أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - ديكورات مجلس الشورى














المزيد.....

ديكورات مجلس الشورى


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:05
المحور: كتابات ساخرة
    


سؤال: كم بلغت تكلفة الديكورات التى أجريت بمجلس الشورى قبل احتراقه والتى كانت سببا هاما من أسباب سرعة التهام النيران للمبنى بالكامل؟؟ ، ولكى لا يتصور البعض أننا نلقى الكلام جزافا نقول إن تلك الديكورات بشهادة الخبراء وشهود العيان كانت بأكملها تقريبا مكونة من مواد سريعة الإشتعال : ستائر مخملية ، أغلفة خشبية للجدران ، لوحات زيتية ...إلخ ، والجواب : لا أحد يعلم على وجه التحديد وإن كانت تلك التكلفة فى أضعف التقديرات تبلغ عشرات الملايين وهو ما ينقلنا إلى سؤال آخر وهو: هل تم أخذ رأى المواطن المطحون الذى كان سيتحمل وحده فى نهاية المطاف تكلفة تلك الديكورات التى ساعدت على احتراق تاريخه (وبهذا يضاف التاريخ إلى الحاضر الذى يحترق فيه المواطن يوميا) ؟؟ ..الجواب: كلا بالطبع .. إذ متى كان مجلس الشورى يستشير الناس أو يستمع إليهم فى أمر من الأمور حتى لو كانوا هم الذين يدفعون الأعباء فى نهاية المطاف ؟؟..سؤال ثالث: هل خطر لأولئك الذين اتخذوا قراراتهم بإجراء الديكورات ، ..هل خطر لهم مجرد خاطر أن يقوموا بمعالجة الأسقف والجدران بمواد مانعة للإشتعال وأن يستخدموا أموال الشعب التى كانت بين أيديهم فى تقليل احتمالات حدوث أى حريق إلى أدنى حد ممكن بدلا من استخدامها فى زيادة الإحتمالات إلى أقصى حد ممكن ؟؟ ... الجواب : كلا بالقطع لم يخطر على بالهم مثل ذلك الخاطر لأكثر من سبب :ـ .. أولا لأنهم فى أغلب الأحوال مهمومون فى المقام الأول بقضاياهم ومكاسبهم الشخصية ، وبعد هذا يجىء لديهم الصالح العام ( هذا إن جاء أصلا ) ، ...وثانيا لأن هناك موروثا تاريخيا متعلقا بمجلس الشورى يتمثل فى أن المجلس نفسه هو مجرد ديكور برلمانى مجرد من الوظيفة النيابية الحقيقية ، وسواء كنا نتكلم عن مجلس شورى النواب الذى أنشأه الخديوى إسماعيل عام 1866أو كنا نتكلم عن مجلس شورى القوانين الذى أنشأه توفيق عام 1883 أو مجلس الشورى الحالى الذى أنشأه السادات عام 1980 فنحن فى الحالات الثلاث نتكلم عن قطعة من الديكور البرلمانى التى لا تتمتع فى حقيقة الأمر بأية اختصاصات تشريعية فاعلة ، ...وفى ظل غياب المضمون ... يتعاظم الإهتمام عادة بالشكل، ومن ثم فقد كان من الطبيعى أن يتركز اهتمام القائمين بأمر المجلس على إعطائه أكبر قدر ممكن من الفخامة والأبهة المادية تعويضا له عن هزال صلاحياته التشريعية والرقابية. وقد كانت النتيجة الطبيعية هى فقدان المجلس للعنصرين معا : المضمون الذى يفتقر إليه أصلا ، والأبهة التى التهمها الحريق !!، وأهم من ذلك أن الشعب المصرى نفسه قد فقد جزءا غير قابل للتعويض من تاريخه وتراثه بالإضافة إلى ما فقده من أمواله على أيدى أولئك الذين لم يفوضهم قط تفويضا حقيقيا فى إدارة شئونه!! ، والواقع أنه إذا كان لا بد من تقديم المسئولين عن تلك الكارثة إلى المحاكمة فإن من أوائل الذين ينبغى محاكمتهم هم أولئك المسئولون الذين اتخذ وا قرارا أو أصدروا توجيها بإجراء الديكورات التى قدمت وقودا وفيرا جاهزا للحريق ، وذلك تأسيسا على الأسباب الآتية :
1ـ أنهم قاموا بتبديد أموال شعب معظمه من الكادحين الذين لا يكادون يجدون لقمة الخبز ، بددوهاعلى مظاهر الفخامة والأبهة ، وهذه فى حد ذاتها جريمة حتى لولم يترتب عليها حريق، فما بالنا وقد حدث.
2ـ أن ما قاموا به هو نوع من الإهمال الجسيم المتمثل فى زيادة كمية المواد سريعة الإشتعال وعدم طلاء الجدران والأسقف بمواد مانعة ،( حبذا لو التفت المسئولون عن مجلس الشعب إلى هذه الجزئية قبل أن تحدث كارثة أخرى، وهنا أذكر المصريين بأن مبنى مجلس الشعب هو أيضا ملك لكل المصريين ينبغى أن يحرصوا جميعا عليه بغض النظر عمن يقبعون فيه أو يتربعون على منصته من الرموز التى لن يحزن الكثيرون عليها لو أنها احترقت، بشرط أن يكون هذا خارج المجلس )
2ـ أن إنفاق أى أموال عامة فى غير موضعها الصحيح ، لا بد أن تثير شبهة معينة ، متعلقة باحتمال وجود مستفيد شخصى أو متربح من مثل ذلك الإنفاق ...
المأساة الحقيقية تتمثل فيمن هو الذى سيملك أن يقدم المشبوهين إلى المحاكمة؟ ..إن أصحاب المصلحة الحقيقية وهم المواطنون العاديون لا يملكون السلطة ولا القدرة ، أما من يملكون القدرة والسلطة فإن لديهم مصلحة وأية مصلحة فى طمس الحقيقة، وهذا هو جوهر المأساة.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسوار مصر العازلة
- جلال عامر أبو 6
- حتى العميان ...يغشون!
- فلنخسرها ..بشرف!
- البطارسة
- تحية إلى وليم نصار
- الترويج للطوارىء
- عام جديد ...عار جديد!
- سقف فهم بوش
- عن أعراض الأمراض الإعلامية
- الحزبان : الفيسى والفاسى
- تلك الشائعة
- من حكايات المجاعة
- البوكر العربية
- غسيل الأعراض!!
- رحيل رجاء النقاش
- أميون فى معرض الكتاب (2)
- لماذا سكت النهر؟
- احتجاب الشقيقة الكبرى!
- مقاطع غير ساخرة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - ديكورات مجلس الشورى