ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 14:25
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
انطلقت الثورة في مصر الأفريقية على يد شبابها الذي يعرف ويدرك جيدا كيف اغتنم الفرصة للتخلص من النضام الديكتاتوري الذي اذاقه كل اصناف المعانات, بعد ان تخندق المؤدلجون في مكاتبهم كما المعتاد, يحررون اوراقهم وخطاباتهم التي لا يكون من شانها الا تهدئة جموح هؤلاء الشباب مع العمل على اظهار وجودهم على الساحة المصرية. فمن مخدر بافكار اطلاقية ماركسية الى مخدر بافكار اطلاقية محمدية, هذين الفكرين الذين لا يختلف احدهما عن الأخر الا في الدرجة اعتبارا الى ان نهايتهما في الأخير هي الديكتاتورية ولا شيئ غيرها.
لم يحقق المؤدلجون شيءا من شئنه ان يسجله لهم الشعب المصري, رغم صراخهم كلما دفعوا باحدهم ليزج به وراء قضبان السجون كمحاولة لكسب المصداقية .في الوقت الذي يعي الشعب كل هذه التلاعبات بمصيره حتى انه اضحى يعلم ان هؤلاء لا يجيدون الا الصراخ وكلما علا صراخ احدهم كلما نال من النضام ما يرغب فيه من عطايا لينزوي بعد ذلك في صومعته العاجية.ففقد كل الثقة بهم وضرب بتصرفاتهم وسلوكهم عرض الحائط. ولما انفتحت ابواب العالم امامهم بفظل ما توصل الى اختراعه ابناء الشعوب المحترمة من قبل انضمتها, مد الشباب المصري يده لأحفاد الفراعنة المخلصين منادين ان هبوا فرادى وجماعات للتخلص من العصابة الحاكمة وحلفائها فتجمعت الحشود لا تؤطرها الا الغاية الموحدة والمتفق عليها مباشرة وضمنيا فاحتكت الكتف بالكتف وتوحد الصوت المعبر عن المطلب ان ارحل يارمز النضام ارحل يا مبارك.
اندهش النضام كما اندهش المؤدلجون من قوة الحدث. هذا الذي لم يكن في حسبان أي منهما بالرغم من ادعائهما توفرهما على كوادر ذات الأختصاص في قرائة المستقبليا ت وتحليلها. فكذب الشباب هؤلاء الدجالين الذي وقفوا امام الحدث فاغرين افواههم و صامتين وكان على رؤوسهم الطير.
احتشد الشباب المصري وراء افراد لم يسبق لأحدهم ان اختار عدسات الكامرات ليري صورته لهم ,كما لم يختر ابدا مكبر صوة ليكذب عليهم. فكانت المشاعر والأحاسيس واحدة والكلمة الصادرة عن أي منهم انما هي تعبير وافصاح واظح وصريح عما يخالج غيره منهم .
ولما شعر المؤدلجون بانهم رمي بهم الى الهامش اندفعوا ماكرين مخادعين محاولين الركوب على اكتاف الثوار انتهازا للفرصة, مجرورين بامل الجلوس على كراسي السلطة الوثيرة. فاخرجوا ما لديهم من اوراق اللعب التي تجاوزها الزمن وتقدموا الحشود للظهور امام عدسات الكامرات مكررين ما سبق ان رفعوه من شعارات لم تاتي ابدا اكلها ولن تؤتيه ابدا.
فمن مصرح انه يمثل المعارضة واية معارضة, و مناد لأعتماد يوم الجمعة للجمع وكان هذا اليوم هو وحده الكفيل بتحقيق مطالب الثوار, فرفعت اكف الضراعة الى السماء وكان هذه الأكف والأدعية هي التي ستحقق للشعب المصري مطالبه في الوقت الذي جربت وما تزال منذ ما يفوق 1430سنة ولم ينتج عنها الا ما يفيد ان الاه محمد واتباعه قد الغى حاسة السمع من اعضائه. كان النضام بالمرصاد للأصطياد في الماء العكر باعتبار انه الأعرف والأعلم بالساحة السياسية للبلد, فواجه مطلب الرحيل بالخوف من الفوظى مشيرا بالأصبع الى البعبع الذي يخيف به الحكيم الغربي والأسرائيلي وان كان هو ذاته الذي انجبه وحرص على تنشئته وتقوية عضلاته للعب بورقة خطورته. وفي نفس الأن صرخ في وجه الثوار ان الطالب الشعبية قد وصلت وفهمت وهي مستجابة. والمثير للأستغراب هو لم لم يستحي رموز النضام المطلوب بالرحيل من انفسهم وهم يصرحون بان مطالب الشعب قد وصلتهم اذ ان السؤال الذي سوف يتسائله ولو دهماء الشعب.هو اين كنتهم يارموز النضام من قبل واي عالم كنتم تقطنون؟
حاول النضام الألتفاف على المطالب المشروعة للشعب المصري بادعائه كونه على استعداد للقيام بكل الأصلاحات المطلوبة, في الوقت الذي طالب فيه الثوار بالتغيير. والفرق شاسع وفسيح بين المفهومين. ومقابل الرحيل حاول الرئيس الديكتاتور خداع الثوار بتعيين نائب عنه لتولي رآسة الدولة مع الأبقاء على صوته وصورته بارزة ومؤثرة ثم خدع الثوار من قبل ملشياته التي صارت تريق الدماء المصرية لا لهدف سوى الأبقاء على مصاصي الدماء ليمتصوا المزيد من دماء الشعب المصري.
فمد يده للحوار لما اسماه المعارضة المصرية هذه التي يعلم الشعب المصري انها فاقدة للمصداقية كما النضام ذاته. وحيث ان من يزعم تمثيل الماعرضة انقاذ وهو ما كان منتضرا لمطلب النضام واعلن بالواظح انه قابل للحوار وطبعا في ايطار ما هو معلوم ومعروف من النصوص الدستورية والقانونية الأخرى المسنونة من قبل العصابة الحاكمة لحماية نفسها قبل كل شيء. هذه النصوص التي اضحت من اولويات المطالب الشعبية بالتغيير والتعديل بما يساير رغباته من تحقيق الديموقراطية واسترجاع حريته وكرامته.غير ان مدعي المعارضة هروبا منهم الى الأمام طمعا في كراسي المسؤولية والحصول على نصيبهم من الكعكة حاولت تبرير موقفها من انها تعمل من اجل استرجاع الهدوء والأستقرار, وكان عدم الهدوء والأستقرار سقط من السماء ولم تكن له اسبابه الموضوعية. غير ان الشباب المصري اسقط في ايدي المؤدلجين بتشبثه بمطالبه واصراره على المضي في طريق الثورة الى ان تتحقق مطالبه وعلى رئسها رحيل النضام واقتلاع جذوره. فصمت مدعي المعارضة راكبين ضهري حصانين اثنين في الوقت الذي حمى النضام نفسه جوا وبرا بقطعه كل وسائل الأتصال على اقليم الدولة واغلق افواه الأحرار من الشباب الثائر ومراسلي الصحافة الدولية حتى انه التجأ الى التعذيب وسحب رخص القنوات التلفزية.كما حاول اختراق المظاهرات وتقسيمها بين موال مزور مرتشي ومناهض مصر على تحقيق هدف الثورة.
حاول الوصوليون والأنتهازيون ما بوسعهم الدخول على الخط ,فضهرت على الساحة كل سائبة وما عف الشعب وصاحت في وسائل الأعلام انها على استعداد لتولي مسؤولية الشعب المصري بعد ان وضعوا على هامش كل مفكر فيه.تعالت اصوات العالم الغربي ان على النضام ان يبدا في عمليات الأصلاح كما تعالت اصوات الحكيم الأسرائلي ان عدم استقرار النضام في مصر من شانه خلق عدم اسقرار في المنطقة لزمن طويل وان النضام المصري حليف ممتاز للأمريكان واسرائيل. اعتقد اغبياء العربان والسائرين في فلكهم ان ما يصدر عن الحكيم الغربي والأسرايلي هو عين الصواب وبالتالي يتعين اعادة الأستقرار في مصر في حين ان الحكيمين المذكورين يعلمان مسبقا ان ما يصرحان به هوذاته الذي سوف يصب الزيت على نار الثورة وبالتالي تحقيق مطلب الفوظى الخلاقة التي اعدا لها واستعدا علما منهما ان الديموقراطية هي الحامية الأساس لهما من كل ما منشانه ان يفاجئهم من انضمة تان شعوبها في صمت. كما يعلمان علم اليقين ان ما يزعمه الخرافيين الدينيين لن يستمر طويلا اما م حرية الفكر والرآء لأبناء الشعوب المذكورة الى جانب كونهما يدركان ان الجماعات الخرافية المذكورة ما هي الا اداة من ادوات الأنضمة الديكتاتورية لضمان بقائه, في الوقت الذي يكذب فيه الواقع كل ادعاءا ت المهربين الدينين من كون عدد مسلمي العالم هو ما يفوق مليارا منهم مادام ان معظم من يدعي الأسلام دينا انما يقتصر على ترديد الصفة المفروضة عليه من قبل الغير وما كانت ابدا ارادية.
ارفعوا ايها المؤدلجون ايديكم عن الثورة الشبابية وعودوا الى كهوفكم ان الشعب قد رمى بكم بسلة مهملات التاريخ فلا جدوى اذا من محاولة وضع احمر الشفاه على سائل الأنف.
ادخلوا كهوفكم واتركوا الشباب المصري يقرر مصيره واستحيوا من انفسكم ان كنتم حقا تمتون بصلة الى الجنس البشري.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟