أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - وليمة سقراط الأخيرة














المزيد.....

وليمة سقراط الأخيرة


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 06:30
المحور: الادب والفن
    


وليمة سقراط الأخيرة
نقوس المهدي



حتى اللحظات التي لفظ فيها انفاسه الاخيرة في تلك الصبيحة من الصباحات الربيعية ظل المعلم سقراط محافظا على صفائه والعهدة على الرسام جاك-لوي دافيد، الذي خلده في احدى اشهر لوحاته الفنية مادا يسراه عن طيب خاطر وبثبات وعزم مكين الى قدح الشكران

كان في قمة صفائه الروحي ورباطة الجأش نفسه والسخرية اللاذعة ذاتها التي واجه بها القضاة الخمسمائة بقيادة الرجال الثلاثة "ميليتوس" و"أنيتوس" و"بوليقراط" الذين لم يشفع لهم كبر سن الرجل ووهن عظمه، ولا ليونة انامل الداية "فيناريت" على طراوة أجسادهم ساحبة اياهم من ظلمات ارحام أمهاتهم، الام/ امه التي ظل طول حياته يبرهن من خلالها على عدم عقم الفلسفة. الصفاء الروحي نفسه ورباطة الجأش والسخرية اللاذعة ذاتها وهو يصب السائل السام في جوفه دفعة واحدة كانه يعب خمرا، ساخرا من ايسكولاب، اله الطب، في ذلك الصباح من الصباحات الربيعية

فيما كانت يسراه معلقة في الهواء تشرح احدى نظرياته التي ألبت عليه الاكليروس، ومنتهرا طلابه الذين أخفوا سحناتهم في أطراف قمصانهم مستغرقين في بكاء مرير.
افلاطون الذي كتب على باب أكاديميته " من لم يكن مهندسا فلا يدخلن علينا ".
وارسطو ابن نيكوماخوس الذي ابتدع فيما بعد فلسفته المشائية، وكتب الكتاب الفريد سر الاسرار.
و كريتون أقرب الطلاب الى نفسه، والذي أمره بدفع ثمن ديك لايسكولاب دون مفاصلة، حتى وهو يعالج السكرات الاخيرة من الموت قبل ان يغمض عينيه في تلك الصبيحة من صباحات اثينا الربيعية

حتى وهو في اللحيظات الاخيرة من الحياة لم يكف سقراط عن التامل والدفاع عن الفضيلة والسخرية والتفكير عن مال الفلسفة، وفي حساء العدس المحبب الى نفسه، شئ وحيد لم يستحمله المعلم وهو في ارذل العمر، لا مآل الفلسفة، أبدا، لأنه يعرف اي الرجال هم الذين لقنهم خلود المعرفة، ولا مستقبل اثينا لان الديكتاتوريات تدول وتزول، بل عويل ونواح اكزانتيب التي كانت دائمة السخرية من تخريفاته، وهي تذرو على راسها التراب وتتمرغ في الوحل خارج أسوار السجن، والذي ظل يتناهى الى مسامعه ويمزق نياط قلبه حتى اللحيظات التي لفظ خلالها أنفاسه الاخيرة، مسلما الروح في ذلك الصباح من صباحات فصل الربيع...



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع سنوات على تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالي ...
- لا عدالة ولا تنمية في حزب العدالة والتنمية
- المواطن المغربي بين سيف المس بالمقدسات واهانة الموظفين
- اليوسفية وفوسفاطها ... هل من حساب ؟
- باب ما جاء في حقد مخزن اليوسفية على الجمعيات الحقوقية
- اليوسفية.. باب ما جاء في أمر المال السائب
- مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وسرقة المال العام
- وحيد نور الدين .. انك تقص علينا احسن القصص
- البحث عن عباس
- ما معنى أن تكون مواطنا بالمغرب
- ما معنى أن تكون مبدعا بالمغرب... ما معنى
- تغريبة الفتى
- تغريبة الفتى عباس الثاني
- شاعراحترف الشهادة... شاعر يقتاد العالم الى حتفه المضيء
- اليوسفية .. مجموعة م. ش. ف والسكن الوظيفي واستغفال العمال
- من هموم امرىء القيس الدائرية
- حوار مع رئيس الفيدرالية المغربية لمتقاعدي ومستخدمي
- حقوق الإنسان بين الحق والباطل
- هكذا تكلم عباس الثالث
- اليوسفية .. المغرب


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - وليمة سقراط الأخيرة