وحيد نور الدين .. انك تقص علينا احسن القصص

نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 09:52
المحور: الادب والفن
    

حطت الحرب أوزارها ووضع الفرسان عدتهم وعديدهم ليستريحوا بعض الوقت من نصب وعناء ونقع المعارك وضغائنها وانسحبت الفيالق إلى الصفوف الخلفية لتضميد النفس من أدران وأوجاع ظلم ذوي القربى .. معركة حميدة بلا حركة ولا خيل ولا بارود .. بلا قفازات ولا حلبات.. بلا متاريس ولا طائرات حربية ولا صواريخ عابرة للقارات ولا أسلحة دمار شامل ولا راجمات بقدر ما فيها من حلفاء يحشون أنوفهم بالنفحة ويرجمون بالغيب… معركة شاهدنا شبيها لها في الأدب العربي على مر صفحاته البهية ابتداء من عصر الجاهلية حيث طلق امرؤ القيس زوجته أم جندب لما فضلت عليه علقمة التميمي وسمي بالفحل حين ركبها..مرورا بنقائض الأخطل والفرزدق وجرير وصولا الى أم المعارك التي دارت رحاها بين طه حسين والعقاد والمازني واحمد حسن الزيات والرافعي وإبراهيم ناجي.. والمازني وطه حسين و صادق الرافعي.. وعلي محمود طه وشكري ..ومعركة العقاد مع إبراهيم ناجي .. وإبراهيم ناجي وإبراهيم المصري.. وخليل مطران وأحمد زكي أبو شادي …ومعركة محمود أبو الوفا مع جماعة أبولو….
والتي تعدت أحيانا المضمار الأدبي لتخوض في الأعراض حد السباب والتجريح والتنابز بالألقاب حيث كان يقول المازني لطه حسين ليس على الأعمى حرج فيجيبه طه ليس على الأعرج حرج..
الى معارك أخرى أذكى نارها طه حسين حين كان يدعو الكتبة الشباب بالمتأدبين فأثار حفيظتهم وأسال الغزير من الحبر..
نور الدين وحيد ..
أنت تكتب أدبا رصينا و تطعم حكيك بكلام من أعماق مجتمعنا وتعبيرات من صميم محكينا اليومي .. والكلمات مطروحة على الطريق كما يقول السلف الصالح عمرو بن بحر الجاحظ ..وإذا كان المقاس المناسب لقياس قاماتنا الأدبية كتاب ارض الكنانة فجلهم طعموا كتابتهم بالعامية المصرية يوسف ادريس وابراهيم عبد المجيد ومجيد طوبيا ومحمد مستجاب ومحمد يوسف القعيد سليل فلاحي قرية الضهرية ..كما أن اشهر الكتاب المغاربة المعروفين في الولايات المتحدة والذين تخلد ذكرهم الانطولجيات الأدبية الامريكية هم مبدعون شفاهيون محمد العياشي ومحمد المرابط ..و عندما استنبث محمد قاوتي مسرحية بوغابة عن مسرح بريشت لم يدر في خلده انه سيخلد للمسرح المغربي أروع الآثار الدرامية وكذا الأمر عند يوسف فاضل في حلاق درب الفقراء ومحمد انقار في رائعته المصري حيث تقمص شخصية الأديب نجيب محفوظ ومنحنا نصا روائيا طاعنا في البهاء..
نور الدين سارد له من الخصال الريفية ما يؤهله للكتابة على طريقته التي لا يضاهيه فيها احد .. الى حد يمكننا معه التكلم عن واقعية القاع ..قاع البادية المغربية بكل ما ينطوي عليه هذا التصنيف من فرادة وتميز..يسمه لسان مغرق في العفوية .. عفوية ذلك البدوي الذي يتقمصه ويسكنه من دون التورط في مجريات الأحداث .. ومؤثت برحيق العسلوج والحميضة والكرنينة والحسكة وسربوب الخرف والبرواك والنوالة ..قاموس يقتحم عليك عزلة نقاوة وصفاء لغوك المديني... وهذه تجربة ادبية - لان لوحيد من الإصدارات ما يشفع له بالخوض في تجربته الأدبية الخاصة في الكتابة - تحتاج لكثير من الدربة و الحنكة علي صناعة القول وتذوقه والى ذاكرة شعبية لترويض اللغة وغزلها قل من يتقنها سيما وانه وفد الى هوس الكتابة وشغبها من ازدهار الاقتصاد وبواره.. ومن وسط عروبي لا يقبل بالحد الأدنى من الحكي فيسمو به الى تخوم الممكن حيث هناك لا وجود لمنافس حتى وان كره الآخرون . فمحمد شكري لم يكن خريج كليات قلة آداب ..وولد قرد لم يكن خريج المعهد العالي للفنون الدرامية.. ولا مصور راسو كان خريج مدرسة الفنون الجميلة.. و لا الجينرال الحمرب صديق درب الجينرال جياب وهوشي منه كان خريج الأكاديمية العسكرية.. و لا السي المغامير كان خريج دور الشباب المغربية التي تفقس الجنوح ولا بريغيتة خريج مدارس كرة القدم..
وحين ذهب البعض أثناء السجال إلى سرد أسماء هيجو و شكسبير خفت أن يشط ببعضهم الوهم وانعدام الحياء إلى نعت شكسبير بالسارق أيضا لأنه كما يدعي بعضهم بكثير من قلة الحياء تطاول على الشيخ الزبير فسلبه اسمه وقرصن اوطيللو وأقحمه في مسرحيته..
المبدع نور الدين أنت رائع وزيادة ..
أنك تقص علينا احسن القصص..
واتحدي من يكتب نصا في قامة بورتريه الجينرال الحمري …
واللي كال ذا الحريرة باردة يدير يدو فيها ..

#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل