أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهير دعيم - أمّي لحن الوجود














المزيد.....

أمّي لحن الوجود


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 10:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أمّي يا لحن الوجود وأغرودة الحياة.
أمّي يا بسمة تُجمِّل ثغر البشر وتُدفِّىء الضّلوع.
امّي يا أملا أخضر يُزهر فوق ربوعنا ، فيُعطِّر كياننا بالطمأنينة ، ويصبغ أوقاتنا بلون الفرح .
...أنتِ محبة الإله المُنسكبة بردًا وسلامًا على قلوبنا في وقت الضّيق، بل هديته الأحلى لنا . كيف لا وانت بلسم لجروحنا ، وعزاء في أحزاننا ، وفَرَج في ضيقتنا ، وأمل في ليالينا الحالكة.
تساءلت وما زلتُ أتساءَل : كيف تكون الحياة بدونك ِ؟ أترى كلمة قفر تكفى لتصوير الوضع إياه؟ أم تراها صغيرة ، ضئيلة لا تفي بالمطلوب، فهذا طفلكِ الصغير بدونكِ – حتّى ولو فاز بالف عناية- يبقى مُضطربًا ، هائجًا وباكيًا الى أن يسمع صدى صوتك وينعم بدقّات قلبك فيروح يبتسم ثم تراه يغفو والطمأنينة ملء خلاياه.
وفي الكتاب المقدّس وفي مزاميره يصف داود النبيّ المؤمن المُلتجىء الى الإله المُحبّ قائلا : " بل هدأت وسكت نفسي كفطيم نحو أمّه "
حقًّا في الامومة هدوء وطمأنينة ، وعطاء لا يفوقه عطاء ، وبذل يعجز قلم الفيلسوف من أن يصوّره ، وريشة الرسّام أن تلوّنه ، وإزميل النحّات البارع من أن يُجسّده.
إنّها جملة عطايا ، وكوكبة من الأحباب ، وأضمامة رياحين ، وحزمة من نور ، وباقات من الأحاسيس جُبلت في مخلوق واحد فكان الامّ، فحريّ بنا أن نجعل ونُخصِّص لكِ عيدًا ، فنجتمع إليكِ لنرنو بنهم ونحن نُقدّم لك الهدايا الحسّيّة والمعنوية ... نرنو ولا نشبع.
حريٌّ بنا أن نعيد لك بعضًا من جميلك ...وأنّى لنا ذلك ، فمهما فعلنا وقدّمنا فلن ننجح، حتى ولو حكنا لكِ من النجوم شالا ومن الأقمار تاجًا ، فسنبقى مُقصِّرين.
فالليالي تشهد كم ساهرتها وأنت تهزّين سرير طفلك حينما يفِرّ من عينيه النوم ويجفوه النعاس ، والديكة تعترف بأنك سبقتها الى الفجر بنغماتك ووقع قدميك الجميلتين ،والشمس تقرّ بأنها تغيب خلف الافق وتتوارى فوق البحار ، في حين يظلّ نورك يشعّ ويشعشع في كل الاوقات.
ونحن نقرّ أنّنا لن نوفيك حقّكِ ولن نستطيع أن نردّ لك جميلك ، لذا نرنو الى السماء في كلّ يوم سائلين ساكن الأعالي أن يُعوّضك ويهبك من لدنه الصحّة وهدأة البال والعمر الطويل ، لتبقي منارة في دروبنا .
أمّي التي غيّبها الردى وما زالت روحها تحوم فوق بيوتنا وربوعنا وتلالنا، وما زال وقع قدميها في ساحة البيت ، أحبّك كما تحبّ الموجة الصغيرة حضن الشاطىء في يوم ربيعيّ من آذار.
أحبّك وأتوق الى عناقك المقدّس ، والى دعاء يصعد بخورا الى العلاء..والى بسمة حيية ملأى بالطهر والنقاء.


أمّي وكلّ أمّ ؛يحلو لي ان أقطف لك في عيدك اضمامة من الأقاح والوزّال ، مُعطّرة بأريج العرفان ، وملوّنة بلون الشَّفَق ، وأزفّها إليك حالمة، عساها تجدكِ تتسربلين بسربال الصّحة القشيب.
أمّي وكل أمّ.... الله يحبّكنَّ وكذا نحن.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة النهر العظيم - قصة للأطفال
- إنّي أعترف
- بين جزيرتي سانت هيلانة وبطمس
- المُهرّج والخيمة
- جورجيت قليني والحُلم المشروع
- قلم الباركر- قصّة للأطفال
- لا تبكي يا إسكندريّة
- حبّو ساكن في ضْلوعي
- ميلادك أحلى عيد
- الوصفة العجيبة
- يا ناقشني على كَفّيكْ
- املأ سواقينا يا ربّ
- أيّها الشرق...نحن باقون
- لا تشتهِ ما لغيرِكَ ( قصّة للأطفال)
- الحُبُّ ديْدنُهُ
- فلسفة السّماء وفلسفة الأرض
- شرف العائلة القاني
- الفرخ الشّقي-قصّة للأطفال
- رحلة ولا أحلى وبالمجّان
- كُنْتُ رِعديدًا


المزيد.....




- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهير دعيم - أمّي لحن الوجود