أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - أحمد كامل (1)














المزيد.....

أحمد كامل (1)


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 12:00
المحور: سيرة ذاتية
    


مثلما اندثر نموذج عمر بن الخطاب بين حكام المسلمين ، كذلك اندثر نموذج أحمد كامل بين المحافظين ... الذين عاصروه فى منتصف الستينات من القرن الماضى محافظا لأسيوط ، والذين ما زالوا يذكرون تلك الحقبة يستطيعون أن يقولوا لأنفسهم وهم مطمئنون : " أجل ...إن أحمد كامل ـ بغيرشك ـ هو عُمـَر القرن العشرين .. كلما رأيت موكبا معاصرا من مواكب السادة الكبار,,..كلما رأيت موكبا من تلك المواكب التى توقف الحركة وتعطل المصالح وتقطع الأرزاق..فضلا عما تكلفه من الأعباء المالية على خزينة دولة مثقلة بالديون ...كلما رأيت موكبا من تلك المواكب التى لم تعد تقتصر على الرؤساء والوزراء والمحافظين وحدهم بل امتدت إلى من هم دونهم فى موقع السلطة بكثير ..إمعانا من هؤلاء جميعا فى نهب البلد المنهوبة أصلا !!...كلما رأيت موكبا من تلك المواكب تذكرت أحمد كامل، مثلى فى ذلك مثل كل من عاصروا عصره من أبناء أسيوط ، تذكرته وهو يسير على قدميه فى شوارع أسيوط وحاراتها يوما على الأقل فى كل أسبوع ، يتفقد أحوال الناس على الطبيعة ، ....يصل هو بنفسه إليهم بدلا من أن يكلفهم عناء محاولة الوصول إليه ، ...يمشى بدون حراسة ( لماذا يحتاج مثل هذا الرجل إلى حراسة ؟؟) لا يرافقه سوى مدير مكتبه يحمل دوسيها يودع فيه الطلبات التى كان يتقدم بها أصحابها ، وأجندة يدون فيها اقتراحات المواطنين وشكاواهم واعدا إياهم بالعمل على حلها ، ودائما ما كان يفى بوعده طالما كان هذا فى استطاعته ، ولقد أتاحت لى الفرصة الخالصة ـ بعد رحيل أحمد كامل عن عالمنا ـ أن ألتقى يوما فى أحد مقاهى أسيوط بمن كان يعمل طاهيا فى مقر إقامته التى ما زالت إلى الآن فى نفس الموقع بشارع المحافظةعلى الضفة الغربية للنيل ..قال لى عم إبراهيم ( أظن أن هذا اسمه إن لم تكن قد خانتنى الذاكرة ) ... ـــ الباشا رحمه الله ..ما لهوش مثيل ..كان يكره إنى أناديه ياباشا ..وأنا كنت أقول له : حاضر... ياباشا، فيضحك ويقول : من أولها كسرت الكلام !! وفي مرّة من المرات ، البيت ما كانشى فيه رز.،.وأنا قلت له،..قال: إنت عارف إن الرز فيه أزمة على مستوى البلد كلها ، فأنا استعجبت وقلت له : " الكلام ده ما يمشيش على المحافظ " قال : يمشى عليه ونص ..المحافظ هو آخر واحد مفروض يكون فى بيته رز ...لما يتوفر الرز لكل الناس، يبقى المحافظ ساعتها يجيب لنفسه ..فأنا كنت أقول : " يبقى حضرتك مش ناوى تجيب خالص " فكان .. رحمة الله عليه يموت على نفسه من الضحك .....إننى الان أروى هذه السطور عن أحمد كامل الذى لم تتح لى الظروف أن أراه أو أن ألتقى به سوى مرة واحدة ، وكان لقاء فريدا من نوعه ، ففى عام 1966تخرجت من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية وعدت إلى مدينتى: أسيوط ، حيث دعانى أحد الأصدقاء : " الأستاذ رفعت المليجى " ، إلى حضور معسكر تعقده منظمة الشباب الإشتراكى ينطوى على دورة تثقيفية تؤهل للإنضمام للمنظمة ، ولما كان الصديق المليجى يعلم كراهيتى لسائر التنظيمات السياسية الحكومية وغير الحكومية ، فقد حرص على أن يوضح لى أن حضور المعسكر لا يعنى الإنضمام إلى المنظمة بالضرورة ، وأن من حقى أن أكتفى بحضور المعسكر باعتباره نوعا من الندوة الفكرية المتصلة الممتدة على مدى أيام عديدة .. وعلى هذا الأساس قبلت ، ..وفى المعسكر زارنا المحافظ وراح يتحاور معنا في القضايا النظرية للإشتراكية والإشكاليات العملية لتطبيقها ..ولقد بهرتنى جدا يومذاك ثقافته الواسعة التى لم أكن أتصور قط أن واحدا من العسكريين المصريين يمكن أن يتمتع بها ..أذكر يومها أنى دخلت معه فى جدال عنيف حول إمكانية الجمع بين مطلب الإشتراكية والحرية الفردية ...على الأقل فى مجال الرأى والتعبير والممارسة السياسية ..أما الحرية الإقتصادية فإن الجمع بينها وبين الإشتراكية هو بداهة جمع بين النقيضين ..كان مقررا أن تدوم الزيارة مدة ساعة ...لكن الحوارالذى دار بينى وبينه دام ثلاث ساعات متصلة ...وكان من الممكن أن يمتد إلى أكثر من ذلك لولا أنه انتهى نهاية مأساوية مفاجئة لم يكن يتوقعها أحد ، لعلى أفرد لسرد تفاصيلها مناسبة أخرى.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب المعالى
- ترتيبنا فى الشفافية
- عن جامعة القاهرة
- شخصيتان من تاسا
- تلك النهاية المروعة
- الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر
- ذكرى رحيل فارس نبيل
- أيام مجاور
- كتاب الأهرام
- عام البغلة
- الدستور يناقض الدستور!!
- الرسام الضرير
- عقوبة الإخصاء!!
- صورة من الذاكرة
- الخنزير الذى أكل خنزيرا
- تحية إلى البديل
- العجوزة ... ونوال
- فوز الليبية
- جوهرة الجزيرة
- قانون مكافحة العدالة !!!


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - أحمد كامل (1)