أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - قلم الباركر- قصّة للأطفال














المزيد.....

قلم الباركر- قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


نظر أيمن الصّغير بدهشة الى زميله ابراهيم ، الجالس بجانبه في مقعد الدّراسة وهو يكتب بقلم الباركر الأحمر الجديد، ثمّ أخذ ينظر الى قلمه البسيط ويهزّ رأسه بأسفٍ وحسرة قائلا في نفسه : "كلّ يوم يأتي ابراهيم هذا بشيءٍ جديد، يا ليتني املك قلما جميلا مثله !!! ثمّ تابع بحزن : لماذا جئت بي يا الهي الى الدّنيا في بيت فقير ؟
لماذا يعيش معظم اصدقائي في بحبوحة من العيش ، وأنا أعيش الفقر والحرمان ؟...كم أشتهي أن يكون لي قلم كهذا ودرّاجة وملابس ملوّنة وكرة قدم كما لكل الأطفال!
وسرعان ما لام ايمن نفسه : لا تنظر الى فوق ...كفى ...فأنت طالب متفوّق ، تعيش رغم الفقر في بيت دافيء تسكن المحبّة بين جدرانه.
ضحك أيمن ضحكة خفيفة ثم قطعها مخافة ان يكون أحدٌ ينظر اليه أو يقرأ خواطره وأفكاره.

عاد أيمن بعد الدّوام المدرسيّ في ذلك اليوم الى البيت مسرعًا ، مهمومًا وقلقًا، وما أن وصل الى البيت حتّى قذف الحقيبة على غير عادته ، ووضع رأسه بين كفّيْه وراح يبكي.
وحاولت الامّ ان تستفسر ، لماذا ... لماذا الدّموع في عينيْك يا بني؟
- لا شيء، ألم في الرأس ...
وتُربّت على كتفه وهي تُعطيه كوبًا من الشّاي السّاخن ، بينما ظلّت الدّموع تنهمر من عينيه وهو يسأل نفسه بلجاجة : " لماذا فعلها وهو الذي عاهد الله على الأمانة والمحبّة؟!
ويفتح الحقيبة ببطء وينظر اليها ، إنّه يقبع هناك ذاك الباركر الأحمر اللعين .
ويحاول أن يمسكه فيحسّ وكأنّ يده تُمسك نارًا ، فيقفل الحقيبة ويهزّ رأسه مرّات.
نام أيمن دون أن يصلّيَ كعادته في كلّ ليلة ، نام والأفكار تدور في رأسه : ماذا سيقول غدًا إن سأله جاره ابراهيم هل رأى الباركر الأحمر ؟
ولكن ولحُسن الحظّ لم يسأله ابراهيم عن القلم ، بل استقبله ببشاشةٍ ودعاه لحفلة عيد ميلاده التي سيقيمها في المساء ، وألحّ عليه بقبول الدّعوة وأوصاه ألا يحضر معه هديّة ، فعنده من الهدايا الشيء الكثير.
نظر أيمن بطرف عينه الى زميله الجالس بجانبه وقال في نفسه : " آهِ يا ابراهيم لو تعرف جارك هذا الذي دعوته لبيتكم ماذا فعل بالأمس ...
آهِ لو تعرف جريمته لَمَا كنت تدعوه : إنّه لصٌّ ...إنّه سارقٌ.

عاد ايمن الى البيت في ذلك اليوم وقد تحسّنت أحواله ، عاد وأخبر والديه ان يسمحا له بحضور حفلة عيد ميلاد صديقه ابراهيم.
فلم يمانعا ورفضا ان يكسر محصّلته ، بل أعطياه بعض النقود ليشتريَ هدية متواضعة.
فرح أيمن وهو يلفّ الهدية ، ثمّ ما لبث أن تذكّر شيئًا ، فأمسك بقلمه وكتب على قصاقة من الورق :
"صديقي ابراهيم : كلّ عام وانت وعائلتك بألف خير ، أتمنّى لك حياة سعيدة مملوءة بالنجاح.
صديقي قد تتفاجأ عندما ستفتح هديتي البسيطة ، انك ستجد قلم الباركر الأحمر معها ..... ماذا أقول ؟!!! إنّني أذوب خجلا .
اعذرني بل سامحني.

وفي اليوم التّالي ، كان الجاران أيمن وابراهيم في الصّفّ يحلان تمارين الحساب ، كلّ ٌ بقلمه الباركر الأحمر ، والابتسامة تُطلّ من عيونهما.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تبكي يا إسكندريّة
- حبّو ساكن في ضْلوعي
- ميلادك أحلى عيد
- الوصفة العجيبة
- يا ناقشني على كَفّيكْ
- املأ سواقينا يا ربّ
- أيّها الشرق...نحن باقون
- لا تشتهِ ما لغيرِكَ ( قصّة للأطفال)
- الحُبُّ ديْدنُهُ
- فلسفة السّماء وفلسفة الأرض
- شرف العائلة القاني
- الفرخ الشّقي-قصّة للأطفال
- رحلة ولا أحلى وبالمجّان
- كُنْتُ رِعديدًا
- لوّن آثامَكَ بالدّموع
- تعالَ يا حبيبي
- أنا وإيليا أبو ماضي
- سألت الشّمس عنّو
- المحبّةُ آتية
- حَزيران في هذهِ السنّة له طعمٌ آخَر


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - قلم الباركر- قصّة للأطفال