أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - بين فكي الابادة والاحتلال














المزيد.....

بين فكي الابادة والاحتلال


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 17:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يقترب الجيش الامريكي العرمرم بأساطيله المدوية من السواحل الليبية ويملأ البحر المتوسط عجيجا وضجيجا ، تلويح بالقوة وتمرين مكرر تؤديه قواتهم بحماس وهي تحدق في جغرافيا الفراغ العسكري والسياسي والحضاري وسياسة التسليم للاقدار المرسومة التي تحرق الجميع حكاما ورعايا في عالم عربي خاو على عروشه ، الزحف الامريكي نحو ليبيا يثير في الذاكرة العربية ذكرى تحرير الكويت في عاصفة الصحراء ، عندما رسمت واشنطن بجيوش اصدقاءها طوقا لا ينسى حول دائرة المقدسات الكبرى ومراكزها : مكة والمدينة والمسجد الاقصى وكربلاء والنجف ، لتصبح مشروعا للتدنيس ، اسفرت تلك التراجيديا عن عاصفة الصحراء سنة 1991 لتتحول اللعبة من اسقاط نظام حكم الى تركيع شعب ، ظهرت آثاره في هجوم 2003 ، اسقطوا النظام لكنهم فتحوا الابواب للغزو التكفيري والابادة الطائفية . القذافي نسخة مكررة من صدام ويجتذب بحمقه غزوا امريكيا جديدا والمؤسسة العسكرية الامريكية التي خاضت تلك المعركة لم تتغير عقلياتها ولا رؤيتها، وعندما يصر القذافي على تنفيذ سيناريو الخطابات المجنونة الى آخر لحظة سيقابله الامريكيون بسيناريو التدخل المجنون ايضا وتكرار وقائع العراق ، التدخل العسكري الامريكي عنصر افتراضي فاعل في حل قضايا العالم العربي ، سبق للولايات المتحدة ان هددت بالتدخل في لبنان والسودان والصومال واليمن والخليج ، تطلق التهديدات بحرية وكأن هذه المنطقة من توابعها ، قضايا العرب يجري تدويلها بسهولة وتوضع اوراقها على الطاولات الدولية بلا مقدمات ، لذا يتحدثون عن تدويل مشكلة ليبيا. هذه الاحداث تفضح هشاشة المنظومة العربية وغياب التضامن العربي وتدني قدرة اتخاذ القرار الجماعي عند العرب وانهيار الجامعة العربية ، والعجز عن بلورة حالة اقليمية قادرة على العمل المشترك والتعاون لحل القضايا العربية ، يفترض ان يباشر العرب بأنفسهم حل الأزمة الليبية الحالية وحسمها وعدم اتاحة الذرائع لواشنطن كي تغزو المنطقة للمرة الرابعة او الخامسة . يفترض ان يكون للجامعة العربية قدرة على تركيع القذافي وتغيير قراره الجنوني الاخير ، خاصة وانه سيكون سببا في تعرض المنطقة الى غزو اجنبي ، واستغلال الغزاة للموقف العسير الذي يمر به الشعب للعب دور المنقذ ثم فرض الهيمنة على البلد كما حدث في العراق ، هؤلاء الحكام هم اتباع الغرب والمؤسسة الاستعمارية التي صنعت صدام وفريقه هي نفسها صنعت القذافي ونظامه ، والقذافي مسؤول ايضا عن افواج الارهابيين والتكفيريين الذين سيدخلون ليبيا بحجة مواجهة الغزو الامريكي ولن يخرجوا منها ، يتحولون الى ابادة الشعب نفسه وترك الاحتلال ، ولو ان هذا الطاغية قرر هو واولاده التخلي عن السلطة فورا وتركوا للشعب الليبي حرية اختيار البديل لفشل اي تدخل اجنبي ، شعوب المنطقة تختار الثورة على حكامها تباعا فلا تجد ناصرا ، ثم تتعرض للغزو ، تطلب التحرر فتحصل على احتلال أجنبي ! ومن يستعين بالتدخل الاجنبي فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين المستشارون ؟
- فرصة للاصلاح فاغتنموها
- العرب وثورة البحرين
- احذروا ركاب الموجة
- أزمة نزاهة
- بين ثورتين
- التظاهرات ليست حلا
- العراق ومسار التغيير
- ذكرى برنامج الحكومة
- المراجعة من الشباك
- نتفرج على القلق الأمريكي
- الأمن على طاولة القمار
- مكافحة رواتب الرئاسات
- من سيدفع الثمن
- قمة الامن والنظافة
- قبل وبعد أزمة النص
- الاعلام وهموم التنمية الثقافية
- الحكومة في الميزان
- جاءت الحكومة فاين البرنامج
- مصادرة المثال وانهيار المصداقية


المزيد.....




- حلفاء ترامب الخليجيون يسابقون الزمن لتجنب الحرب الشاملة في إ ...
- ماذا سيحدث لو قصفت أمريكا مواقع نووية في إيران؟ مسؤول إيراني ...
- غروسي: أضرار كبيرة في منشآت نطنز وأصفهان.. وتحذير من استهداف ...
- أزمة مزدوجة في غزة: العطش يوازي الجوع والموت يحاصر الباحثين ...
- سياسة برلين شرق الأوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - بين فكي الابادة والاحتلال