أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - ثورة بقية الدول العربية بين الإجتماعي السياسي والطائفي














المزيد.....

ثورة بقية الدول العربية بين الإجتماعي السياسي والطائفي


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي يجعل معمّر القذافي يتحدث عن المقاومة في فلسطين ولبنان بهذه اللهجة الودودة؟ وما الذي يجعله يتحدّث عن مآثره في معاندة الأميركيين؟ وما الذي يدفع ملك البحرين إلى توزيع الأموال على الشيعة في مملكته؟ وما الذي يجعل علي عبد الله صالح قبل الجميع يعلن عن عدم ترشحه للإنتخابات الرئاسية القادمة أو توريث الحكم لنجله؟ وما الذي يجعل ملك الأردن يعلن حكومة جديدة؟

هو بالتأكيد الخوف على المناصب والمكاسب، ومحاولات المناورة، الصعبة هذه المرّة، في استدرار الدعم الأميركي البائس تثبيتاً للحكم، أو غضّ نظر واشنطن عمّا تنوي الأنظمة العربية فعله بشعوبها.

تلك نظرة لا بدّ يحللها وينطق بها الكثير من السياسيين والإعلاميين على امتداد العالم، لا العالم العربي فحسب، لكنّهم لم يتوصلوا إلى نتائج كاملة أو متطابقة حول مستقبل الحكّام العرب لا سيّما العائلات العربية الحاكمة ملكاً أو مشيخة أو رئاسة.

الثورة المصرية الأخيرة ومن قبلها التونسية جعلت الشارع العربي أكبر قدرة وتصميماً على القيام بالفعل الثوري، ورأينا هذا الإمتداد في العديد من الدول رغم أنّ بعض التحرّكات تمّ قمعها أو احتواؤها كما في سوريا وليبيا والسعودية والكويت. لكنّ بعض التحركات تعد بالمزيد والمزيد وصولاً حتى تحقيق التغيير الكامل كما هو الحال في الجزائر واليمن والبحرين والأردن.

لا يجب أن نتحدث عن البلاد العربية كوحدة سياسية، فالإختلافات بين كلّ دولة واقعة وأساسية، وتتصّل بكثير من الفوارق؛ أهمّها الطائفي، والعشائري، والدستوري، والسياسي، والإستراتيجي. وكما يعلم الجميع فقد حققت الثورة الشعبية حتى اليوم نتائجها المجيدة في بلدين لا طائفيين من جهة الدستور، فالشعبان المصري والتونسي قاما بخلع النظام ورئيسه بغضّ النظر الكامل عن أيّ طائفة ينتمي إليها، أو أيّ عائلة، وكذلك كانت المعارضة للنظامين طيلة أيّام حكمهما.

أمّا في البحرين والكويت والسعودية على سبيل المثال وبغضّ النظر قليلاً عن أيّ أجنحة معارضة داخل كلّ عائلة حاكمة خاصة في السعودية، فالمعارضة الشعبية الأكبر متمثّلة في الشيعة الذين يشكّلون مجموعات كبيرة من المواطنين الذين لا يتمذهبون بمذهب الدولة والعائلة الحاكمة، ممّا يترك انطباعاً مباشراً بأنّ أيّ تحرّك في هذه البلاد سيتّخذ شكلاً طائفياً مباشراً. الأمر الذي يختلف عنه في لبنان على وجه التحديد، فالنظام طوائفي بالشراكة وتقسيم المناصب والمكاسب السياسية، مما يضع أيّ شخص يتخذ الثورة على رئيس الجمهورية مثلاً في مواجهة ضدّ الطائفة المسيحية المارونية، وكذلك الأمر بالنسبة للمنتفضين ضدّ رئيس المجلس النيابي الشيعيّ ورئيس الحكومة السنّي. فلا بدّ بهذه الحالة أن يتخذ النضال أو اتجاه الثورة طريقاً سياسياً إجتماعياً تمثّله فئات يسارية مهمّشة، من الممنوع بشكل كامل وصول صوتها لأنّها خارج التقسيمة الطوائفية من الناحية الخارجية، أمّا ذاتياً فهي غير قادرة على حلّ خلافاتها تمهيداً للوصولة إلى هدف مشترك يضع إسقاط النظام والدستور الطائفيين في لبنان كأولوية نضالية لا تغرق في تفاصيل التسويات السياسية والنقابية.

في الأردن لا بدّ من الإتجاه العشائري، تجاه العائلة الحاكمة، في ظلّ انكفاء الإسلاميين واليساريين عن المعارضة المطلوبة والثورة الواجبة. ورأينا في الفترة الأخيرة اندفاع الملك إلى حلّ الحكومة وإنشاء حكومة جديدة لا تغيير فيها أو تبديل سوى في الأسماء. والخطورة الأكبر تمثلت في تحرّك العشائر بشكل مباشر في طريق المعارضة، بما تمثله من ثقل على صعيد التشكيلات السياسية الأساسية في المملكة.

وفي اليمن وهو بلد الثورات التاريخية المعهودة منذ أيام السلطنة العثمانية، فالإتجاه الأكبر سياسي يتمثّل في الحراك الجنوبي الذي لم يعتد سطوة الشمال على بلده. والإتجاهات الأخرى فئوية تتخذ مساراً أكثر استراتيجية في الشمال بانتشار القاعدة ووقوع اليمن في ما تسميه الولايات المتحدة "مراكز الإرهاب" كباكستان والصومال وغيرهما، ومن جهة أخرى عبر ما يسمّى بالتمرّد الحوثي على الحدود مع المملكة العربية السعودية الذي قيل الكثير عنه كشكل من أشكال الإختراق الإيراني الشيعي لجزيرة العرب.

أمّا في فلسطين المحتلة فالتحرّك يتخذ اتجاهين اثنين، الأوّل يمهّد لإنهاء عصر المفاوضات مع العدوّ الصهيوني بالكامل، ولحلّ السلطة الفلسطينية وإبعاد كلّ المهادنين من حركة فتح، لا سيّما من نجح منهم بامتياز في امتحان التآمر على الشعب الفلسطيني. اتجاه يمهد لإعادة تشكيل المقاومة مجدداً في الضفة الغربية وإلغاء كلّ أشكال السلطة الحالية ورموزها، مما يؤسس لجبهة رفض أخرى داخل الخطّ الأخضر. أمّا الإتجاه الثاني فيتعلّق بالمقاومة أيضاً، لكن من خلال إسقاط سيطرة حماس عليها في قطاع غزّة وإعادة فتح الجبهات بالكامل مع العدوّ الصهيوني من خلال الفصائل الأخرى وبينها حماس أيضاً التي يدعو موقفها من السلام الواهي الذي تعيشه متسلّطة على قطاع غزة، غريباً بالنسبة لتاريخها المقاومة وقدراتها العسكرية الميدانية المميزة.

الشعبان التونسي والمصري حققا النصر، والصومال واقع في أتون الحرب، وموريتانيا تعيش مراحل الإنقلابات، والسودان يقسّم، ويعمد شماله إلى قمع كلّ أشكال المعارضة للبشير، والمغرب تسكن معارضاته الإسلامية واليسارية في المعتقلات والسجون أبد الدهر، وليبيا تتخّذ كافة أشكال الطوارئ على مختلف الصعد العسكرية والمدنية والمخابراتية والإستراتيجية، والعراق يبني دولته بتوليفة طائفية عرقية مشابهة للبنان، واليمن والجزائر تتسارع الأحداث فيهما، وسوريا والأردن تتحرّك معارضاتهما ببطء شديد، والسعودية والكويت والبحرين على وشك أن تقع جميعاً في المطبّ الطائفي، لكنّنا لم نسمع أبداً بسلطنة عمان، كما لم نسمع يوماً!



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجد الثورة المصرية.. إنتصار لفّ الدنيا بأسرها
- أحذية لخطاب مبارك!
- الجماهير المصرية تقول كلمتها.. وحدها!
- ثروة مبارك ولقمة عيش المواطن
- النظام المصري لا طائفي!!
- خلية حزب الله في مصر ترعب الصهاينة!
- ميدان التحرير يستفز قناة العربية!
- -مين اللي سمعك يا مبارك!؟-
- آه يا عمّي يا شيخ الأزهر!
- الثورة الشعبية
- 2010 عام غباء تدريبي وتحكيمي... وإزعاج جماهيري أهدى إسبانيا ...
- ويكيليكس العم سام
- إستقلال لبناني منجز للغاية!!
- إستقلال رسمي لا شعبي في لبنان
- رادار غبي غباء المسؤولين في لبنان
- حلم ونحس... وبركات من السماء
- سطح مالح وعمق مالح للغاية
- كوضوح حذاء يتجه إلى رأس بوش
- المدّ السابع بعد الجزر- قصص قصيرة جداً
- إنتخابات جامعية مستنسخة في لبنان


المزيد.....




- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- قوارب الهجرة من الجزائر: إسبانيا تحقق في ظهور جثث مهاجرين مو ...
- للمرة الأولى منذ إطلاقه... التلسكوب جيمس ويب يكتشف كوكبا خار ...
- من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟
- من هو المرشح المسلم لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني؟
- الجيش الإسرائيلي يزعم تنفيذ عمليات -كوماندوز برية- داخل إيرا ...
- خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآ ...
- مليار دولار من البنك الدولي لتعزيز البنى التحتية في العراق و ...
- إيران - إسرائيل: إنجازات وإخفاقات.


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - ثورة بقية الدول العربية بين الإجتماعي السياسي والطائفي