أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الوصفة العجيبة














المزيد.....

الوصفة العجيبة


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 18:50
المحور: الادب والفن
    



جاءني عابسًا مغمومًا، وكأنّه يحمل على كتفيه جبالا من الهموم ، وتلالا من المصاعب ، وارتمى على الكنبة متأفّفًا يلعن الدّنيا والتاريخ والحياة.
- ما بك يا صاحبي، ما بك يا انسان ؟ بالامس القريب فقط ، كانت ضحكاتك ترنّ وتملأ الفضاء ، وكانت مشاريعك مُلوّنة ، مزدهرة ، تمشي على قدمين وتركض من نجاح الى آخَر...ماذا جرى ، أفدني.
- وعينكَ ما زالت مشاريعي تضجّ وتزدهر ، وما زال الدولار يهرول بمتعة نحو خزائني ، لكن القضية لا تكمن هنا ، انها تتعلّق بالنكهة والفحوى ، بل قل كما تقول انت دومًا : " الشَّبَع الداخليّ ".
فإنّني يا صاحبي أشعر بالفراغ ، الفراغ الرّهيب ، والذي حاولت جاهدًا أن أسكته وأملأه بمباهج الدُّنيا والحفلات الصّاخبة وأطايب الطّعام فازداد فراغًا واتساعًا!!!
إنّني أشعر في نفسي هوّة عظيمة ، لا تشبع ولا تريد أن تشبع.
دُلّني على وصفة تُريحني ، تسدُّ رمقي وجوعي وترفعني الى فوق ....فوق المادّة وفوق المباهج الآنيّة وفوق الربيع المنحدر نحو الخريف.
دُلّني وقدني الى الفرح الذي يملأ حياتك ، وأنت لا تعرف البحبوحة كما أعرف ، ولا تُكدّس الاموال كما أفعل!!!....
فابتسمت ابتسامة خفيّة وقلت في نفسي : لقد أزفت السّاعة..فلطالما تحدثت معه وكان يقول : بعدين ...مش وقتو..
وتنهدت وقلت :
" اغسل عينيْك يا صاحبي كلّ يوم بالكلمة .
وطهّر شفتيك بالجمرة ، وتنزّه يا انسان كلّ يوم في ربوع الموعظة على الجبل ، ورافق معلّم الاجيال في جولانه وجولاته ومحطات آلامه ، وتنفّس بعمق من نُسيمات الايمان وطلّ المحبّة ، واشرب ماءً سلسبيلا من ماء الحياة وكُل من على مائدة الربّ خبزَ الحياة ، فتنام هادئًا ، مطمئنًا يداعب الرّجاء أجفانك ويدغدغ الايمان أحلامك...
انها وصفة طبيّة من فوق يا صاحبي ، من العلاء ، من لدُن مَن أحبنا حتى المُنتهى.
وصفة طبيّة تجعل الذئب حمَلا ، والعوسج وردًا ، والعويل ضحكًا ، والنعيب زقزقةً.
....ارتسمت الحيْرة على وجه صاحبي وقال : اين أجد مثل هذا الدواء ؟
فقمت الى كتاب الحياة ، وأمسكته برفق بعد أن طبعت على جبينه قبلة الشّكر والعرفان ، ثمّ فتحت أوراقه وقرأت له الموعظة على الجبل ؛ أروع ما خطّ قلم وأبدع أدب ، وأجمل وأقدس ما احتواه كتاب .
انبهر صديقي واستكان ثم ما لبث ان قال :
- اذن الزّاد هنا والماء الحيّ هنا والأهم الحياة هنا .....وأشار الى كتاب الحياة ؛ الكتاب المُقدّس.
فابتسمت ابتسامة الرّضا وهززت رأسي موافقًأ، وازدادت نفسي شبَعًا.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ناقشني على كَفّيكْ
- املأ سواقينا يا ربّ
- أيّها الشرق...نحن باقون
- لا تشتهِ ما لغيرِكَ ( قصّة للأطفال)
- الحُبُّ ديْدنُهُ
- فلسفة السّماء وفلسفة الأرض
- شرف العائلة القاني
- الفرخ الشّقي-قصّة للأطفال
- رحلة ولا أحلى وبالمجّان
- كُنْتُ رِعديدًا
- لوّن آثامَكَ بالدّموع
- تعالَ يا حبيبي
- أنا وإيليا أبو ماضي
- سألت الشّمس عنّو
- المحبّةُ آتية
- حَزيران في هذهِ السنّة له طعمٌ آخَر
- لا وطن لي
- سامي لا يُحبُّّ السُّمسم- قصّة للأطفال
- سويعات الأصيل
- ربيعٌ أنتَ


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الوصفة العجيبة