اليوسفية .. مجموعة م. ش. ف والسكن الوظيفي واستغفال العمال

نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:24
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

اليوسفية .. مجموعة م. ش. ف والسكن الوظيفي واستغفال العمال
لا ندري على وجه التحديد لماذا يرتبط معنى الدار بقبر الحياة في الذاكرة الشعبية المغربية.. ولعل هذه الصيغة المجازية لم تطلق جزافا، أو جاءت من خواء لو لم تكتس السكنى تلك القدسية وذلك الأثر البالغ في ستر عيوب الناس، وإيوائهم من تشرد، ووقايتهم من ضياع..
ولقد استغرب الرأي العام المحلي وعلى راسهم شغيلة الفوسفاط باليوسفية ، ما طلعت عليهم به المذكرة رقم 994 الصادرة عن مصلحة الشؤون الاجتماعية ، بخصوص بيع السكن الوظيفي الحي المحمدي ، وليس تفويته كما تدعي المذكرة المذكورة ، أو كما تنص على ذلك القوانين التي تؤكد على الحق في السكن اللائق .. ولعل أول ما يتبادر للذهن هو التلاعبات التي اعتمدت في تحديد أثمان تلك الدور، وذلك للتغطية والتمويه على الأثمان المعقولة والمناسبة إن لم نقل الزهيدة فعلا، والتي فوتت بها مساكن موازية في المراكز الفوسفاطية المهمة بالبيضاء وأسفي وخريبكة ، حيث بات واضحا من المرجح أن يستفيد منها أصحاب القرار بالضرورة ، لما تعرفه هذه الحواضر من ازدهار ونمو اقتصادي ملحوظ ، على خلاف اليوسفية التي تعرف انخفاضا على مستوى العقار، وتعيش تهميشا وتخلفا وفقرا وركودا اقتصاديا قاتلا ، وآفاقها غامضة تندر بالشؤم ، حتى ليمكن القول أنها مدينة بدون ملامح ولا مستقبل ..
المتتبع لمسار الصفقة يلاحظ الطبخة الغريبة التي تمت بها في تغييب المعنيين بأمر الشراء ، ويتساءل عن المعايير والمقاييس التي اتبعت في تحديد الاثمنة ، وإخراج الصفقة من إطارها الاجتماعي الرامي لتمكين العمال من سكن لائق كما تتبجح الإدارة إلى الإطار التجاري الصرف الرامي إلى كشط جلد العامل وشرب دمه ، خاصة إذا علمنا إنها بنيت بعرق آبائهم ، ودفعوا هم أيضا ثمنها أضعافا مضاعفة من رزق أبنائهم ..
الأمر لم يعد يدعو للسكوت عن هذه التجاوزات التي تحبك بالكواليس داخل مجلس إدارة الأعمال الاجتماعية بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط،، والتي تتجلى واضحة في الطريقة الاعتباطية التي تود أن تباع بها منازل عتيقة متآكلة شيدت خلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضي ، وتعرف بهشاشة بنيانها وتآكل جدرانها وإصابتها بالتلف من شدة الإهمال، وتحتاج إلى ملايين السنتيمات لصيانتها وترميم خصاصها ،وأن سيء الحظ ذاك الذي سوف يقتني هذه السكنى، قد لن ينفع معه صابون تازة لتقويم أودها ..
خلاصة القول لا ندري كيف تحايل المعنيون بالأمر على السيد المدير العام لمجموعة م .ش. ف ، لإقناعه بجدوى تلك ألاثمان ورفقها ، واغلب الظن أن الطريقة تمت بتحايل سافر على اللجان المختصة ، والأرجح أيضا وأيضا أنهم خصصوا نماذج وعينات سكنية بعينها صبغوها وزينوها وشذبوها ، حتى أصبحت تحفة تسر الناظرين .. تماما كما يتحايل أهل العروس القبيحة على العرسان المغفلين ويوهمونهم بعروس حسناء رائعة الحسن والجمال ، وفي يوم الدخلة يغافلونهم ويغيرون العروس..

#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات