نقوس المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 18:59
المحور:
الادب والفن
في خضم متابعتي لمجريات احداث ثورة الشعب المصري ضد سياسة الحزب التوليتاري الذي اطلق بطانته الفاسدة واجهزة بوليسه السري لنهب المواطنين واشاعة الفساد وترويع المواطنين لارباك حسابات المتظاهرين وتحسيسهم بالرعب وعدم الامان، تذكرت ان بعض الوقائع التاريخية تكاد تعيد احداثها بطريقة ترابطية، تذكرت عصابة الدولة المملوكية والملك نجم الدين ايوب، والملكة " شجر الذر" وغيرهم من الذين سادوا مصر بالفساد والغدر والوشاية والفضائح والتقتيل والمؤامرات والفوضى والاضطراب، وروايات تاريخ الاسلام لجورجي زيدان، وروايات جمال الغيطاني نجيب محفوظ التي تحدثت عن اضرام النيران في القاهرة والمنصورة ومدن عديدة اخرى، واطلاق ايدي الغوغاء والفتوات والحشاشين في متاع الشعب المصري خلال احداث مماثلة تماما لزرع الفتنة كي يستتب لهم الامر، وارغامهم على الالتجاء الى السلطة المركزية واظهار الولاء لها لحمايتهم ..
الشئ المريب في مستجدات تطور الاحداث في بر مصر هو تواطؤ جابر عصفور ضد ارادة 80 مليون من المواطنين في هذه الظروف الحالكة من تاريخ أم الدنيا، واشتراكه في حكومة عسكرية لا تعكس ارداة الشعب المصري الذي يرفضها جملة وتفصيلا، ويعي سلفا انها حكومة مطبوخة مكونة من زمرة من المهرولين والمفسدين ممن سرقوا البلد ونهبوا خيراته وانتهكوا حرمته، واهانوا المواطنين ..
اي ثقافة يعرفها نظام عسكري مستبد فاسد فاشي لا يعرف غير لغة السيولة والنهب والاعمال وقمع الحريات والتضييق عليها، والاحكام بقبضة من حديد على رقاب الجماهير.
اي ثقافة وقد اظهر التاريخ بما لا يدع مجالا للشك ان اعتى المثقفين واصلبهم تلينهم عنجهية وقسوة الحاكم ..
اي ثقافة هذه التي سترغم د. جابر عصفور على نزع عويناته النقدية التي صاغ بها عشرات الدراسات في النقد الادبي ليضع محلها عوينات لا تصلح سوى لعد النقود واحصاء الممتلكات وادارة الاعمال
اي ثقافة هذه التي ستحرم جابر عصفور وغيره من المثقفين العضويين من الوقوف في صف الجماهير الشعبية للهتاف ضد الظلم والاستبداد، وتغريهم للوقوف في طابور المهرولين ضد ارادة الجماهير ومستقبل وامان ودمقرطة مصر
لو كان العملاق عباس محمود العقاد حيا لكان له راي اخر في السلطة وثقافة المشمش ايضا... وفي جابر عصفور ايضا وايضا..
#نقوس_المهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟