أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - يا أيها الغالب في مدائحي















المزيد.....

يا أيها الغالب في مدائحي


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


يا أيها الغالب في مدائحي
نقوس المهدي



" إنهم يريدون خلق جيل من الضباع "
ذ. محمد جسوس


عو
عوو
عووو
عوووو
عووووو
بدأت في العواء، وخرجت بدوري الى ظاهر البلدة، كان الأمر عاديا جدا، عاديا تماما، عاديا كسرنمة، مثل ما يحدث في أحيان عديدة، كما في الأفلام مثلا أو في أحلام اليقظة، وتحولت الأحداث الى ما يشبه الأمر الواقع، ثم بدأ التحول يبسط سلطته على المدى تدريجيا، كما يحدث عادة خلال الأوبئة والأزمات والكوارث، حينما تبتدئ الظواهر بالتفسخ والتحلل، وإذا بالكل يتحولون الى ذئاب ادمية، ينزحون الى ضاحية المدينة، يعوون ما شاء لهم، كما أجساد سقيمة تفرمها قاطرة الزمن العنيد بدون أدنى رحمة، يفلق يباس الخشب وتواطؤ الصمت المريب المنبعث من الذاكرة المخترمة أرواحنا المختمرة بالنسيان وبالحرمان وبالإحباط، وأصبحنا نفكر في مدى مراهنة البياض على الوقوف في وجه الخسارات، ومدى مقاومة المرايا لفتنة الغواية، في البداية، اقترن الامر بمد اشاعات رحمتهم فينا، بزرع الوشاية، بملء الجدران بصور السلالة، بإخفاء مواد ضرورية، باختفاء مواد أساسية، برسم جمجمة تتقاطع على وجهها عظمتان، بإقامة متاريس في الجهات الأربع مائة، بإعلاء سجون، بمحصارة الأهلة، بإخماد الشموس، وباختلاق أزمات أخلاقية مرة، وذات مظاهر سياسية واقتصادية مرات أخرى، وبظهور غرباء، مافتئوا أن اجتاح دخولهم هواءنا فانتشروا فيه بجسارة، حتى اكتمل تواجدهم فينا، وأكملوا دبيبهم في تيهنا كأضغاث أحلام، يتفرقون في كل الأمكنة، يمدون آذانهم وعيونهم ذات الميمنة وذات الميسرة، طولا وعرضا وفي كل الإتجاهات والنواصي، يراقبون الحركات، ويتصيدون التحركات، وينقلونها في إضبارات صغيرة بحجم راحة اليد، يسجلون كل شئ في نفس الوقت تماما، الرشفات والهمسات تقريبا، الإلتفاتات والإبتسامات والتقطيبات والرعشات تقريبا، يحصون فقرنا، يحرسون جوعنا، يحرصون على أحزاننا الموجعة، يسممون طحين الحنطة، يطعموننا مرق الارق وشواء الغيب، ويستمنون على الجارات في افرشة مخيلاتهم، يستسلمون لدفء الأخيلة وحرارة الدفء المنبعثة من ربلاتهن اللحيمة، يستعينون بسيمياء التورية والمجاز والتأويل على سنين الحرمان، يملكون القدرة على ارتداء ألف وجه في نفس الوقت تقريبا تقريبا، وبقادرين على سماع همس الندى بصبر لحوح، وملاحقة قهقهات الصبية، يخزرون لكل شئ، يجلدونك بالنظرة، يجادلونك ويقارعونك بالحجة، ويدافعون عن خيباتهم كقديسين، ويقسمون بمواقعة أمهاتهم، وبحق آصرة الحليب المجفف، ليوهمونك بصدق النية كي يوقعونك في سوء مغبتها، يجيدون بلاغة الجلاد، وبراءة الضحية، يؤدون التحية، ويبتسمون في الوجه حتى بدون سبب، ابتسامة باهتة شاحبة، شحوب باهت يشف عن عروق زرقاء تحت جلود كالحة، ويمضون الى الحيث المجهول، حيث لا أحد يعلم، حيث اللاحيث، فيما نقضم وقتنا، نحصي خيباتنا التي تمضي بنا الى حيث لا ندري، نفرط سنوات العمر..ونعيد ترتيب ارتباكات الأيام بثمالة النبيذ الحريف واغنية "الشاليني" ، نرهنه لكنف الأحراش، لليل مقصوص الأخيلة يجرش رؤاه على رحى المستحيل، لترنيمة من رذاذ الرمل، لرفة من سخاء البحار، لفيض الغابات المتكئة على حياد الظلال ولامبالاة الطقس، ولجبال تسندها هشاشة الفراغ، ننسج أجنحة ومواويل لأحلام الفقراء، نعتق الأفراح لأعوام مقبلة، نريق بولنا على رؤوس السلاطين، قطرة قطرة كتبول البعير، ندلق عليهمما نضمر لهم من كراهية، نقتفي عزلة اللقالق الى حيث يقين العزلة، نلملم سمسم الضياء اليسٌاقط من جدائل الشمس، نرمم تعتعة القناني بكل ما نملك من نفايات عمر كئيب كنت أشك دوما في أنه ينتمي لفصيلتي، نراهن على سباق خاسر، عن من منا يسابق ظله، ويصل الى حتفه الأول، عن من يؤدي رقصة السيرتاكي بحذاقة ألكسيس زوربا، عن من يعلق آماله على لوعة الصدفة، عن وطن ما يزال يضبط ساعاته على الوحدة ونص، وطن تنبجس منه السجون والشرطة والرزايا كالخطيئة، وطن لا ياتيه الخير من بين يديه ولا من خلفه ولا من أمامه، عن ما يكنزون لنا من جوع ومن هراوات، عن البازلاء والفاصوليا والعدس والفوم والكرفس، عن الحروب الساخنة تمرغ قاعها في اسمالنا، عن أحادي أوكسيد الكربون والمازوت ينعش هواء الحدائق، والطرقات الملغومة بكمين الجسر وتيه السبيل، عن حشيشة القنب والسيكران وزهرة الخشخاش تربت على اجداث الدهاقين، عن من يبني فرحه على زقزقة اليمام وأهازيج الفراشات، ونجوم تتأرجح في الميزان، عن سر استئمان الحق على بريق الذهب الابريز، عن من يعلق عواطفه على رضا حبيبة تنزع حبيبات دمه من فتنة غبطتها، وتسقط سحنته من وهج اللهفة، عن الوصولي يهتبل المناسبة، عن من يعض على وجعه بالنواجد وينضج نوم آولاده على ماء القدر، عن من يجلو الحزن العالق في القدور، عن من يستدرج الجمل إلى قدر، عن من يستدرج الأقدار الى الصراط..
الصراط الغير المستقيم،
صراط الذين
الصراط الذي
صراط الذي
السراط السيار
سراط الغريب
سراط الغربات
سراط حيث وحتى وقاب وقوسين وكاد وعندما وبعض وبعدما وإما وأما وما في الحسبان ..
حيث لا سراطا مستقيما يجس سنابك الصافنات
لا نمارق ممدودة من حرير ودمقس للمماليك المذهولين الآبقين
لا لوطن بدون حرية ونصف قبر
لا للطغاة يستعذبون النهب فينا
تقول أمي ما شأنك والسياسة يا ولدي
يقول المناضل الحياة لا تؤخذ الا عنوة
يقول الفقيه كل بدعة ضلالة
يقول المواطن مواطنون نحن لا رعايا
يقول الشارع إذا الشعب يوما أراد الحياة
يقول السياسي الحزب محطة لبلوغ الوزارة
يقول الوالد كن رجلا ولا تتبع خطواتي
يقول القديس ليس بالخيز وحده يحيا الانسان
يقول الثعلب حينما تسمق الدالية كم أنت حامض أيها العنب
تقول العرافة في حياتك يا ولدي
يقول السياف الوقت كالسيف
يقول الصائغ الوقت من ذهب
يقول النقابي ياعمال العالم اتحدوا
يقول المحامي لا أحد يعذر بجهله للقانون
يقول الفدائي المجد للكلاشنكوف
يقول الشاعر يا أمة ضحكت
يقول الراوي من أين تبتدئ الحكاية
يقول الإنتهازي من أين تؤكل الكتف
يقول صاحبي نحن من نصنع أصنامنا، نؤلهها ونعبدها ونقع في حبها، وأتذكر بيجماليون، ومايكل أنجلو وهو يجدع أنف المسيح ملاطفا إياه بإزميله مخاطبا إياه: إنطق يا موسى
وأقول للشهداء شهاداتهم
ولدماء الشهيد عرسها الدموي
ونعيد ترتيب ارتباكات الأيام بثمالة النبيذ الحريف وأغنية " الشاليني "، نفرط سنين العمر، نقضم وقتنا، ونحصي خيباتنا التي تمضي بنا الى حيث لا ندري، حيث لا أحد يعلم، حيث اللاحيث، فيما ظهور الغرباء يجتاح هواءنا، يتفرقون في كل الأمكنة، حتى انتشروا فيها بجسارة، واكتمل تواجدهم تلقائيا فينا، وأكملوا دبيبهم في تيهنا كأضغاث أحلام، يمدون آذانهم وعيونهم طولا وعرضا، وفي كل الإتجاهات، ذات الميسرة وذات الميمنة، يتصيدون التحركات، ويراقبون الحركات، يلعنون المعنى، يسجلون كل شئ في نفس الوقت تماما، وينقلونها في إضبارات صغيرة بحجم راحة اليد، الهمسات والرشفات تقريبا، الرعشات والتقطيبات والإبتسامات والإلتفاتات تقريبا، يسممون طحين الحنطة، يطعموننا شواء الغيب ومرق الأرق، يحرسون جوعنا، يحصون فقرنا، ويحرصون على أحزاننا الموجعة، يستمنون على الجارات في أفرشة أخيلتهم، يستسلمون لدفء الأخيلة وحرارة الدفء المنبعثة من ربلاتهن اللحيمة، يستعينون بسيمياء التأويل والمجاز والتورية على قهر سنين الحرمان، يملكون القدرة على ارتداء ألف وجه في نفس الوقت تقريبا تقريبا، وبقادرين على سماع همس الندى بصبر لحوح، وملاحقة قهقهات الصبية، يجلدونك بالنظرة، يخزرون لكل شئ، يجادلونك ويقارعونك بالحجة، ويدافعون عن خيباتهم كقديسين، ويقسمون بحق آصرة الحليب المجفف، وبمواقعة أمهاتهم ليوهمونك بصدق النية كي يوقعونك في سوء مغبتها، يجيدون بلاغة الجلاد، ويفتعلون براءة الضحية، يؤدون التحية ويبتسمون في الوجه حتى بدون سبب، ابتسامة باهتة شاحبة، شحوب باهت يشف عن عروق زرقاء تحت جلد كالح، ويمضون الى الحيث المجهول، حيث لا أحد يعلم، حيث اللاحيث، حيث يفلقنا يباس الخشب، وتواطؤ الصمت المريب المنبعث من الذاكرة المخترمة، المختمرة بالنسيان، واقترن الأمر باختلاق أزمات اقتصادية وسياسية، وذات مظاهر أخلاقية مرات اخرى، بإخماد الشموس، بمحصارة الأهلة، بإعلاء سجون، بإقامة متاريس في الجهات الأربع مائة، برسم جمجمة تتقاطع على وجهها عظمتان، بإخفاء مواد أساسية، باختفاء مواد ضرورية، بملء الجدران بصور السلالة، بمد اشاعات رحمتهم فينا في البداية، حتى أصبحنا نفكر في مدى مراهنة البياض على الوقوف في وجه الكوارث والخسارات، ومدى مقاومة المرايا لفتنة الغواية، وإذا بالكل ينزحون الى ضاحية المدينة، يتحولون الى ذئاب آدمية، يعوون ما شاء لهم، كما أجساد تفرمها قاطرة الزمن العنيد بدون ادنى رحمة، وابتدأت الظواهر بالتحلل والتفسخ، ثم بدأ التحول رويدا رويدا، كما يحدث عادة خلال الأوبئة والأزمات والكوارث، بدأ التحول يبسط سلطته على المدى تدريجيا، وتحولت الأحداث الى ما يشبه الأمر الواقع، كما في أحلام اليقظة أو في الأفلام مثلا، ومثل ما يحدث في احيان عادية، عاديا كسرنمة، عاديا تماما، عاديا جدا كان الأمر، خرجت بدوري الى ظاهر البلدة، وبدأت في العواء،
عوووووو
عووووو
عوووو
عووو
عوو



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى انت يا جابر عصفور
- المدام ذات الكعب العالي - أقصوصة
- مقامات العنين والبهكنة
- رمز السندباد في شعر محمد علي الرباوي -2-
- محمد علي الرباوي; ما يشبه الشهادة أو أقل
- رمز السندباد في شعر محمد علي الرباوي
- مواقف ومخاطبات لا تلزم النفري
- حين كان الحب ديني وإيماني‏‏
- مضاعفات الفروقات اللغوية
- جئت لأزف إليكم بشرى موتي
- وليمة سقراط الأخيرة
- أربع سنوات على تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالي ...
- لا عدالة ولا تنمية في حزب العدالة والتنمية
- المواطن المغربي بين سيف المس بالمقدسات واهانة الموظفين
- اليوسفية وفوسفاطها ... هل من حساب ؟
- باب ما جاء في حقد مخزن اليوسفية على الجمعيات الحقوقية
- اليوسفية.. باب ما جاء في أمر المال السائب
- مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وسرقة المال العام
- وحيد نور الدين .. انك تقص علينا احسن القصص
- البحث عن عباس


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - يا أيها الغالب في مدائحي