أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - لا تشتهِ ما لغيرِكَ ( قصّة للأطفال)














المزيد.....

لا تشتهِ ما لغيرِكَ ( قصّة للأطفال)


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3194 - 2010 / 11 / 23 - 15:28
المحور: الادب والفن
    


كم تمنّى رئيف أن يكون لديه حاسوب يُعينه في دراسته ، ويملأ من خلاله أوقات فراغه ، فهو كما كلّ طلاب المدرسة الابتدائية في هذه الأيام يُحبّ أن يسافر في دنيا القصص ورياض الشِّعر والالعاب والأغاني والمراسلات والمواد العلميّة والأدبيّة. وكلّ هذه الامور متوفرة في الحاسوب ، هذا السّاحر العجيب!!!.
ولكن كما يقول المثل الشّعبيّ : " العين بصيرة ، واليد قصيرة " فالفقر يسكن في بيتهم ولا يريد أن يفارق ، فيُضطرّ رئيف أن يستعين في بعض الحالات بحاسوب جاره وتِرب صباه ماهر ، الذي يسكن في البيت الكبير والجميل ، والقائم قبالة بيتهم ، فيذهب اليهم خَجِلا ويطلب منهم أن يجلس الى حاسوبهم بعض الدّقائق لحلّ وظيفة ما.
والجيران طيّبون ، ظرفاء ، يقابلونه بالابتسامات وبكأس من العصير المُثلَّج والكعك الّلذيذ والفواكه الشّهيّة.
ورئيف يحبّ العصير والكعك والفواكه ، ومع هذا فكثيرًا ما كان يرفض ويتمنّع ، رغم الحاح الجيران.
كان رئيف يجيل ببصره في الصّالة الواسعة ، وفي اللوحات الجميلة المُعلَّقة على الحائط ، وفي الأثاث الفاخر الآتي من اوروبا، وتبهره الثُّريّا الجميلة المُدلاة من السّقف، فيتأوه بصمت : " يا الهي ما أجمل هذه المشاهد!!! ثُمّ يروح يسأل بصمت لماذا لا يكون عندنا مثلها ؟
لماذا هم يعيشون في نعيم ونحن في ........
ولكن سريعا ما يسمع صوتًا من داخله يقول : " على رِسلِكَ ، فالشّريعة الإلهيّة تقول : " لا تشتهِ "
ويهزّ رئيف رأسه قائلا: حقًّا ، علينا ألا نشتهي ما لغيرِنا .

في أحد الأيام ، وبينما كان رئيف عائدًا لوحده من المدرسة ، رأى على الرّصيف القريب من بيتهم محفظة نقود ، فارتعش وهو يتناولها ويفحص ما فيها.
إنّها ملأى بالأوراق النقدية من كلّ الالوان والأنواع ، اوراق يعرفها واوراق لا يعرفها .
دسّها رئيف في حقيبته وتابع سيره.
دارت الأفكار في رأسه ...إنّه أضحى غنيًّا ، وبمقدوره أن يشتريَ حاسوبًا ودرّاجة حمراء ، وأن يُحسّن ظروف عائلته.
ويعود إليه الصّوت الداخليّ الهامس يُؤنّبه : تمهَّل ، فالمحفظة ليست لكَ.ويشدّ رئيف الحقيبة الى صدره ويعود الى البيت مُسرعًا.

وفي مساء اليوم ، وبينما كانت العائلة مُلتفّة حول مائدة الطعام ، قُرع جرس الباب ، فقام رئيف ليفتح ، فإذا به أمام جاره أبو ماهر وصديقه ماهر .
عانق أبو ماهر رئيف بحرارة قائلا : ما أروعكَ يا ولدي ...ما أروعك !!.
هبّ أبو رئيف عن مائدة الطعام لاستقبال الجار الضيف ؛ هذا الجار الذي لا يزوره الا نادرا ، فصافحة أبو ماهر بحرارة وهو يقول : أهنئك يا جارنا على ابنكم رئيف ؛ هذا الصّبيّ المُهذَّب والأمين ، أهنئكم وأرجوكم أن تقبلوا منّا هذه الهدية المتواضعة .
وما أن أكمل ابو ماهر حديثه ، حتّى دخل شابٌّ يحمل حاسوبًا جديدا ، فيما راح ابو رئيف وزوجته ينظران الى رئيف تارة والى ماهر وأبيه أخرى والحيْرة تملأ الكيان.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحُبُّ ديْدنُهُ
- فلسفة السّماء وفلسفة الأرض
- شرف العائلة القاني
- الفرخ الشّقي-قصّة للأطفال
- رحلة ولا أحلى وبالمجّان
- كُنْتُ رِعديدًا
- لوّن آثامَكَ بالدّموع
- تعالَ يا حبيبي
- أنا وإيليا أبو ماضي
- سألت الشّمس عنّو
- المحبّةُ آتية
- حَزيران في هذهِ السنّة له طعمٌ آخَر
- لا وطن لي
- سامي لا يُحبُّّ السُّمسم- قصّة للأطفال
- سويعات الأصيل
- ربيعٌ أنتَ
- ليونيل ميسي ..رسّام ماهر
- الأتراك ...صرخة حجر وأرمن !!
- يسوع حلو...قصة للأطفال
- وصفَّقت بيت عنيا


المزيد.....




- جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - لا تشتهِ ما لغيرِكَ ( قصّة للأطفال)