أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - الوجوه الغائبة














المزيد.....

الوجوه الغائبة


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 23:28
المحور: سيرة ذاتية
    


رحل عام 2010حاملا معه باقة من أحب الوجوه إلى قلبى وعقلى. كم كنت أتمنى أن أتكلم عنهم جميعا لكننى أكتفى هنا بمن يذكرنى بهم شهر يناير، أولئك الذين كنت دائم الإلتقاء بهم كلما أتيت إلى القاهرة لكى أشهد معرض القاهرة الدولى للكتاب.
1ـ محمد عفيفى مطر شاعرنا ومفكرنا العربى الكبير، وواحد من أنجب من أنجبتهم: "رملة الأنجب" قريته ومسقط رأسه ، (كأن الذى أطلق عليها هذا الإسم كان يعرف أنها سوف تنجب فى يوم ما محمد عفيفى مطر!!)، عرفته منذ حقبة الستينات الزاهية وتوثقت صلتنا ، وحلمنا معا مثل أغلب أبناء جيلنا بوطن عربى واحد تتحقق فيه الحرية للوطن وللمواطن، وطن تسود أركانه العدالة والسلام ، ويساهم مثلما ساهم أسلافه فى صنع التقدم للبشرية جمعاء، حلمنا معا وانكسرت أحلامنا معا ، وكانت قمة الإنكسار فى عام 1991 بعد أن نشبت حرب الخليج ، وتعرض عفيفى للإعتقال فى بلده مصر بتهمة تأييده لشعارات حزب البعث، ..حين لقيته أول مرة بعد أن أفرج عنه ، قال لى وهو يعانقنى : ـ ضربونى ضرب يا نصار ياخويا.. لماذا؟ لا أعلم ..لم يكونوا يريدون منى أن أعترف بأى شىء أو أن أدلى بأية معلومات، لكنهم كانوا يضربوننى بغلّ ووحشية، وراح يشير إلى مواضع الجروح الغائرة فى وجهه وصدره وظهره وذراعية ثم يزفر فى مرارة وهو يردد بيت المتنبى: ـ "لا أذود الطير عن شجر**قد بلوت المر من ثمره "
...فى نهاية شهر يناير من كل عام ..كنت ألتقى يوميا بعفيفى فى المقهى الثقافى بمعرض الكتاب ، نتسامر معا، ومعنا بقية الأصدقاء الذين تبقوا من جيل الستينات ، وفى المساء نلتقى مرة أخرى فى ألجريون ، وربما مضينا لكى نكمل السهرة فى شقته فى مصر القديمة ومعنا صديقنا الشاعر الكبير محمد سليمان ، فى نهاية المعرض أودع عفيفى وسليمان وبقية الأصدقاء ثم أسافر إلى سوهاج على أمل أن نلتقى فى المعرض القادم...فى يونيو الماضى اتصل بى عفيفى لكى يقول : " انتابنى اليوم شوق قوى إلى أن أسلم عليك فاتصلت بك ، قلت له أهلا .. وتسامرنا طويلا عبر الهاتف كما كنا نتسامر فى القاهرة ... بعدها بأيام اتصل بى محمد سليمان لكى يقول لى إن الحالة الصحية لعفيفى قد تدهورت فجأة ، وإنه قد نقل إلى المستشفى ... سارعت إلى الإتصال به فردت على زوجة ابنه لكى تقول لى إنه غائب عن الوعى ... بعدها بأيام فارق الحياة ...شعرت بالرجفة حينما جاءنى خبر وفاته، وقلت لنفسى .. إذن كأنه حينما اتصل بى كان يودعنى! .
2ـ فاروق عبدالقادر: وجه آخر من وجوه الستينات الزاهية ظلت صلتى به مستمرة منذ أن عرفته منذ مايقرب من خمسة وأربعين عاما إلى أن غيبه الموت فى عام 2010، عرفته أول ما عرفته فى مقهى ريش حين كنا نتحلق نحن الشباب ( فى ذلك الوقت ) حول نجيب محفوظ فى مساء كل جمعة ، أما فى بقية الأيام فقد كنا نلتقى فرادى فى نفس المقهى ، ولقد كان فاروق عبدالقادر واحدا من الذين كثيرا ما التقيت بهم ، خاصة أنى كنت أيامها أعمل فى البنك المركزى الكائن بشارع قصر النيل ، وكان مقهى ريش يقع فى طريق عودتى إلى منزلى سيرا على الأقدام، وحتى بعد أن تركت القاهرة بأكملها وانتقلت إلي العمل في سوهاج ظل فاروق عبدالقادر واحدا من الذين أحرص علي التواصل معهم بين الحين والحين، فقد كان يشدني إليه أنه نموذج نادر يصعب تكراره في حياتنا الفكرية والثقافية، ففضلا عن ثقافته الواسعة التي كونها من خلال قراءاته باللغتين : العربية والإنجليزية، وفضلا عن قدرته الفريدة علي تحليل النص الإبداعي التي جعلت منه بلاجدال واحدا من أهم النقاد المصريين والعرب في القرن العشرين، فضلا عن ذلك، فهوعلي المستوي الإنساني نموذج بالغ التفرد، يقول دائما ما يؤمن به بلا مواربة ولا مجاملة، ويوجه سهام نقده دائما إلي المؤسسات الثقافية الرسمية بكل ما تصنعه وما تصطنعه من رموز فيها من الزيف في معظم الأحيان أكثر مما فيها من الحقيقة، ... وفى ديسمبر 2009 أصيب فاروق بنزيف فى المخ نقل على إثره إلى المستشفى ، ولقد هاتفته فى مستشفاه مرتين حيث كان ذهنه ما زال صافيا ومتقدا ، لكنه سرعان ما تدهورت حالته ودخل فى حالة غيبوبة ظلت ملازمة إياه إلى أن وافته منيته فى شهر يونيو الماضى بعد يوم واحد من إعلان فوزه بجائزة الدولة للتفوق ( وهو الفوز الذى لم يسمع به بطبيعة الحال نظرا لغيبوبته ) ، ورغم أن واحدا بحجم فاروق كان يستحق منذ سنوات طويلة ما هو أكبر بكثير من هذه الجائزة التى سبقه إلى الفوز بما هو أكبر منها من هم أقل شأنا منه ، إلا أن فوزه كان على أية حال محاولة متواضعة لرد الإعتبار إليه . لكنها للأسف الشديد جاءت متأخرة جدا
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فودة: حوارات وذكريات
- عن أساليب التزوير (2)
- عن أساليب التزوير (1)
- عن الحبر الفوسفورى
- ميساء آق بيق
- رأس المال والصحافة
- جداول الناخبين على الإنترنت
- عن رفت المحجوب(2)
- عن رفعت المحجوب (1)
- مصر الولادة
- عقيدة الآميش
- كذب الأخطبوط ولو صدق!!
- الأبنودى يتبرع بجسمه
- رحيق العمر
- عن المرأة والقضاء
- فيللا النقراشى باشا
- لابد من تشريع عاجل
- هزيمة وانتصار
- أحمد كامل ( 2)
- أحمد كامل (1)


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - الوجوه الغائبة