فإني مستعجل!
- دورة الفساد.. في الطليعة!!


المزيد.....




- راغب علامة يوضح مضمون اتصاله بنقيب المهن الموسيقية في مصر
- لجنة التحقيق في أحداث الساحل السوري تصدر تقريرها النهائي: ال ...
- وسط تهديدات الرسوم الجمركية.. -أسترازينيكا- تعتزم استثمار ...
- رفع اسم الناشط المصري علاء عبد الفتاح من قوائم الإرهاب، يجدد ...
- سوريا.. لجنة التحقيق ترصد تفاصيل فظائع مأساة الساحل
- ميرتس يواجه ضغوطاً لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل
- ما العلاقة التي كانت تربط دونالد ترامب مع جيفري إبستين؟
- لجنة تقصي الحقائق في مجازر الساحل السوري تسلم تحقيقها على وق ...
- ماذا يمكن للاتحاد الأوروبي فعله ضد إسرائيل لوقف الحرب في غزة ...
- حرفيون بجنوب السودان يحوّلون إطارات السيارات إلى أحذية رخيصة ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد تركي - رصاص للتشييع!!