أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصارعبدالله - العجوزة ... ونوال














المزيد.....

العجوزة ... ونوال


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2609 - 2009 / 4 / 7 - 07:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


رغم أننى فى فترة من فترات حياتى قد قدر لى أن أتردد كثيرا على منطقة العجوزة ، وعلى شارع نوال بالذات ، إلا أننى أعترف بأننى ظللت طيلة عمرى أجهل من هى تلك العجوزة التى سميت المنطقة الحيوية ـ بأكملها ـ باسمها، ومن هى نوال التى أطلق اسمها على الشارع الشهير ، شأنى فى ذلك بطبيعة الحال شأن أغلب المصريين بمن فيهم سكان العجوزة وسكان نوال أنفسهم الذين لا يعرف أغلبهم شيئا: لا عن العجوزة ولا عن نوال !!، وعلى سبيل المثال فقد سألت يوما صديقى الناقد الأدبى والأستاذ الجامعى المعروف ماهر شفيق فريد ( وهو من مواليد شارع نوال ) سألته من تكون نوال فأجابنى بأنه لا يعرف على وجه التحديد!!، وسألت صديقى ماهر البطوطى الذى ترجم إلى العربية عددا من أمهات الكتب العالمية قبل أن ينتقل إلى العمل فى اليونسكو ويصبح من سكان باريس بعد أن كان من سكان العجوزة ، سألته عمن هى العجوزة فأجابنى بأنه لايعرف بالضبط !!!وهكذا ظللت جاهلا بالإجابة حتى الأسبوع الماضى فقط حين تلقيت من أحد قرائى الكرام وهو الأستاذ حسن محمد صالح رسالة يستنجد فيها بى وبأسرة تحرير الفجر مما يستهدفه عدد من كبار رجال الأعمال الأثرياء الذين يحاولون إخلاء ما تبقى من السكان الأصليين لقرى العجوزة التاريخية والتى كانت تتمثل فى ثلاث قرى هى العجوزة القبليية والوسطى والبحرية ، ثم انحصرت حاليا فى اثنتين فقط هما الوسطى والبحرية بعد إزالة العجوزة القبلية لكى تحل محلها بعض أساسات كوبرى 6أكتوبر ، وقد جاء الآن الدور على العجوزتين المتبقيتين اللتين ـ بحجة التطوير ، وإنشاء إبراج سكنية شاهقة يجرى العمل حاليا على يتم إخلاؤهما من سكانهما مقابل تعويضات هزيلة أو بغير تعويض فى بعض الأحيان ، ومن خلال رسالة الأستاذ حسن صالح عرفت أن العجوزة هى نازلى هانم بنت سليمان باشا الفرنساوى مؤسس الجيش المصرى فى عصر محمد على ، وقد اقترن بها شريف باشا الذى تولى رئاسة الوزارة أربع مرات ، والذى كان يمتلك 30 فدانا من أراضى طرح النهر فى المنطقة المعروفة الآن بالعجوزة ، وفى حياته كان يعتزم إقامة جامع في ركن أرضه على النيل قرب كوبري الجلاء، لكنه مات قبل أن يحقق أمنيته، فإذا بأرملته نازلي هانم تتولى بنفسها تحقيق أمنية زوجها ، وإذا بها تشرف بنفسها على أعمال بناء الجامع فى مكانه الحالى رغم أن عمرها كان قد تجاوز 90عاماً فى ذلك الوقت ! مما جعل الأهالى يطلقون عليه جامع العجوزة !! ويطلقون على المنطقة بأكملها إسم العجوزة ، ولقد أنجبت نازلى هانم بنتا واحدة هى توفيقة التى اقترنت بعبدالرحيم باشا صبرى الذى أنجب منها بنتين إحداهما سميت على اسم جدتها نازلى وقد أصبحت فيما بعد أم الملك فاروق، والأخرى هى نوال التى توفيت فى سن السادسة مما أحزن والدها فأطلق اسمها على السراى الذى يقيم فيه (مقر أكاديمية ناصر العسكرية الآن) ، ثم امتدت التسمية لكى تشمل الشارع الذى يقع فيه السراى ، أما بقية سكان العجوزة فهم فى الأصل من الصعايدة الذين كان بعضهم عائدا لتوه من حفر قناة السويس، بينما كان البعض الآخر من النازحين من الصعيد بحثا عن لقمة العيش فى العاصمة والذين لقلة حيلتهم لجأوا إلى السكن فى العشش والتى كانت تعرف فى ذلك الوقت بالزمالك ، ( زمالك جمع زملكة ... وزملكة تعنى بالتركية : العشة ) ، غير أن الخديوى إسماعيل قام بإخلائهم من الزمالك لكى يبنى بدلا منها قصورا وفيللات على الطراز الأوروبى ، ومنحهم بدلا منها على سبيل التعويض أجزاء من أراضى طرح النهر التى تشكل الآن ما تبقى من العجوزة التاريخية ، وهو ما يراد الآن الإستيلاء عليه وتحويله إلى أبراج لكى تختفى البقية الباقية من عبق التاريخ المصرى، ولله الأمر من قبل ومن بعد



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز الليبية
- جوهرة الجزيرة
- قانون مكافحة العدالة !!!
- مدنى وهنيدى وعبده
- الحاخام يسرائيل وايس
- تلك المغالطة
- - كونتى - فين ...يابطة !!
- عن أرقام التوزيع !!
- الأحذية : وجهات نظر
- لماذا لم يصدق المصريون؟؟
- أين ذهب البق؟
- قرار العفو: الرابح والخاسر؟
- حسنى وعزيزة
- مخدرات بأوامر الكبار
- المصريون يندهشون
- لاصوت يعلو
- ديكورات مجلس الشورى
- أسوار مصر العازلة
- جلال عامر أبو 6
- حتى العميان ...يغشون!


المزيد.....




- -حلقوا شعره ورسموا على وجهه-.. اعتداء على مطرب شعبي في سوريا ...
- لماذا أثارت قائمة السفراء الجدد انقساما سياسيا في العراق؟
- الجيش السوري و-قسد- يتبادلان الاتهامات بشأن هجوم منبج
- رئيس الأركان الإسرائيلي يلغي زيارة لواشنطن بسبب تعثر مفاوضات ...
- غزة تنعى عشرات الشهداء بنيران الاحتلال والتجويع
- أولوية الصلاة تشعل حربا عجيبة بين كمبوديا وتايلند
- مسؤول روسي يُغضب ترامب ويلوح بـ-اليد الميتة-، فكيف تعمل؟
- صحف عالمية: إسرائيل أصبحت علامة سامة ولا يمكن الدفاع عما تقو ...
- ذوبان الأنهار الجليدية في تركيا مؤشر على أزمة مناخية
- مصر.. حملة أمنية واسعة لضبط صناع المحتوى -الخادش للحياء-


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصارعبدالله - العجوزة ... ونوال