أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الأحزاب الشمولية وقياداتها الديناصورية















المزيد.....

الأحزاب الشمولية وقياداتها الديناصورية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 984 - 2004 / 10 / 12 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يعود التخلف والانحطاط الذي يعاني منه الوطن العربي إلى تسلط الأنظمة الشمولية حسب، وأنما إلى تخلف أحزاب المعارضة. ومساهمة الأخيرة في الخراب والتخلف تعد الأكثر خطورة كونها إما أحزاب مهادنة للأنظمة الشمولية، وإما أحزاب شاخت لا بفعل عمرها النضالي حسب وإنما بفعل قياداتها الديناصورية غير القابلة للتطور والتحديث.
وهذه القيادات أضرت بشكل كبير بالعملية النضالية للشعوب وجلبت الخراب والويلات والكوارث على منتسبيها بشكل خاص وعلى الشعب بشكل عام نتيجة تعاطيها المتخلف مع الأحداث السياسية. ولا يمكن اعتبار تلك الأحزاب، أحزاباً جماهيرية (كما تدعي هي على الأقل!) وأنما أحزاب قادة استغلت مراكزها الحزبية لتحقيق مصالحها الخاصة وعلى حساب أيديولوجيتها ومنتسبيها وبالتالي على حساب مصالح عموم الشعب!.
ولا يحتاج المرء لجهد كبير لإماطة اللثام عن وجوه تلك القيادات، فبالرغم من ادعائها بتمثيلها المجتمع، فأن مستوى ثقافتها وأدائها السياسي لا يتعدى مستوى المواطن العادي، بل أن الغالبية منهم لا يزيد مستوى تحصيلهم العلمي عن شهادة محو الأمية إذا ما تم مقارنتهم بقادة الأحزاب في البلدان المتطورة.
ويرى ((موريس دوفرجيه))" أن القادة في جميع الأحزاب الجماهيرية في البلدان المتخلفة يشكلون فئة خاصة عن سائر المنتسبين والمناضلين، فهذه الحلقة الضيقة تمثل (حزب قادة) ضمن (حزب جماهيري). ولا يكون هناك فارقاً بين الفئتين في البلدان المتطورة ، فالحلقة الضيقة تظل منفتحة، انفتاحاً كبيراً على القاعدة وفي وسع أفراد القاعدة أن يدخلون إليها بسهولة. وينحصر الفارق بين الفئتين بضرورات تكنيكية (كضرورة تفعيل الأداء ووحدة القرار) أكثر مما يمليه ظرف اجتماعي، في حين أن الأحزاب الجماهيري في البلدان المتخلفة يكون الفارق بين القيادة (الحلقة الضيقة) وجمهور المنتسبين كبيراً جداً لأنهم ينهلون من الموروثات الاجتماعية البالية قيمهم في العمل الحزبي".
إن السؤال المحير في المجتمعات المتخلفة: كيف توافق طبقة الانتلجيسيا تحديداً على نفسها الانضواء تحت لواء حزب سياسي قيادته جلهم من الأميين والجهلة؟.
والغريب في الأمر، أن نجد أستاذ جامعي أو مدير للمؤسسة علمية يقود قطاعات كبيرة من المجتمع في عمله يقبل على نفسه صاغراً تلقي توجيهات من مسؤوله الحزبي (الأمي والجاهل)! هذه الظاهرة الغريبة، يتوجب دراستها بعناية كبيرة من قبل علماء النفس والمتخصصون في علم الاجتماع: ما الذي يدعو هذه النخبة من المجتمع القبول بالإذعان والخنوع؟. وهل تتمكن هذه النخبة من أداء واجباتها الوظيفية والعلمية دون وصاية وإذعان؟.
يعتقد ((موريس دوفرجيه)) يغمض كثيراً من الناس أعينهم في السياسية من تلقاء أنفسهم، ويرفضون أن تزول الغشاوة عن أبصارهم.
تتخذ أغلب القيادات السياسية في الوطن العربي الكذب والخداع والتدليس سبيلاً للاستمرار في مراكزهم الحزبية، فهل من المعقول أن يبقى في رئاسة الحزب وقيادته عناصر أكثر من 30 سنة؟ وهل من المعقول أن هذا الحزب لم ينجب سوى تلك القيادة الديناصورية على مدى عمره النضالي؟.
هذه الأسئلة المحذورة يجب أن تطرح بقوة، كونها الأساس في تخلف مجتمعاتنا وعدم تطورها! أن بدعة وراثة الحكم، لم تخترعها الأنظمة الشمولية (كما يظن!) في الوطن العربي، وإنما اخترعتها الأحزاب المعارضة لتلك الأنظمة!.
الحزب الشيوعي السوري له السبق في اختراع تلك البدعة، حيث لم يتخلَ بكداش ذاته عن رئاسة الحزب على مدى ستة عقود حتى وفاته! ومن ثم تولت عائلته (البائسة) الوراثة لقيادة الحزب ولم تبالِ بالانقسامات والتشظي الذي تعرض له احتجاجاً على مبدأ الوراثة، لأن ما يشغل تلك العائلة البكداشية فقط منافعها المالية والامتيازات التي حصلت عليها من السلطة!.
وتسخر القيادات الحزبية (سلطة ومعارضة) من منتسبيها، كونها تمارس نفس اللعبة وأدوار الخداع والتدليس. لذلك نجد كلا الطرفين يستخدم ذات الأدوات والآليات في التمويه والخداع ضد المجتمع!
ويرى ((موريس دوفرجيه)) يمكن تشبيه السياسيين بعرافي العصور القديمة، إذا ما صادف أحدهم الأخر في اجتماع جماهيري تبادلوا الابتسامة لمعرفة كل منهم أكاذيب وخداع الآخر للجمهور.
يعود تسلط القيادات الديناصورية لسنوات عديدة على أحزابها لقدرتها على الخداع والتمويه والمماطلة واستغلال البائسين من الناس لتحقيق أغراضهم الخاصة. ولا يقتصر مستوى الخداع والتمويه على أقناع الآخرين بضرورة وجودهم في قيادة الحزب وعدم وجود البديل! وإنما يتجاوز ذلك ليصل إلى استخدام منظومة القيم الإنسانية للتعبير عن صورهم المزيفة كونهم (مناضلون) يسعون لتحقيق أهداف نبيلة للشعوب!.
ويعتقد ((موريس دوفرجيه)) أنظمة القيم الحزبية (الإيديولوجية خاصة) يمكن أن تلجأ إلى التمويه خارج الحزب أو داخله، فهناك دائماً مسافة بين القيم التي يؤكدونها وبين القيم التي يأخذون بها في الواقع. أن الصورة وما يظهرها عن نفسه كل حزب أو تظهرها عن نفسها كل طبقة أو جماعة أنما هي صورة مثالية.
وأدى انعكاس مستوى تخلف وانحطاط القيادات الحزبية لعشرات السنوات على أداء الحزب ذاته، فلم تعد برامجه معبرة عن التطلعات الحقيقية للمجتمع. ومع الزمن شاخت تلك الأحزاب، فالحزب الذي لم يحقق على مدى عمره النضالي المتجاوز النصف قرن من الزمن طموحه وبرنامجه السياسي لا ضرورة لوجوده في المجتمع!.
وتحولت القيادات الديناصورية المستمرة في نهجها القديم من أحزاب معارضة للنظام إلى أحزاب مشاركة في النظام الشمولي ومدافعة عن نهجه العام، كما أنها لم تسعَ خلال عمرها (النضالي) لتطوير الحزب إلى مؤسسة اجتماعية لذا لا يحق لها (بأي حال من الأحوال، اليوم) الادعاء إنها أحزاباً معارضة!.
ويرى ((موريس دوفرجيه)) إذا شاخت الأحزاب الثورية مالت إلى الاندماج في النظام القائم، خاصة إذا أبدى النظام ميولاً باتجاهها. وحينئذ تتحول من أحزاب معارضة لـ (النظام) إلى أحزاب معارضة (في) النظام.
وتلك المعارضة في النظام مؤطرة إلى حد كبير، ويتوجب أن لا تخرج عن الحدود التي فرضها النظام ذاته عليها، بمعنى آخر فأن الحزب المعارض له حدود في توجيه الانتقاد لأداء النظام بما لا يزيد عن الانتقاد الذي يمكن أن توجهه صحافة النظام ذاته للأداء الحكومي!.
وهذه المعارضة (الخجولة) دافعها الأساس أقناع أصحاب النيات الحسنة داخل الحزب وخارجه، بأن للحزب صوت (مميز) داخل النظام وليس كما يشاع عنه المغرضون بأنه الصوت الأخر للنظام!.
الخلاصة: إذا ما أريد للتطور الاجتماعي أن يأخذ مجراه المفترض في الوطن العربي ليحل محل التخلف والانحطاط، يتوجب إزاحة الديناصورات عن قيادات تلك الأحزاب وتسلم نخبة من جيل الشباب المتعلم زمام القيادة ليبادر لإعادة تأسيس البنى المؤسسية للحزب التي تعنى بالشأن العام.
ولا سبيل أخر للتطور إلا التخلص من القيادات الديناصورية المعيقة لعملية التحديث في المجتمع والخطوة الهامة والصحيحة بهذا الاتجاه هو البدء من الرأس وليس من القدم، لذا يجب التخلص من الرأس الفاسد لأنه بؤرة الفساد والانحطاط لسائر الجسد الحزبي والاجتماعي!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العملية الانتخابية وشرعية السلطات
- ظاهرة تفشي الرشوة والفساد الإداري سياسة جديدة تتبعها الأنظمة ...
- سلطة الاستبداد والعنف في المجتمع
- التحديث والعصرنة للأحزاب السياسية في الوطن العربي
- المؤسسات الدينية والسلطة في الوطن العربي
- صراع السلطات بين الدين والدولة
- أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة
- توظيف التاريخ والأعراف الاجتماعية لخدمة العملية الديمقراطية
- معوقات التغير والتحديث في المجتمع
- المنظومات الشمولية والديمقراطية واللبيرالية بين الممارسة وال ...
- الديمقراطية تعبير عن الذات والحب
- السلطة الديمقراطية والمجتمع
- الأهداف والتوجهات في الفكر الشمولي والديمقراطي
- المواطنة والديمقراطية في الوطن العربي
- المبادئ الجديدة للإصلاح في النظام الديمقراطي
- شرعية الأنا ومقومات الذات
- المنظومات الشمولية والذات الإنسانية
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 3-3
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 2-3
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 1-3


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الأحزاب الشمولية وقياداتها الديناصورية