القدم بين القديم و القادم

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 17:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ناحية من نواحي اللغات السامية التي تثير اعجابنا العميق هي طريقتها الرائعة في صياغة مفردات جديدة بفضل الاستعارة و الاشتقاق و المزيد فمثلا اللكمة العربية (قدم) كما في (على قدم و ساق) وفرت للعربية فرصة فريدة في صياغة افكار معينة في مفردات مثيرة تتحرك الى الامام و الخلف او الى الماضي و المستقبل لان (القدم) هي الاساس نسير عليها يوميا و هي تحرر اليد من دورها كوسيلة للتنقل كالحيوانات نستطيع بواسطتها ان (نتقدم) الى الامام مرفوعي الرأس لانها تشيرالى (التقدم) و (القادم) و (القدوم) دون ان تترك الماضي في ذاكرتنا عن (القديم) و السابق لان (القدم) تجمع هنا بين السابق و اللاحق.

ان تحرك (القدم) الى الوراء في (القديم) و(الاقدمين) و (التقدم) بالعمر او باستقبال (القادم) في الامام تستطيع ان (تقدم) و تؤخر من مصدر واحد. كلما وقعت العين على (القدم) يبدأ السفر في اتجاهين معاكسين من نقطة واحدة. هذه هي احدى ميزات قوة و سيولة اللغة على الخط الزمكاني و انك فوق ذلك تستطيع ان (تقدم) نفسك للتعارف في الحاضر او (تقدم) شكر و خدمة و خطوة او (تقدم) للامتحان. و اذا (تقدمت) الى الامام فانت (مقدام) و شجاع لان في (التقدم) جرأة و لكن في (التقدم) ايضا طيش و تهورعندما (تقدم) على القيام بعمل طائش.

هناك بلدان (متقدمة) لانها تدخل صلب الموضوع بدون (مقدمات) و (تقدم) شخصياتها عادة استقالتها بعد فترة من الزمن لا تتجاوز بضع سنوات اذا لم تحقق (التقدم) المنشود للبلد.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات